الصحة العالمية تطالب بإمدادات صحية لأفغانستان: نخشى من تزايد إصابات كورونا

آخر تحديث: الثلاثاء 24 أغسطس 2021 - 2:18 م بتوقيت القاهرة

منى زيدان:

• المنظري: فريق الصحة العالمية متواجد في الداخل رغم انعدام الأمن
قال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، إنه خلال الأسبوع الماضي، كانت هناك العديد من التغيرات السياسية والأمنية في أفغانستان، وما ترتب عليها من إجلاء طارئ للمدنيين الأجانب والأفغان المعرضين للخطر.

وأضاف المنظري، خلال المؤتمر الصحفي لمنظمة الصحة العالمية: "شاهدنا بقلق بالغ، مشاهد الفوضى واليأس التي سيطرت على مطار كابول، حيث خاطر رجال ونساء وأطفال بحياتهم، ولقى البعض حتفهم بشكل مأساوي أثناء محاولتهم الفرار من البلد".

ولفت إلى أنه قبل وقوع هذه الأحداث الأخيرة، كانت أفغانستان تشهد ثالث أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم بسبب الحرب، والنزوح، والجفاف، والجوع، وجائحة كورونا، حيث إن أكثر من 18 مليون شخص -أي أكثر من نصف السكان- يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وأشار إلى أن المنظمة اتخدت خطوات لزيادة تأمين وحماية الموظفين وأسرهم، منها إبعاد آلاف الزملاء الأفغان وأسرهم عن الخطر ونقلهم إلى مناطق بعيدة عن الصراع، إلى جانب البقاء وإنجاز المهام عن طريق مواصلة عملنا المنقذ للأرواح من أجل الملايين من الأفغان ممن ظلوا في بلدهم.

وتابع: قامت المنظمة بتوزيع الإمدادات المنقذة للأرواح على المرافق الصحية والشركاء في كابول وقندهار وقندوز، إلا أن منظمة الصحة العالمية لا تملك الآن من الإمدادات داخل البلد سوى ما يكفي لمدة أسبوع واحد فقط، وتم إرسال 70% من هذه الإمدادات إلى المرافق الصحية أمس، ولا يزال يوجد في مستودعنا في دبي أكثر من 500 طن من الأدوية والإمدادات التي كانت جاهزة وكان من المخطط تسليمها إلى أفغانستان هذا الأسبوع، لكن مطار كابول لا يزال مغلقا أمام الرحلات التجارية، ووفقا للقيود التشغيلية والأمنية، فإن البلدان التي ترسل طائرات فارغة لنقل الأشخاص المقرر إجلائهم لا ترى أنها قادرة على المساعدة.

وأضاف أنه قبل بضعة أيام، اشتركت منظمة الصحة العالمية مع منظمة اليونيسف في توجيه نداء إلى المجتمع الدولي لطلب الدعم من أجل إيصال الإمدادات الإنسانية إلى أفغانستان، ويشمل ذلك الإنشاء الفوري لجسر جوي إنساني قوي ويعول عليه لإرسال الإمدادات.

وأشار إلى أن المنظمة ستعمل مع الشعب الأفغاني والشركاء لضمان عدم ضياع المكاسب الصحية التي تحققت على مدى العقدين الماضيين، فعلى مدار هذه السنوات، عملت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها مع السلطات بشأن العديد من الإنجازات المتعلقة بصحة الشعب الأفغاني، حيث تم تعزيز النظام الصحي المحطم من خلال تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية وتقديم الأدوية الأساسية، والإمدادات الطبية، والمعدات الطبية، إلى جانب رصد الأوبئة والتصدي لها، وتوسيع نطاق برنامج رعاية الإصابات الشديدة، وإتاحة الخدمات للنساء والأمهات والأطفال حتى في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها.

وأوضح أنه نتيجة للعمل الذي تم في مجال الرعاية الصحية في أفغانستان فيما قبل، انخفض عدد النساء اللاتي توفين أثناء الولادة في أفغانستان بنسبة 60%، كما انخفضت وفيات الأطفال بنسبة تزيد على 50%، وقد أصبح حوالي 70% من جميع النساء لديهن الآن فرصة للبقاء على قيد الحياة حتى يبلغن سن 65 عاما، مقارنة بنسبة 54% فقط قبل 20 عاما.

ولفت إلى أن أفغانستان هي أحد بلدين اثنين فقط في العالم لم يستأصلا بعد فيروس شلل الأطفال، إلي جانب ظهور كل من تحوري لفيروس كورونا هم دلتا وألفا في أفغانستان، وهناك قلق من أن الاضطرابات الحالية وزيادة حركة السكان تؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات الإصابة، وذلك في ظل تلقي أقل من 5% من السكان للتطعيم الكامل ضد كورونا.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تضم شبكة مكونة من 684 موظفا وعاملا صحيا داخل أفغانستان، يعملون في جميع المقاطعات البالغ عددها 34 مقاطعة، وعلى الرغم من التحديات واستمرار انعدام الأمن، فهم لا يزالون ملتزمين بتنفيذ التكليف الجماعي للمنظمة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved