صحف أجنبية: مبارك يخرج.. والثورة تختنق
آخر تحديث: السبت 24 أغسطس 2013 - 12:08 م بتوقيت القاهرة
إعداد ــ أحمد عبدالحكيم
«أشعر وكأن الزمان يعود بنا إلى الخلف، فلم أكن أعرف تداعيات الخروج فى مظاهرات طوال العامين الماضيين لتصل بنا الأوضاع إلى ما نحن عليه الآن، خرج مبارك حرا طليقا بعد عامين، فيما بقيت البلاد على شفير النيران» بهذه المشاعر، عبر أحد الشباب المحبط عن أول رد فعل له بعد قرار الإفراج عن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لمجلة الفورين بوليسى الأمريكية.
المجلة قالت فى سياق تقرير لها أمس، إن هذا الشاب العشرينى ويدعى هشام أمين، كان جالسا على أحد أطراف الطرقات بالقرب من ميدان التحرير واضعا يديه على رأسه، منتظرا ما ستسفر عن قرارت المحكمة بحق مبارك، متمنيا أن يتمكن القضاء من القصاص من الرئيس الأسبق لما اقترفت يداه طوال سنين حكمه فى حق المصريين.
من جهتها، وتحت عنوان «مصر منقسمة بشأن اطلاق سراح مبارك»، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس، إنه بينما اطلق سراح مبارك من السجن أمس الأول وكانت تنتظره طائرة مروحية لتقله إلى مكان إقامته الجبرية الذى اختاره لنفسه بمستشفى المعادى العسكرى، صورت الكاميرات الرئيس الأسبق مبتسما.
هذه الابتسامة، بحسب الصحيفة، لا بد أنها قد لقيت استحسان بعض المصريين الذين أعيتهم أعوام من الاضطرابات فى البلاد، ولكن للبعض الآخر تمثل ابتسامة مبارك سخرية قاسية من التضحيات التى بذلت للإطاحة به عام 2011.
وتابعت الصحيفة، أنه منذ الانقلاب العسكرى المؤيد شعبيا، ومصر تعانى استقطابا شديدا بين معسكرى الجيش من ناحية والإسلاميين الداعمين للرئيس المعزول محمد مرسى من ناحية أخرى، مضيفة، أن هذه الحالة التى وصلت إليها مصر أصبح فيها انتقاد تصرف السلطات الجديدة المؤقتة يعد دعوة للاتهام بالخيانة، وكذلك إظهار الصدمة بسبب إراقة الدماء تستتبعه اتهامات بالسذاجة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسى عماد شاهين قوله، إن إطلاق سراح مبارك يعد نصرا كبيرا للثورة المضادة، فيما قال هشام هليار، الخبير المصرى فى معهد بروكينجز فى واشنطن، للصحيفة إن اطلاق سراح مبارك جاء متماشيا مع القضاء المصرى، ولكنه قرار غير موفق من الناحية الرمزية ويمثل مصادفة غير موفقة.
من جهتها، تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، قائلة «بعد إطلاق سراح مبارك، أين ذهبت الثورة المصرية؟، مضيفة، إن خروج مبارك من السجن يرمز إلى تدمير التغيرات التى أحدثتها ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
وتابعت الصحيفة، يظهر إطلاق سراح مبارك كيف تغرد مصر باتجاه الأوضاع التى سبقت الثورة التى أطاحت به. مبرزة موقف أنصار المعزول مرسى، الذين يروا أن الأمر بات دلالة واضحة من الجيش والحكومة المؤقتة بأنهم هم من يقودون الثورة المضادة لعودة النظام القديم.