موسم قدوم الخير وجني الثمار.. بدء حصاد قصب السكر بقنا

آخر تحديث: الأربعاء 24 يناير 2024 - 2:30 م بتوقيت القاهرة

حمادة عاشور:

"يا أبو اللبايش يا قصب عندنا فرح واتنصب".. فلكلور من أشهر الأغاني الشعبية في صعيد مصر، أغنية تلقى رواجا كبيرا في هذا التوقيت من كل عام، تعبيرا عن الفرحة والبهجة التي ترتسم على وجوه المزارعين.

يأتي ذلك مع بدء موسم حصاد قصب السكر، الذين ينتظرونه بعد رحلة طويلة من الشقاء طوال العام، ودلالة على قدوم موسم الخير وجنى الثمار للمحصول الذي يعد الأهم والأشهر في الزراعات لدى أبناء الصعيد.

وتعد زراعة القصب من أشهر المحاصيل الزراعية في صعيد مصر، خاصة في محافظة قنا التي تنتج حوالي 35% من إنتاج مصر من محصول قصب السكر، حيث تزرع حوالي 120 ألف فدان من أصل 300 ألف فدان على مستوى الجمهورية، وتمتلك 3 مصانع لتكرير وإنتاج السكر، وهي دشنا، ونجع حمادي، وقوص.

وترجع الأهمية الاقتصادية لقصب السكر في إنتاج السكر، والعسل، والمولاس، والكحول، والخشب، والورق، والحرير الصناعي، والشمع، والخل، بالإضافة إلى استخدامه كعلف للحيوانات وتسميد الأراضي، كما يعتبر مصدرا هاما من إنتاج الوقود الحيوي.

وأعلنت مصانع دشنا ونجع حمادي وقوص، الأسبوع الماضي، عن بدء عملية التشغيل واستقبال القصب من المزارعين، في أجواء كرنفالية حضرها العاملين بهذه المصانع، تضمنت ذبح العجول إيذانا ببدء وانطلاق موسم العصير، الذي أنطلق في الأول من يناير ويستمر حتى نهاية شهر مايو المقبل.

ويعد موسم حصاد القصب من أهم المواسم الزراعية، ويستمر لمدة 5 شهور يتم خلاله حصاد القصب يدويا، أو عن طريق معدات، يتم فيها تجميع أعواد القصب في أكوام يتم بعدها رفعها على الجرارات الزراعية وتحميلها في قطار القصب الذي ينقلها لمصانع السكر التي تقوم بعملية عصره، وإخراج المنتجات منه، والتي يعد السكر والعسل أشهرها.

وحتى سنوات قليلة ماضية، كان لاستقبال موسم حصاد القصب طقوس ومظاهر احتفالية اعتادها المزارعين، منها المزمار البلدي، والطبل، والخيول، والعروض الشعبية؛ إعلانا عن قدوم موسم الخير والحصاد الذي كان يقام فيه الأعراس والاحتفالات.

ويقول الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة بقنا، عن قصب السكر الذي حل مكان القطن في قريته: "كان حصاد القصب بالنسبة لنا كأطفال عيدا، إذ ارتبط بقطار قصب السكر الذي يترك عربتة قريبة من الحقول لكي يحمل المزارعون قصبهم فوق الجمال كي تصل القصب لعربة المصنع، ثم يأتي دور القطار الذي يجري بمحاذاته الأطفال متحاشين رجالا يحرسون القصب، كل فوق عربته حتى يصد عنها الأطفال".

وأوضح أن استلام ثمن قصب السكر ارتبط بموسم زواج الشباب خاصة في الصيف، فالمزارع لا يقبض ثمن محصوله إلا في شهري يونيو أو يوليو.

وتابع بدران، أن منظر الجمال وهي تتهادى محملة بالقصب كان منظر ساحر، قائلا: "لقد غير هذا المحصول بيئة الصعيد بعد أن كانوا يزرعون محاصيلهم الشتوية ثم محاصيلهم الصيفية إلى محصول واحد طوال العام، وأصبح القصب هو سيد المحاصيل، كما أسهمت مصانع السكر في توظيف أعداد كبيرة من الشباب في قوص، ونجع حمادي، ودشنا، وأرمنت، وأنشأت؛ مما أسهم في تذويب القبلية قليلا فى مدن هذه المصانع لاستقدامها موظفين من محافظات مصر كلها، وأدى هذا إلى تطور في زيجات من خارج محافظات الصعيد، وأنشأت هذه المصانع مدن حولها مما أسهم فى تذويب القبلية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved