من الفائز في الحرب عند انطلاق محادثات السلام الروسية الأوكرانية؟
آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2025 - 10:22 ص بتوقيت القاهرة
نيويورك - د ب أ
لا شك في أنه عندما تنطلق محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا بجدية، ستتأثر بظروف ساحة المعركة. وفي نهاية المطاف، تعد مكاسب الطرفين المتحاربين ووضعهما الاستراتيجي القوة الحاسمة التي سيجري استغلالها في المفاوضات، وفقا لما ذكره ستافروس أتلاماز أوغلو الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني.
وقال أتلاماز أوغلو، الحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية إن البيانات في صالح الكرملين، فالجيش الروسي في وضع الهجوم. وعلى النقيض منه، تخوض القوات الأوكرانية حملة دفاعية. وتمسك روسيا حاليا بزمام المبادرة الاسترتيجية كما تملي الخطوات في ساحة المعركة إلى حد كبير. وعلى الصعيد الآخر، تتخذ أوكرانيا ردود فعل على تحركات الجيش الروسي في محاولة للتصدي لتقدمه التكتيكي.
جولة في ميدان المعركة
ويقول أتلاماز اوغلو إن هناك حاليا في الحرب خمس جبهات نشطة ، تمسك روسيا بزمام المبادرة في أربع منها، بينما تسيطر أوكرانيا على واحدة..
ويتمركز الجهد الروسي الرئيسي في شرقي أوكرانيا، في اتجاه خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية. وبحسب معهد دراسة الحرب الأمريكي، فإن هدف الكرملين في هذه الجبهة هو "إبعاد القوات الأوكرانية من الحدود الدولية مع منطقة بلجورود والاقتراب إلى مدى نيران المدفعية بالنسبة لمدينة خاركيف"، وكان الجيش الروسي في المراحل الأولى من الحرب في مدى اطلاق قذائف المدفعية على خاركيف، إلا أن الهجمات الأوكرانية المضادة الناجحة أغاثت المدينة بحلول الخريف.
وتقع الجبهة الروسية الثانية في منطقة لوهانسك جنوب شرقي أوكرانيا. وتهدف القوات الروسية هنا للسيطرة على المنطقة برمتها.
وتقع الجبهة الروسية الثالثة إلى الجنوب مباشرة من السابقة، في منطقة دونيتسك. وتهدف روسيا هنا أيضا إلى السيطرة على المنطقة برمتها. وتشكل منطقتا لوهانسك ودونيتسك منطقة دونباس، التي تحتوي على ثروة معدنية وإمكانيات صناعية.
وأخيرا تدافع روسيا في الجنوب سعيا للإبقاء على خط الاتصال كما هو. وشيدت روسيا هنا أكثر التحصينات الدفاعية شمولا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وعلى الجانب الأوكراني، تمسك كييف بزمام المبادرة في منطقة كورسك داخل روسيا. وسيطر الجيش الأوكراني منذ أغسطس على موقع عسكري كبير في روسيا، مما أجبر روسيا على تخصيص عشرات الآلاف من القوات لمقاومته. ومنذ بداية القتال هناك، استعادت بعض المناطق التي استولت عليها أوكرانيا بصعوبة، لكن أوكرانيا ما زالت تسيطر على جزء كبير، بما في ذلك بلدة سودجا.
اعتبارات القتلى والجرحى
يعد القتلى والجرحى من الاعتبارات المهمة أيضا. ووفقا للتقديرات الغربية يبلغ متوسط عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الروسي يوميا ما يربو على 1500 فرد في المرحلة الحالية من الحرب. وفقدت القوات الروسية إجمالا نحو 863 ألف رجل في القتال، بمتوسط حوالي 800 رجل يوميا منذ انطلاق الحرب.
ومن ناحية أخرى، يفقد الأوكرانيون رجالا أقل لكونهم في وضع الدفاع. ويعني تكتم كييف على أعداد القتلى والجرحى وإحجام الغرب عن مشاركة التقديرات لأسباب سياسية، أنه من الصعب تحديد متوسط الخسائر اليومية لأوكرانيا بشكل دقيق. وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تقدير معلن نادر أن القوات الأوكرانية فقدت نحو 400 ألف بين قتيل وجريح، أو حوالي 365 قتيلا وجريحا يوميا منذ 24 فبراير 2022.
وعموما، يحظى الجيش الروسي اليوم بوضع أفضل إجمالا. ولدى الكرملين رجال وذخائر ونفوذ سياسي مما يساعدها في تحمل سقوط عدد أكبر من القتلى والجرحى.
ومع ذلك، فإنه من ناحية أخرى تحظى أوكرانيا بدعم تحالف دولي قوي بقيادة الولايات المتحدة. ورغم أن هذا الدعم قد يكون محل تشكيك، فإن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يبقي على أوكرانيا في الحرب. وعلاوة على ذلك، يظل الجيش الأوكراني القوة العسكرية الأكثر فعالية بالمقارنة بالجيش الروسي. وبرغم ذلك أصبح الجانبان منهكين، ويبدو أنهما يشعران بأن تحقيق أهدافهما عن طريق تسوية على أساس التفاوض بات أكثر احتمالا، ومن هنا يأتي الضغط على موسكو وكييف من أجل التوصل لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب، حسبما أوضح أتلاماز أوغلو.