بعد مواقف دا سيلفا وبيترو.. لماذا تؤيد أمريكا اللاتينية فلسطين؟

آخر تحديث: الأحد 25 فبراير 2024 - 11:17 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

كرر الرئيس البرازيلي، لولا داسليفا، تصريحاته عن اتهام إسرئيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، الجمعة الماضية.

وخلال فعالية في ريو دي جانيرو، قال «سيلفا»: «ماتفعله إسرائيل ليست حربًا، إنها إبادة جماعية، فهي تقتل النساء والأطفال».

وكان الرئيس البرازيلي، صرح قبل أيام شبّه ما تفعله إسرائيل في غزة بالمحرقة، الأمر الذي أثار أزمة دبلوماسية بين دولة الاحتلال والبرازيل، أدت إلى طرد الأخيرة السفير الإسرائيلي من بلادها.

الرئيس البرازيليوسيلفا ليس الوحيد في أمريكا اللاتينية الذي أدان إسرائيل، ففي نوفمبر 2023، اتهم الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، إسرائيل بتنفيذ «إبادة جماعية» في غزة، وكتب بيترو على موقع X: «إن رئيس الدولة الذي ينفذ هذه الإبادة الجماعية هو مجرم ضد الإنسانية، ولا يمكن لحلفائهم التحدث عن الديمقراطية».

وأدانت أغلب دول أمريكا اللاتينية، العدوان الإسرائيلي على غزة، وقطعت كل من مملكة بليز وبوليفيا العلاقات مع إسرائيل بسبب الحرب، واستدعت كولومبيا وتشيلي وهندوراس سفرائها من تل أبيب.

• لماذا تؤيد أمريكا اللاتينية فلسطين؟

بحسب معهد «كوينسي» الأمريكي، فإن تضاؤل النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية منذ حرب الخليج الأولى، هو السبب وراء الدعم الذي تقدمه دول أمريكا اللاتينية لفلسطين.

بالإضافة إلى ذلك، سيطرة تيار اليسار الوسط على السلطة في ثلثي دول أمريكا اللاتينية، ويمثلون 90% من سكان المنطقة، ونشط هؤلاء السكان منذ فترة طويلة في حملات التضامن مع فلسطين وغيرها من حركات حقوق السكان الأصليين، خاصة وأن إسرائيل ساعدت في تسليح العديد من حكومات المنطقة الأكثر قمعًا في القرن العشرين.

بالنسبة للعديد من الناشطين في المنطقة، فإن خيبة الأمل في عملية أوسلو للسلام في التسعينيات دفعتهم إلى النظر إلى الوضع في إسرائيل وفلسطين على أنه ليس أكثر من مجرد شكل جديد من أشكال الاستعمار، وفقًا لكازارويس.

وقال: «إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتم تصويره في كثير من الأحيان في أذهان قادة أمريكا اللاتينية على أنه صراع بين المضطهد، وهو إسرائيل، والمضطهدين، وهم الفلسطينيين».

ويساعد هذا في تفسير السبب الذي جعل اليسار في أميركا اللاتينية متحداً إلى هذا الحد بشأن هذه القضية، في مقابل الحرب في أوكرانيا، وفق معهد «كوينسي».

• علاقات عميقة مع العالم العربي

يشكل الشتات العربي في أمريكا اللاتينية قوة رئيسية وراء النشاط المؤيد لفلسطين، فالبرازيل وحدها تضم ​​نحو 16 مليون مواطن من أصل عربي، وتشيلي لديها أكبر عدد من السكان الفلسطينيين مقارنة بأي دولة أخرى خارج الشرق الأوسط.

وتعود ظاهرة الهجرة العربية إلى المنطقة إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما فر العديد من المهاجرين اللبنانيين والسوريين إلى الأمريكتين هربًا من الإمبراطورية العثمانية، وتبعهم الفلسطينيون في موجات بعد حرب 1948.

وبحسب تقارير دولية، يتمتع هذا الشتات الكبير بنفوذ سياسي كبير في جميع أنحاء المنطقة، حيث يشغل السياسيون العرب مناصب عليا في العديد من الحكومات.

ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن 10% من أعضاء البرلمان البرازيلي من أصول عربية اعتبارًا من عام 2016.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved