نساء النبي (23).. قصة تفريق المشركين لأم سُلمة عن زوجها عبد الله وابنها

آخر تحديث: الأحد 24 أبريل 2022 - 11:12 ص بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وما أطيب أن نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلال هذا الشهر الكريم.

وفي حلقات متواصلة، ترصد "الشروق" حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في منزله كزوج، موضحة علاقته بزوجاته "أمهات المؤمنين"، في سلسلة بعنوان: "نساء النبي"، وذلك كما وردت في الكتاب الذي يحمل نفس الاسم للكاتبة الدكتورة عائشة عبدالرحمن، المعروفة بـ"بنت الشاطئ".

الحلقة الثالثة والعشرون:

قصة تفريق المشركين لأم المؤمنين أم سلمة عن زوجها عبد الله وابنها سلمة
أم سلمة هي هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، قالت أم سلمة في رواية ابن أسعد: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة، أم المساكين" وذلك بعد وفاة زينب بنت خزيمة.

والدها هو أحد وجوه قريش المعدودين وأجوادهم المشهورين، لقب بزاد الركب، إذ كان إذا سافر لا يترك أحدا يرافقه ومع زاد، بل يكفي رفقته من الزاد، بينما والدتها هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني أفراس الأمجاد.

كان لأم سلمة زوج قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم الصحابي ذو الهجرتين، وكان له ولزوجته أم سلمة مكانتهما الكبيرة في الإسلام، فقد كانا من بين السابقين الأولين وهاجرا مع الـ10 الأولين إلى الحبشة، حيث ولدت هناك ابنهما سلمة، ثم قدما إلى مكة بعد تمزيق صحيفة المقاطعة، وقد ضرى اضطهاد قريش للمسلمين.

لما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الهجرة إلى يثرب بعد بيعة العقبة الكبرى، أجمع أبو سلمة أمره على الهجرى بأهله، ولكن كانت قصة خروجهم مأساة، حدثت أم سلمة رضي الله عنها فقالت، "لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة، رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه رجال قومي بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، علام نتركك نسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى ولدنا سلمة وقالوا لقوم زوجي : والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا".

وأكملت أم سلمة: "فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به قوم أبيه، وحبسني بنو المغيرة عندهم، ومضى زوجي أبو سلمة حتى وصل المدينة، وفرق بيني وبين زوجي وابني، فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي، سنة أو قريبا منها، حتى مر بي رجل من بني عمي، أحد بني المغيرة، فرأى ما بي، فرحمني فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها".

وأضافت أم سلمة: "قالوا لي الحقي بزوجك إن شئت، ورد علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري، ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي من أحد من خلق الله، حتى إذا كنت بالتنعيم على فرسخين من مكة، لقيت عثمان ابن طلحة فقال: أين يا بنت أبي أمية؟ قلت: أريد زوجي بالمدينة، فقال : هل معك أحد؟ فقلت: لا والله، إلا الله وهذا ابني، فقال : والله مالك من مترك".

واستطردت: "أخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه، إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله، ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري، أتى فأخذ بخطامه فقاد حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، وكان بها منزل أبي سلمة في مهاجره قال: إن زوجك في هذه القرية فأدخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعا إلى مكة".

هل تم لم شمل أم سلمة مع عائلتها من جديد؟.. وما كان مصير زوجها أبا سلمة؟.. هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة..

اقرأ أيضا:

نساء النبي (22).. قصة أم المساكين زينب بنت خزيمة

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved