أكبر جزيرة في العالم.. لماذا يسعى ترامب إلى شراء جزيرة جرينلاند الدنماركية؟
آخر تحديث: الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 4:32 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إثارة الجدل مرة أخرى حول شراء الولايات المتحدة الأمريكية لجزيرة جرينلاند الدنماركية، التي تعد أكبر جزيرة في العالم، ليعيد رغبته الملحة المثيرة للجدل التي أثارها خلال فترته الأولى من جديد إلى الواجهة.
فقد كان شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك شغل ترامب الشاغل خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، وهي الفكرة التي ناقشها في البداية على انفراد ثم أكدها لاحقا بشكل علني.
ففي عام 2019، وبينما كان يخطط الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، صرح عدة مرات عن نيته حول شراء جزيرة جرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي ويغطي الجليد نحو 80% من مساحتها.
وواجه ترامب حينها انتقادات عديدة حول تعاطيه مع قضية الجزيرة الدنماركية التي أعلن عن رغبته في شرائها وكأنها صفقة من صفقاته العقارية، ثم تراجعه عن زيارة الدنمارك لأنه لا يحتمل رفض طلبه من قبل حكومة كوبنهاجن، خاصة بعدما سخر سياسيين دنماركيين من الفكرة ورفضوها جملة وتفصيلا.
وبالرغم من كل ذلك، أعاد ترامب، أمس، إحياء رغبته خلال فترة ولايته الأولى بالحصول على جرينلاند من الدنمارك لصالح الولايات المتحدة، حيث ذكر ترامب الفكرة من جديد، في بيان أعلن فيه عن تعيين سفيرا جديدا له إلى الدنمارك.
وقال ترامب في البيان: "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن امتلاك جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة، وسيقوم كين بعمل رائع في تمثيل مصالح الولايات المتحدة".
-ولكن، ماذا نعرف عن جزيرة جرينلاند الدنماركية؟
وفقا لتقرير سابق لشبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن جرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم ، بعد أستراليا، التي تعد قارة بحد ذاتها.
وجرينلاند هي إقليم دنماركي مستقل، يقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط القطبي الشمالي، وتبلغ مساحتها 2 مليون كيلومتر مربع، وتتمتع بالحكم الذاتي في ظل السيادة الدنماركية ولها حكومتها وبرلمانها.
ويبلغ عدد سكانها حوالي 56 ألف شخص يتركزون حول الساحل، حيث أن ما يقرب من 90% السكان ينحدرون من السكان الأصليين لجزيرة جرينلاند وهم من شعب الاسكيمو.
وتمتد جرينلاند على مساحة 536 ألف ميل مربع، أي حوالي مليوني كلم مربع، إلا أن حوالي 80% منها عبارة عن مياه، وليس لدى الجزيرة أي بنية تحتية خارج نوك، أكبر مدنها وعاصمتها، التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ20 ألف شخص.
-ذوبان الجليد بين الموارد المعدنية والنفايات النووية
وتغطي الثلوج أكثر من 80% من مساحة الجزيرة، وهناك مخاوف من ذوبان الغطاء الجليدي بسبب الاحتباس الحراري، لكن ذوبان الجليد زاد من إمكانية الوصول إلى الموارد المعدنية للجزيرة.
ومع ذلك، فيعتقد أيضا أن الجليد المتراجع قد يكشف عن نفايات نووية سامة تركت في عدة مواقع عسكرية أمريكية خلال الحرب الباردة.
-استعمرتها الدنمارك
ووفقا لشبكة "سكاي نيوز"، فقد استعمرت الدنمارك جزيرة جرينلاند إبان القرن الثامن عشر، وهي لا تزال تعتمد على الاقتصاد الدنماركي حتى الآن، وفي حين أن سلطات الجزيرة معنية بشؤونها المحلية في تتحمل كوبنهاجن مسؤولية الدفاع والسياسة الخارجية.
-اهتمام أمريكا بجرينلاند
أما ما يمنح جرينلاند أهمية، هو اشتمالها على المعادن، مثل الحديد واليورانيوم والألومنيوم والنيكل والبلاتين والتيتانيوم والنحاس.
ووفقا لشبكة "بي بي سي"، فيقال إن الرئيس الأمريكي اهتم بجرينلاند، جزئيا، بسبب مواردها الطبيعية، مثل الفحم والزنك والنحاس وخام الحديد.
ولكن في حين أن جرينلاند قد تكون غنية بالمعادن، إلا أنها تعتمد حاليا على الدنمارك في تمويل ثلثي ميزانيتها، كما أنها تعاني من معدلات عالية من الانتحار وإدمان الكحول والبطالة.
ووفقا لـ "سكاي نيوز"، تقول تقارير، إن الولايات المتحدة حاولت مرات عدة منذ نحو 150 عاما شراء الجزيرة، وذلك لأهداف اقتصادية وأمنية، لكن الدنمارك رفضت ذلك.