البحث عن مكان من غير فلوس لتبادل اللغة مع الغير

آخر تحديث: الإثنين 25 مايو 2015 - 12:44 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ أميمة مجدى:

فى الخامسة مساء، جلس العشرات من المصريين والأجانب من مختلف الجنسيات، فى انتظار عرض فيلم «عفريتة هانم» فى الحرم اليونانى لشارع الفلكى، مصحوب بترجمة للغة الإنجليزية.

عرض الفيلم فى الخامس عشر من الشهر الحالى، ليس الأول للمجموعة «تبادل اللغة» التى بدأت تتكون فى مايو 2011، كما يقول مجدى جودة مؤسسها.

الفكرة تبناها مجدى، خريج دفعة 2009، عندما كان عليه أن يتعامل مع عميل إنجليزى، « لقيت نفسى مش عارف أرد، كتبت اللى أنا عايز اقوله فى ورقة وتواصلت مع العميل بالطريقة دى».

بدأ بعدها مجدى، الذى يعمل فى إحدى شركات التأمين، فى رحلة البحث عن تحسين اللغة، «لقيت الكورسات غالية والمواعيد مش مناسبة، والمواقع على النت مافيش حاجة تفاعلية». ثم أخذ مجدى يبحث فى مجموعات تبادل اللغة على موقع فيس بوك، «كان كلها قديم من 2007، ولا توجد تحديثات عليها».

الحل بدأ يظهر عندما قابل مجدى شابا أمريكيا يريد تعلم اللغة العربية، «اتفقت معاه بعد الشغل نقعد مع بعض ساعة كل واحد فينا يتكلم ونعلم بعض».

أسس بعدها مجدى صفحة تبادل اللغة Fair Trade Language Exchange على موقع فيس بوك، «واخترت كافيه ريش فى وسط البلد عشان يتقابل المصريون والأجانب ونقدر نساعد بعض، وبعد كده نقلنا مكاننا لمقهى تشيلى فى الأوبرا المصرية».

الهدف من المجموعة مثلما يعرف مجدى على الصفحة «التواصل لكسر الحواجز بين البشر ونصل لطريقة نستطيع بها فهم بعضنا الآخر» .

بدأ مجدى ومجموعته الصغيرة بتبادل بين اللغة العربية والإنجليزية، «مع الوقت بقى فيه ناس بتطلب لغات تانية زى الفرنساوى واليابانى».

يتقابل مجدى مع أصدقائه كل أحد، «على حسب جدول أعمالنا وتستند فكرتنا على تبادل اللغات بطريقة عادلة بحيث تكون المقابلة ساعتين.. ساعة للغة العربية وساعة للإنجليزية» .

اختيار موضوع الحديث، «أى شىء فى الدنيا ماعدا الدين، كل واحد حر فى دينه، السياسة عشان مش عايزين حد يتهمنا بالجاسوسية، والجنس لأن فيه ناس فاهمة الأجانب غلط، كل ده غير مسموح».

وجود مكان يسع مجدى وأصدقاءه من أبرز الصعوبات التى تواجهه، «لأن احنا كنا عايزين نطور الفكرة ويبقى فيه عرض أفلام باللغات المختلفة ونتبادل كتب، بس للأسف مافيش مكان بيسمح بده إلا إذا كنا جمعية مشهرة، واحنا بنشتغل بشكل تطوعى من غير فلوس».

فى الشهور الماضية وجد مجدى حلا مؤقتا عندما اقتنع بعملهم موظف فى متحف محمود مختار، «لكن بعد تغيير الوزارة رفضوا وجودنا». يتمنى مجدى، «إن ألاقى مكان يدينا ساعتين أسبوعيا بشكل تطوعى».

يضع مجدى على صفحته التى اقترب عدد المشتركين فيها من سبعمائة فرد، مجموعة من الشروط، «لازم الشخص اللى بيطلب الانضمام نعمل معاه مقابلة شخصية عشان نتأكد من جديته، ويفهم أى طرق التعامل مع ثقافة أخرى عشان مايتفهمش غلط».

يتمنى مجدى أن تزداد اللقاءات بينه وبين أصدقائه، وتزول العقبات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved