مدينة لونج بيتش الأمريكية تواصل تجديد سفينة كوين ماري لتصبح مقصدا سياحيا فاخرا

آخر تحديث: الإثنين 25 مارس 2024 - 9:59 ص بتوقيت القاهرة

لوس أنجلوس (د ب أ

كلف إصلاح سفينة كوين ماري مدينة لونج بيتش الأمريكية أكثر من 45 مليون دولار خلال الثمانية أعوام الماضية، بحسب سجلات المدينة التي حصلت عليها صحيفة لوس أنجلوس تايمز، وهي فاتورة باهظة دفعتها المدينة التي تسعى لتسيير السفينة نحو مسار تحقيق الربحية.

وذكرت الصحيفة أن الإصلاحات تضمنت أكثر من ثلاثة ملايين دولار من أجل الإصلاحات المتعلقة بالصدأ وجسد السفينة، و35ر3 مليون دولار من أجل إصلاح الحواجز وإزالة قوارب النجاة.

ومازال من المتوقع القيام بمزيد من الإصلاحات- الضرورية والمكلفة- من أجل أن تبحر السفينة التي يبلغ عمرها 90 عاما، ولكن مسؤولي المدينة مازالوا يشعرون بالتفاؤل حيال تراجع الصعوبات المالية التي تواجهها السفينة. وكانت السفينة قد جنت العام الماضي أكثر من 6ر12 مليون دولار، وتشمل تحقيق أرباح بقيمة أكثر من ثلاثة ملايين دولار ما بين يونيو وأكتوبر الماضيين.

وبالنسبة للعام المالي 2024، وهو يعد أول عام تعمل فيه السفينة بصورة كاملة منذ توقفها خلال جائحة كورونا، يتوقع مسئولو المدينة أن تحقق السفينة "أرباحا معتدلة" بقيمة 6ر3 مليون دولار.

وقال مسئولو المدينة في بيان "من وجهة نظر تشغيلية، يمكن لسفينة كوين ماري الآن دعم تكاليف التشغيل من خلال الإيرادات التشغيلية الاعتيادية". وأضاف "جميع الإيرادات يتم استثمارها بصورة مباشرة في السفينة والمنطقة المحيطة بها".

ولكن سجلات المدينة، التي نشرتها لأول مرة دورية لونج بيتش بيزنيس، قدمت لمحة بشأن التكاليف الضخمة المصاحبة لجهود المدينة للحفاظ على السفينة التاريخية.

وفي وقت ما، كانت كوين ماري تحمل لقب السفينة الأسرع والأكثر فخامة في العالم. ومن بين النزلاء المشاهير الذين أقاموا في السفينة دوق ودوقة ويندسور وإليزابيت تايلور، التي قامت بدفع تكلفة إضافية من أجل كلبها الخاص. كما أن السفينة قامت بنقل الجنود إلى الجبهة الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية.

وبعدما قامت لونج بيتش بشراء كوين ماري من شركة كونارد لاين للشحن عام 1967، تم الاستعانة بعدة شركات لإدارة السفينة وتطوير المنشآت المجاورة.

وفي عام 2021، استحوذت المدينة على السفينة في ظل مخاوف بشأن عدم صيانتها. وفي ذلك الوقت كان مسئولو المدينة يدركون أن السفينة في حاجة ماسة للإصلاحات.

وقدرت دراسة في عام 2017 أن السفينة يمكن أن تحتاج إلى إصلاحات وتجديدات بقيمة تصل إلى 289 مليون دولار، كما أظهرت وثائق قضائية أنه كانت هناك حاجة للقيام بإصلاحات بقيمة 23 مليون دولار من أجل منع انقلاب السفينة الني كانت سفينة فخمة في وقت من الأوقات .

وبالإضافة إلى الإصلاحات اللازمة، أشار مسئولو المدينة إلى أنه ما بين 2007 و2019، قبل استحواذ لونج بيتش على السفينة، تكبدت الشركات المشغلة الخاصة خسائر تقدر بأكثر من 31 مليون دولار.

ومنذ عام 2021، قال مسئولو المدينة إنهم أكملوا ما لا يقل عن 25 مشروعا كبيرا في السفينة.

وأشار مسئولو المدينة إلى أن غالبية الـ45 مليون دولار التي تم إنفاقها على السفينة جاءت من إيرادات كوين ماري نفسها أو من عمليات الإيجار من الباطن ذات الصلة.

وخلال عام 2017، تمكن المسؤولون من الحصول على نحو 23 مليون دولار من صندوق احتياط كوين ماري وإصدار السندات من عائدات التأجير من الباطن.

كما ساعد اتفاق بقيمة 12 مليون دولار مع ميناء لونج بيتش، تم بموجبه نقل الاستحواذ على نحو 14 هيكتارا من أرض المدينة للميناء من أجل تأجيرها لأطراف ثالثة، وتقاسم الإيرادات مع المدينة، في دفع تكاليف بعض الإصلاحات.

ومنذ أن سجلت السفينة أرباحا العام الماضي، يتباهى مسئولو المدينة بالسفينة وما يصفونه بالنجاح الاقتصادي.

ومنذ أكتوبر الماضي، يقول مسؤولو المدينة إن أكثر من 118 ألف شخص زاروا السفينة، وأصبحت السفينة مجددا محور خطط المدينة.

ويقول ستيف كالوكا، المدير العام لشركة "إيفولوجن هوسبيتالتي" "كوين ماري تزدهر مجددا". وأضاف "من الطوابق والسلالم الجديدة في القاعة الرئيسية إلى حانة المراقبة المجددة التي تطل على مدينة لونج بيتش، هناك الكثير يمكن القيام به لدى زيارة السفينة".

وقد تم توسيع سعة الفندق على متن السفينة إلى 220 غرفة، وتعزيز الأنشطة على متن السفينة لتصل إلى 22 جولة للنزلاء ومعارض وأنشطة أخرى.

ويقول مسئولو المدينة إنه من المقرر هذا العام أن يتم تجديد غرف الفندق والمصاعد وإصلاح المدخنة الثالثة للسفينة، بالإضافة إلى توسيع منطقة "صن ديك" التي تستخدم من أجل إقامة الفعاليات الخاصة مثل حفلات الزفاف.

كما أنه من المقرر أن تقوم كوين ماري بدور مهم في خطط المدينة المتعلقة بالمنطقة المجاورة.

ويسعى المسؤولون لتحويل مساحة 43 هيكتارا بالقرب من السفينة إلى "مكان ترفيهي ومتعدد الاستخدام رفيع المستوى".

وعلى الرغم من أن السفينة مازالت في حاجة للإصلاحات، قال مسئولو المدينة إن وضعها ربما لم يكن بنفس السوء الذي كان معتقدا في السابق.

وقال مسئولو المدينة في بيان إن الدراسة التي قدرت الإصلاحات اللازمة التي تقدر بنحو 289 مليون دولار، شملت 215 مليون دولار إلى 261 مليون دولار من أجل إصلاح بدن السفينة. وقدرت دراسة أكثر حداثة بشأن بدن السفينة والخزان أن التكلفة يمكن أن تكون "أقل بكثير".

وقال ريكس ريتشاردسون عمدة لونج بيتش "نحن نتصور مستقبلا أكثر إشراقا لكوين ماري والأرض المجاورة لها من خلال خطط تطوير مستقبلية من شأنها تعزيز موقع السفينة كمقصد سياحي فاخر".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved