دراسة: تعاطي القنب عالي القوة يزيد من خطورة الإصابة بالإدمان والاضطرابات العقلية

آخر تحديث: الأربعاء 24 أغسطس 2022 - 1:02 م بتوقيت القاهرة

لندن - د ب أ

كشفت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين يتعاطون القنب (الحشيش) عالي القوة بانتظام، أكثر عرضة للإصابة بالإدمان ومرض "الذُّهان" (اضطرابات عقلية).

وبحسب ما أورته وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا"، خلصت مراجعة لـ20 دراسة شملت ما يقرب من 120 ألف شخص، توصلت إلى أن متعاطي منتجات القنب الغنية بنسبة عالية من مادة "رباعي هيدروكانابينول" (تي إتش سي) أكثر عرضة للإصابة بحالات مرضية مثل الفصام.

يشار إلى أن "تي إتش سي" هي المادة الرئيسية ذات التأثير النفساني في مخدر القنب، مما يعني أنها تؤثر على كيفية عمل الدماغ، وبالتالي على مزاج من يتعاطاها وعلى ردود أفعاله وأفكاره وعواطفه.

وكان خطر الإصابة باضطرابات ذهنية أعلى بواقع خمسة أمثال بين الأشخاص الذين يتعاطون القنب عالي القوة بشكل يومي، بالمقارنة مع الذين لم يتعاطوه مطلقا، بحسب ما ورد في إحدى الدراسات التي تمت مراجعتها.

وفي المقابل، توصل باحثون من "مجموعة الإدمان والصحة العقلية" في جامعة باث بالمملكة المتحدة، إلى أن التعاطي المنتظم للقنب منخفض الفعالية لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العقلية.

كما خلصت التحاليل إلى أن هناك زيادة فيما يتعلق بخطر الإدمان، أو "اضطراب استخدام القنب"، بين أولئك الذين يتعاطون منتجات غنية بمادة الـ "تي إتش سي"، بالمقارنة مع من يستخدمون المنتجات الأكثر اعتدالا من المخدر.

ويُعتقد أن هذه هي أول مراجعة منهجية للأدلة المتاحة، للعلاقة بين قوة القنب ومشاكل الصحة العقلية والإدمان.

ويعتبر القنب ثالث أكثر أنواع المخدرات التي يتم تعاطيها على مستوى العالم بعد الكحول والنيكوتين، حيث تشير الأبحاث إلى أن واحدا من بين كل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما في المملكة المتحدة قد تعاطاه العام الماضي.

ونقلت "بي آيه ميديا" عن الباحثين القول إن النتائج يمكن أن تكون ضرورية لتوجيه سياسة مكافحة المخدرات، مع تحرك المزيد من الدول لإضفاء الصبغة الشرعية على استخدام القنب، بسبب ارتفاع تركيز "تي إتش سي" في بعض المنتجات خلال الأعوام الأخيرة.

وقال معدو الدراسة إن الأسواق القانونية الجديدة سهلت تطوير مستخلصات القنب الغنية بمادة "تي إتش سي"، إلى جانب زيادة فعالية القنب العشبي.

واستشهد الباحثون بولاية واشنطن الأمريكية كمثال، حيث يمكن شراء القنب العشبي بتركيز 20% لمادة "تي إتش سي"، وخلاصة القنب بتركيز 60% من المادة، بشكل قانوني. كما لاحظوا أنه مع زيادة فاعلية القنب، تزيد معدلات الأشخاص الذين يبحثون عن علاج من إدمانهم له.

وأشار الباحثون إلى بيانات لمركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان، والتي كشفت أن العقد الماضي شهد زيادة نسبتها 76% بين الأشخاص الذين يبدأون العلاج من إدمان القنب.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، كات بيتريلي، من قسم علم النفس بجامعة باث: "توصلت مراجعتنا المنهجية إلى أنه من الممكن أن يكون الأشخاص الذين يتعاطون القنب عالي الفعالية أكثر عرضة للإدمان وللإصابة بالاضطرابات العقلية أيضا، وذلك عند مقارنتهم بمن يتعاطون منتجات القنب ذات الفاعلية المنخفضة.

وأوضحت: "هذه النتائج مهمة في سياق الحد من الضرر الذي يهدف إلى تقليل العواقب السلبية المرتبطة بتعاطي المخدرات".

وأضاف كبير الباحثين الدكتور توم فريمان أن "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الأشخاص الذين يتعاطون القنب يمكن أن يقللوا من مخاطر تعرضهم للأذى باستخدام منتجات أقل فاعلية".

وأوضح أنه "من الممكن أن يساعد تزويد متعاطي القنب بمعلومات دقيقة في الأماكن التي يُباع فيها بشكل قانوني -تتعلق بمحتوى المنتج والحصول إلى منتجات ذات فاعلية أقل- في استخدام القنب بشكل أكثر أمانا".

ولاحظ معدو الدراسة أنه رغم وجود أدلة تفيد بوجود صلة بين تعاطي القنب والشعور بالقلق والاكتئاب، لم يكن هناك ارتباط واضح بين تركيز مادة "تي إتش سي"، ومشاكل الصحة العقلية الأخرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved