العراق يرفض أي بقاء طويل الأمد للقوات الأمريكية المنسحبة من سوريا

آخر تحديث: الخميس 24 أكتوبر 2019 - 1:26 ص بتوقيت القاهرة

بغداد (رويترز)

رفض العراق يوم الأربعاء أي وجود طويل الأمد للقوات الأمريكية التي عبرت حدوده خلال انسحابها من شمال سوريا، بعد أن أشار وزير الدفاع الأمريكي الزائر مارك إسبر في بادئ الأمر إلى إن القوات ستبقى في العراق.

وبعد اجتماع مع إسبر كرر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي موقفه السابق بأنه لن يتم السماح للقوات الأمريكية المنسحبة من سوريا إلا بالمرور عبر العراق فقط وإن أيا منها لن يبقى في العراق بدون موافقة الحكومة.

‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬وقال عبد المهدي في بيان إن العراق ”يتخذ كل الاجراءات القانونية الدولية“ لضمان مغادرة القوات الأمريكية كما هو مطلوب. ولم يدل بأي تفاصيل.

ولا يوجد أي ترحيب شعبي بالقوات الأمريكية في أنحاء كثيرة من العراق منذ احتلالها للبلاد خلال الفترة من 2003 إلى 2011 رغم أن دعمهم كان جوهريا في قضاء بغداد على الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في 2017 بعد سنوات من الحرب المدمرة.

كان إسبر قال في وقت سابق للصحفيين إن القوات المنسحبة من سوريا ستتوجه إلى غرب العراق لقتال تنظيم الدولة الإسلامية و ”المساعدة في الدفاع عن العراق“ لكنه تراجع على ما بدو يوم الثلاثاء قائلا إن واشنطن تهدف إلى إعادتهم للوطن في نهاية المطاف.

وجاءت تصريحات عبد المهدي في بيان موسع تطرق بشكل أساسي لموجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة‭‭‭ ‬‬‬وتم عرضها باعتبارها تلبية لمطالب بحماية السيادة العراقية.

وفي وقت لاحق أصدر مكتبه بيانا ثانيا يتعلق على وجه التحديد باجتماعه مع إسبر وينطوي على قدر أكبر من الدبلوماسية.

وقال البيان إن إسبر أبلغ رئيس الوزراء العراقي بأن الولايات المتحدة تحترم سيادة العراق وبأن القوات الأمريكية تدخل وتنسحب من الأراضي العراقية بإذن من بغداد.

ونقل مكتب عادل عبد المهدي عن إسبر قوله ”القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا باتجاه العراق تدخل وتنسحب من الأراضي العراقية بإذن الحكومة العراقية وموافقتها ، وأي تصريحات إعلامية عن بقائها في العراق غير صحيحة.“

واجتمع إسبر اليوم أيضا مع وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري. وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان إنهما بحثا التعاون العسكري ”والتشاور في ما يخص الأحداث العسكرية التي تمر بها المنطقة“.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير ”كما قال وزير الدفاع الأمريكي فإن القوات الأمريكية موجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية للتصدي للدولة الإسلامية والمساعدة في تأمين سيادة واستقلال دولة العراق“.

وأضاف ”أي تحرك للقوات الأمريكية خارج سوريا وعبر العراق يستغرق أسابيع وليس أياما وسيتم بالتنسيق الجيد وبموافقة الحكومة العراقية ذات السيادة. جار التخطيط لمثل هذا الأمر“.

والعراق أحد الحلفاء الإقليميين الذي تابع عن كثب قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من شمال سوريا والتوقف عن حماية المقاتلين الأكراد الذين ساعدوا القوات الأمريكية في القتال ضد الدولة الإسلامية.

ويستضيف العراق قوة منفصلة تتألف من نحو خمسة آلاف جندي للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن العراق تربطه علاقة طيبة أيضا مع إيران عدو واشنطن.

ويواجه عادل عبد المهدي أزمة بسبب الاحتجاجات‭‭‭ ‬‬‬ضد الفساد التي اندلعت في الأسابيع الماضية واتسمت بالعنف مما جعله دون أي رصيد سياسي يذكر للدفاع عن العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقال جون ألترمان الخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ”السياسة العراقية في وضع حساس. لا يوجد دعم عراقي لأن تصبح الدولة ثكنة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط“.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved