في حياة المصري القديم (2).. مم صُنعت الأقواس والسهام كأدوات للصيد؟

آخر تحديث: الجمعة 24 مارس 2023 - 12:57 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، كان الناس يجلسون أمام القهاوي يستمعون لحكايات أبو زيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون لكي يسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، الحكاية تجذب الكثيرين، لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة وتحديداً عن تفاصيل الحياة اليومية.

في الحلقة الثانية من الحديث عن توظيف موارد الطبيعة في حياة المصري القديم داخل أنشطته اليومية واستفادته منها في تصنيع أدوات ومستلزمات يحتاجها، نتحدث عن العظم وكيف كان يوظفه في صالح أمور حياتية.

وفي كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين" تأليف ألفريد لوكاس، وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورد استخدام العظم في فصل المنتجات الحيوانية لدى الفراعنة.

يقول لوكاس إن العظم مادة كان من الطبيعي جدا أن يستخدمها الإنسان البدائي لأنه خام متوفر وسهل الفلق والتدبيب، بل قد كان بعضه مدببا بطبيعته كما هو الحال في عظام بعض الأسماك، فكان من الميسور دون أي صعوبة أن تصنع منه أدوات ثاقبة صغيرة مثل المخارز والإبر، وكان صالحاً أيضا للحفر والنقش.

وقد استخدم عظم الحيوانات في مصر القديمة منذ العصور البيوليثية -أي فترة العصر الحجري القديم- واستمر ذلك في جميع العصور التالية، فكانت تصنع منه أشياء صغيرة شتى لاسيما التمائم ورؤوس السهام والمخارز والخرز والأساور والأمشاط والخواتم ورؤوس الحراب الكبيرة للصيد والإبر والدبابيس، وكان يصنع من فقار الأسماء بعض الخرز، وفضلا عن العظم الطازج، كان هناك العظم المستخرج من حفريات الأرض ويستعمل هو الآخر في أدوات التجميع، فقد عثر على يد مرآة معروف أنها صنعت من هذه المادة.

كما كان يستخدم القرن في مصر القديمة منذ أقدم العصور، وقد وجدت في المقابر أشياء مصنوعة منه مثل الأساور والأمشاط ورؤوس حراب كبيرة للصيد وأواني وأقداح، وقرناً محفوراً لاستعماله كوعاء، ويرجع عصور بعضها إلى ما قبل الأسرات، أما في عهد الأسرة الأولى فهناك أقواس وأجزاء من الأقواس المركبة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved