زيادة أسعار الذهب تدفع المواطنين للبيع لجني الأرباح وسط عزوف عن الشراء
آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2025 - 3:19 م بتوقيت القاهرة
محمد عصام
نائب رئيس الشعبة: اتجهنا للتصدير بسبب البيع المتزايد
عبدالحكيم: استمرار طرح شهادات 30% لا يحفزً على الاستثمار في المعدن الأصفر
دفعت ارتفاعات أسعار الذهب في السوق المحلية، تأثرا بالارتفاع القياسي في سعر الأوقية عالميا، إلى ركود عمليات بيع المشغولات والسبائك الذهبية لدى التجار، مع إقبال المواطنين على عمليات بيع واسعة للاستفادة من الطفرات السعرية التي حققها المعدن الأصفر في جني الأرباح، بحسب تجار تحدثوا لـ"الشروق".
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعات عالمية وصلت إلى أعلى مستويات على الإطلاق عند 2954 دولارا للأوقية في التعاملات الفورية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وتوقعت وكالة "رويترز" نقلا عن خبراء أن يواصل المعدن الأصفر الصعود خلال تعاملات الأسبوع الجاري في ظل حالة عدم اليقين.
وقال لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ارتفاع أسعار الذهب بالبورصة العالمية خلق حالة من الركود في السوق المحلية، بعد أن اقتربت الأسعار محليا من مستوياتها التاريخية السابقة التي حققتها في توقيت أزمة شح الدولار قبل إتمام صفقة رأس الحكمة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، وصل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر مبيعًا وتداولا بالسوق المحلية إلى مستويات 4140 جنيها، وسجل سعر الجرام عيار 24 نحو 4737 جنيها، في حين أغلق عيار 18 عند مستويات 3552 جنيها، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 33 ألفا و120 جنيها.
وكانت أسعار الذهب، قد وصلت لمستويات قياسية نهاية يناير 2024، حيث قفز عيار 21 إلى 4200 جنيه للجرام مدفوعة وقتها بزيادة الطلب على شراء الذهب للتحوط، وارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء إلى مستويات 70 جنيها.
وتابع المنيب، خلال تصريحات لـ"الشروق"، أن أسعار الذهب عند المستويات الحالية يراها بعض من اشتروا المعدن الأصفر في توقيت بلوغ الدولار بالسوق السوداء 70 جنيها مناسبة جدا للبيع الآن، بعد أن استغرقوا وقتا طويلا للوصول إلى نفس المستويات السعرية التي اشتروا عندها، في حين لم تحمس ارتفاعات الأسعار دخول مشترين جدد للسوق، وهو ما خلق حالة من الركود.
وأضاف المنيب، أن تجار الذهب اضطروا مع تراجع مبيعاتهم من السبائك والمشغولات إلى الاتجاه للتصدير؛ لتوفير السيولة للسوق المحلية لاستيعاب عمليات البيع المكثفة من قبل العملاء.
وقال ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب، إن ارتفاع سعر الأوقية عالميًا دفع التجار إلى الاتجاه للتصدير، في ظل تراجع حجم المشتريات محليًا، وارتفاع الكميات المعروضة عن الطلب.
وتوقع فرج، أن اتجاه التجار للتصدير سيستمر لفترة مؤقتة، مع عودة التوازن بين كميات العرض والطلب، حيث بدأت القوى الشرائية في العودة مرة أخرى لأسواق الذهب، بدعم من رهانات أن تستمر الأسعار في الارتفاع مع التوترات الجيوسياسية.
وأضاف سامح عبدالحكيم عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن الإقبال على شراء السبائك والمشغولات الذهبية عند مستويات متدنية بسبب الارتفاعات الأخيرة في الأسعار، واستمرار طرح شهادات مرتفعة العائد 30%.
وطرح بنكي الأهلي ومصر في مارس من العام الماضي شهادات بعائد تصل إلى 30% لأجل 3 سنوات وينخفض العائد في العامين الثاني والثالث إلى 25% و20% على التوالي، بدوريات صرف متعددة للعوائد.
وتابع عبدالحكيم، أن العديد من الأفراد فضلوا بيع كميات الذهب لديهم لجني المكاسب، مع تراجع حالة التحوط وارتفاع الأسعار، وربط أموالهم في شهادات 30% وعدم استثمارها مرة أخرى في شراء الذهب عند المستويات الحالية التي يراها كثيرون تحمل مخاطرة عالية، قائلا: "من يفكر الآن في شراء الذهب حتى لو وصل بعد ذلك لسعر 5 آلاف جنيه، سيكون عائد شهادات 30% أفضل، ما سبب حالة ركود بالأسواق".
وثبت البنك المركزي أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض الأسبوع الماضي عند 27.25% و28.25% على الترتيب، لضمان تحقيق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم.
ووفقا لمجلس الذهب العالمي فقد بلغ إجمالي حجم مشتريات المصريين من الذهب خلال عام 2024 نحو 50.1 طن، منها 26.1 طن مشغولات ذهبية، 24 طن سبائك وعملات.