بوليتيكو تكشف كواليس إقناع بايدن بالسماح بتزويد أوكرانيا بمقاتلات «إف-16»

آخر تحديث: الأربعاء 24 مايو 2023 - 1:10 ص بتوقيت القاهرة

ترجمة الشروق

كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية كواليس قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعطاء الضوء الأخضر بشأن إمداد أوكرانيا بمقاتلات "إف-16"، والدور الذي لعبه وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين في إقناع الرئيس بالخطوة.

وقالت المجلة الأمريكية في تقرير لها إن كييف طلبت المقاتلات الحديثة، على مدار أكثر من عام، وكان جواب الإدارة الأمريكية إما بـ"لا" أو "ليس الآن".

وأضافت المجلة: "لكن ذلك تغير نهاية الأسبوع الماضي عندما أخبر بايدن الحلفاء بأنه سيدعم تحالف دولي لتدريب الطيارين الأوكرانيين على المقاتلات، الأمر الذي يمهد الطريق أمام إرسال المقاتلات الحديثة إلى الخطوط الأمامية.

وأوضحت "بوليتيكو" أن نقطة التحول الرئيسية جاءت في الأسابيع القليلة الماضية، عندما انتهى الغرب من تسليم الغالبية العظمى من المعدات التي احتاجتها أوكرانيا للهجوم المضاد المخطط له في الربيع.

ونقل تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا أطنان من الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك منظومات دفاع جوي متطورة ومركبات مدرعة، إلى ساحة المعركة لمساعدة كييف في التصدي للقوات الروسية.

وبينما يلوح هذا الإنجاز في الأفق، حولت المجموعة انتباهها إلى تجهيز أوكرانيا من أجل المدى الطويل، وتتمثل الخطوة الأولى في هذا المسار في تدريب الطيارين الأوكرانيين على تسيير المقاتلات الحديثة.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن القرار بشأن المقاتلات هو أحدث خطوة فيما أصبح نمطًا مألوفًا للمساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا، حيث يقاوم الغرب لعدة شهور إرسال معدات متطورة إلى كييف ثم يتراجع عن موقفه.

وأشارت المجلة إلى أن ذلك حدث مع صواريخ ستينجر المضادة للطائرات بعد بداية الحرب العام الماضي، ثم منظومة باتريوت في ديسمبر، ودبابات أبرامز إم-1 في يناير، ثم مجددا الآن مع مقاتلات "إف-16".

ويقول منتقدون إن إدارة بايدن تباطأت في إرسال المساعدات المطلوبة بشكل عاجل في كل خطوة، مما أدى إلى إطالة أمد الحرب دون داع، بحسب المجلة الأمريكية.

لكن مسئولو الإدارة يقولوا إن النهج التدريجي جزء من استراتيجية محسوبة لتزويد أوكرانيا بالقدرة التي تحتاجها بسرعة في ساحة المعركة، ولمنع التصعيد.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يوم الإثنين، لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية: "في كل مرحلة، لعبت الولايات المتحدة دورا حيويا في التأكد من حصول أوكرانيا على ما تحتاجه وقتما تحتاجه. وسنواصل فعل ذلك".

وذكرت "بوليتيكو" أن قرار دعم جهود التدريب كان نتاج أسابيع من الدبلوماسية والمناقشات، إذ بدأ سوليفان التفكير في كيفية دعم التحديث الطويل المدى للقوة الجوية الأوكرانية بعدما زار كييف وبولندا في نوفمبر الماضي.

لكن علانية، بحسب المجلة، رفض الرئيس بايدن احتمال حصول أوكرانيا على مقاتلات إف-16" الأمريكية في المدى القريب، قائلا في فبراير الماضي إنه استبعد إرسالها "بالوقت الراهن".

وفي هذه الأثناء، نقل وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسات، كولن كال المزيد من الأخبار السيئة إلى أوكرانيا، قائلاً إن كبار القادة يعتقدون أن المقاتلات لن تساعدها في المعركة الحالية، وأن الأمر سيستغرق ما بين 18إلى 24 شهرًا لتدريب الطيارين الأوكرانيين عليها.

حينها، ركزت الإدارة الأمريكية على تزويد أوكرانيا بمعدات الدفاع الجوي التي تحتاجها فورا لصد هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية، والقوات البرية المدرعة اللازمة للهجوم المضاد في الربيع.

وعندما انتهى الغرب من تسليم الغالبية العظمى من المعدات التي تحتاجها أوكرانيا للهجوم المضاد، في الأسابيع الأخيرة، أعاد كبار المسؤولين إحياء مسألة المقاتلات.

وقال مسئول أمريكي مطلع على المسألة، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن كان محركا رئيسيا في إقناع بايدن بأن يتساهل بشأن مسألة المقاتلات.

وطرحت مسألة الطائرات الشهر الماضي في اجتماع لوزراء الدفاع الغربيين استضافه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية بألمانيا.

وسعى نظراء أوستن، خلال الاجتماع، للحصول على إذن لتدريب الأوكرانيين على طائرات إف-16.

وأثار أوستن لاحقًا هذه المسألة مع مجلس الأمن القومي، وتم الاتفاق "بالإجماع" على أن المضي قدمًا في التدريب أمر منطقي.

كما تحدث أوستن عن المسألة مباشرة مع بايدن قبل قمة مجموعة السبع، التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي في هيروشيما باليابان، حيث أوصي بأن تمضي الولايات المتحدة قدمًا مع الحلفاء لتدريب الأوكرانيين وتزويد كييف بالطائرات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved