«ترامب» يهاجم وزير العدل الأمريكي.. ويتهرب من مسألة العفو عن «مانافورت»

آخر تحديث: الجمعة 24 أغسطس 2018 - 5:04 م بتوقيت القاهرة

* الرئيس الأمريكى: اخترت وزيرا لم يتمكن من السيطرة على وزارته.. وسيشنز يرد: العدالة لن تخضع للضغوط السياسية
* محامي ترامب: الشعب سيثور حال عزل الرئيس.. وتقارير: حصانة لشاهدين بقضية شراء صمت ممثلات إباحيات


فى مواجهة عاصفة قضائية باتت على عتبة البيت الأبيض، شن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الأول، هجوما عنيفا على وزير العدل جيف سيشنز، الذى رد بتأكيد استعداده لمقاومة الضغوط السياسية، كما تهرب الرئيس الأمريكى من الرد على سؤال بشأن العفو عن مدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت، الذى أدين هذا الأسبوع فى اتهامات تتعلق بالتهرب الضريبى والاحتيال المصرفى.
وهاجم ترامب بعنف خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، وزير العدل جيف سيشنز، قائلا: «عينت وزيرا للعدل لم يتمكن من السيطرة أبدا على وزارته»، ما أثار تكهنات بأنه سيعزله ويعين بديلا آخر له، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف ترامب أن «الجميع يرون ما يحدث فى وزارة العدل، أصبحت الآن أضع كلمة العدل بين قوسين».
وفى رد نادر من سيشنز على ترامب أصدر وزير العدل بيانا يدافع فيه عن نزاهة وزارته. وقال سيشنز فى البيان «توليت زمام الأمر فى وزارة العدل فى اليوم الذى أديت فيه اليمين لتولى المنصب، لن تتأثر أفعال الوزارة بالاعتبارات السياسية ما دمت موجودا فى منصبى»، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى».
واعتاد ترامب منذ انتخابه على انتقاد القضاء، وهو الامر الذى تزايد بعد تعيين روبرت مولر مدعى خاص لقيادة التحقيق فى التدخل الروسى بالانتخابات الرئاسية لعام 2016 الأخيرة التى فاز فيها ترامب.
وكان سيشنز المؤيد السابق لحملة ترامب الانتخابية قد تنحى عن النظر أى ملف متعلق بقضية التورط الروسى فى الانتخابات تجنبا لأى نوع من تضارب المصالح وأوكل الأمر لنائبه رود روزنشتاين.
من جانبهم، أعلن أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ أنهم لن يصادقوا على تعيين وزير جديد فى حال إقالة سشينز. وقال السيناتور بن ساسى إن «طرد وزير العدل سيكون فكرة سيئة جدا جدا لأنه ليس أداة سياسية».
من جانبه، قال السيناتور الجمهورى لينزى جرهام فى مقابلة مع وكالة «بلومبرج» الأمريكية إنه من المرجح جدا أن يقيل الرئيس ترامب، سيشنز عقب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، مؤكدا أنه من حق ترامب أن يكون لديه «وزير عدل يثق فيه»، لكنه حذر الرئيس الأمريكى من إقالة سيشنز قبل انتخابات الكونجرس، مشيرا إلى أن ذلك سيخلق «فوضى».
إلى ذلك، قلل ترامب خلال المقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية من الاتهامات التى يواجهها مانافورت التى تقتضى عقودا فى السجن حال إدانته، لكنه لم يقل ما إذا كان يدرس العفو عنه، قائلا: «إننى أكن احتراما كبيرا لما فعله فيما يتعلق بما مر به»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف: «لم أعرف مانافورت جيدا، إنه لم يكن فى الحملة (الانتخابية) لفترة طويلة، وإنهم يلاحقونه فى أمور لا تتعلق تماما بالحملة».
وأدين مانافورت، وهو أول متهم يقدم للمحاكمة فى التحقيق المتعلق بالتدخل الروسى فى انتخابات 2016، بإخفاء دخل مقابل استشارة سياسية من حزب سياسى مؤيد لروسيا فى أوكرانيا والتهرب من دفع ضرائب أمريكية والكذب لاحقا للحصول على قروض مصرفية.
بدوره، أوضح رودى جوليانى محامى الرئيس ترامب، أمس الأول، تصريحات أدلى بها فى وقت سابق بأن ترامب سعى للحصول على نصيحة حول ما إذا كان ينبغى عليه العفو عن مانافورت.
وقال جوليانى فى بيان إن مسألة العفو الرئاسى جرى طرحها مع ترامب «بشكل عام» خلال الفترة التى أصدر فيها ترامب عفوا رئاسيا بالإفراج عن امرأة تقضى عقوبة السجن مدى الحياة بسبب تهريب المخدرات بتوصية من نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان.
وأشار جوليانى إلى أنه طرح مسألة العفو الرئاسى مع ترامب «فى وقت مبكر من شهر يونيو» الماضى، مشيرا إلى أن «ترامب قال أنه لن يكون هناك عفوا رئاسيا لأى أحد متورط فى التحقيق خلال فترة إجراؤه»، مضيفا: «لم يكن الأمر حول مانافورت بشكل خاص، ولكن كان أمرا عاما».
كما نفى جوليانى بشكل قاطع احتمال عزل ترامب، وقال لشبكة «سكاى نيوز» البريطانية: «لم يكن (ترامب) على تواطؤ مع الروس ولم يعرقل عمل القضاء. كل ما قاله مايكل كوهين (محامى ترامب السابق) تم نفيه. لن تتم إقالته، إذا حدث ذلك، لأسباب سياسية، فإن الشعب الأمريكى سيثور».
وكان لانى ديفيس محامى كوهين صرح أن موكله يمكن أن يكون مفيدا للمدعى الخاص روبرت مولر فى قضية «التدخل الروسى»، وأن لدى موكله معلومات قد تكون مهمة فى هذا الشأن من بينها أن ترامب كان على علم بالحملة الإلكترونية الروسية للتأثير على الانتخابات.
فى غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية أن مديرين تنفيذيين فى صحيفة «ناشونال إنكوايرر» الأمريكية، المشهورة بنشر قصص الفضائح، قد منحا الحصانة من أجل الإدلاء بشهادتهما حول تورط ترامب فى قضية دفع أموال لشراء صمت امرأتين تزعمان إقامة علاقة معه، بحسب شبكة «سكاى نيوز» عربية.
وأشارت التقارير إلى أن المدعين العامين منحوا الحصانة للرئيس التنفيذى للصحيفة وهما ديلان هوارد المسئول الرئيسى عن المحتوى، وديفيد بيكر، وهو صديق قديم لترامب مما قد يجعله «الشاهد الملك» فى القضية.
ويمكن لبيكر وهوارد أن يقدما أدلة حول ما إذا كان ترامب على علم بالأموال التى تم دفعها إلى الممثلة الإباحية ستورمى دانيالز وعارضة «بلاى بوى» كارين ماكدوجال، وفقا لما أوردته وسائل إعلام أمريكية.
وذكرت «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن المديرين التنفيذيين كانا بطريقة ما متورطين فى دفع المال لقاء سكوت الامرأتين، مضيفة أن المديرين لن يواجها اتهامات جنائية فى التحقيق بالانتهاكات المحتملة لقوانين تمويل الحملات وتورط ترامب فيها.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن شركة «أمريكان ميديا» المالكة لصحيفة «ناشونال إنكوايرر» لم تطعن فى أمر الاستدعاء، ووافقت على التعاون.
بدورها، كشفت وكالة «أسوشيتيد برس» أن «ناشونال إنكوايرر» تمتلك خزانة تحتوى على قصص تضر بسمعة ترامب، سعت لإخفائها قبيل الانتخابات الرئاسية بسبب علاقتها الوثيقة مع ترامب، المرشح الجمهورى آنذاك. ونقلت الوكالة عن مصادر عدة «لم تسمها» القول إن تلك الخزانة كانت بمثابة «مصدر قوة كبير» لبيكر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved