استشارات طبية: فاعلية الأدوية البديلة

آخر تحديث: السبت 25 يوليه 2015 - 10:34 ص بتوقيت القاهرة

الشروق

كثيرا ما يواجه المريض أشكالاً حقيقياً حينما يتناول الصيدلى التذكرة الطبية فيسأل إذا ما كان مصرا على الدواء الذى وصفه الطبيب أو أنه قد يفضل دواء آخر بديل أقل سعرا وله نفس الأثر! وقعت فى ذات الحيرة هذا الأسبوع لذا أرجو أن تتفضلى بشرح الفرق بين الدواء الأصلى والبدائل. هل للبديل نفس المفعول؟ هل له مضاعفات مختلفة؟ إذا ما كان مطابقا للأصلى فلماذا هو أرخص؟
أحمد سالم الوتيدى ــ القاهرة

الواقع أن الأدوية البديلة تشترك مع الدواء الأصلى فى استخدام المادة الفعالة التى تعالج المرض بنفس قوة التركيز لذا من الطبيعى ان يكون للدواء البديل ذات الخصائص العلاجية للدواء الأصلى. ولكن لا يمكننا أن نتحدث عن تطابق كامل بين الدواء الأصلى والبديل إذ إن على سبيل المثال: المادة الفعالة التى يحتويها الدواء البديل رغم أنها ذات المادة الفعالة فإن مصدرها قد يختلف. أيضا ربما اختلفت خطوات تصنيع الدواء أو المواد المضافة للمادة الفعالة. كل هذا بلا شك قد يخلق بعضا من الاختلافات التى قد ينجم عنها اختلافا فى قوة مفعول الدواء ومدة تأثيره أو طريقة تكسيره فى الكبد وإفرازه من الكلى.
هناك أدوية يجب استخدام الأصلى منها خاصة أدوية أمراض القلب والأوعية الدموية والأدوية المخفضة لنسب الكوليستيرول فى الدم. أما معظم الأدوية البديلة فيمكن استخدامها فى أمان بعد مراجعة الطبيب.
صناعة الأدوية البديلة صناعة رائجة الآن وربما يمكن رصد حركتها المطردة فى بلاد كالهند وبلاد الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية إذ أنها بالفعل توفر بدائل رخيصة نسبيا للأدوية الأصلية. حينما ينتهى حق الملكية الفكرية لأحد الأدوية المعروفة فإن الشركة النتيجة له قد تعطى حق تصنيعه تحت اسم آخر لشركة أخرى.
تراقب الأدوية البديلة من وكالة الغذاء والدواء الأمريكية فتشترط على الشركة المنتجة للدواء البديل أن تعطى مبررات كافية على ان الدواء البديل يتحقق فيه الكفاءة البيولوجية والعلاجية للمادة الفعالة الموجودة فى الدواء الأصلى بنفس درجة الفاعلية ونفس الآثار الجانبية. يشترط أيضا أن تجرى دراسة بحثية قبل استخدامه تجاريا على خمسمائة مريض على الأقل لثلاثة أشهر إلا أدوية القلب، فالتجارب على أدويتها البديلة أكثر صرامة.

حديث الأدانى على النار
ما زلت أحتفظ بذلك الموضوع الشيق الذى كتبته فى صفحة صحة وتغذية تحت عنوان «حديث الأوانى على النار» منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد كان مسار حديث بينى وصديقتى التى كان لها اعتراض وحيد على أوانى التيفال، التى ترى أنها سعيدة للغاية فى المطبخ وأنها تسهل الكثير، وأنه لا خطر إطلاقا من استعمالها حتى بعد خدشها إذ إن المادة، التى تطلى بها الأوانى الآن تغيرت، وأنها آمنة للغاية ولا علاقة لها بالسرطان. هل هذا صحيح وهل لديك معلومات فى هذا الشأن؟
أميمة إبراهيم ــ المنصورة

شكراً جزيلاً لمجاملتك الراقية. لقد اعتبرتها عيدية العيد فما عبرت عنه هو ثناء من نوع خاص، احتفاظك بصفحة من سنوات ثلاث بالفعل مكافأة لـ«الشروق»، أما عن حديث الأوانى على النار فما زلت عند رأيى عزيزتى، والحق أنه ليس رأيا خاصا بى إنما للعلم نصيب منه كبير.
مادة التيفانول التى تطلى بها الأوانى المصنوعة من معدن الألومنيوم فى الأساس هى المسئولة عن ذلك اللمس الناعم الذى لا يلتصق به الطعام. تلك مادة خاملة لا تتفاعل أو تتأثر بالأحماض أو القلويات أو أى من المواد الكيماوية. وفقا لتقارير وكالة الغذاء والدواء الأمريكية فإنها مادة بالفعل آمنة فإذا ما حدثت خدوش فى سطح الآنية التيفال نتيجة استخدام ملاعق معدنية فى التقليب أثناء الطهى أو نتيجة لغسلها بأنواع السلك المختلفة فإن الذرات التى تتسرب منها إلى الطعام المطبوخ وبالتالى لجسم الإنسان لا خطر منها إطلاقا.
مادة التيفانول ذاتها آمنة وهى منذ اختراع الأوانى التيفال لم تتغير إلى الآن. الخطر الحقيقى يأتى من المادة التى تستخدم عند لصق مادة التيفانول على السطح المصنوع من الألومنيوم ليفصل بين السطحية. تلك المادة اللاصقة مصنعة عالميا على أنها مادة مسرطنة. إذا حدثت الخدوش أو الشقوق فى مادة التيفانول تسربت ذرات تلك المادة المسرطنة لطعامنا لذا فعمر آنية التيفال الافتراضى ينتهى مع تلك الخدوش التى تعد من نذر الخطر.

ما علاقة مصر بالإيبولا؟
أثارت زيارة السيد رئيس الوزراء الأخيرة لغينينا لحضور مؤتمر لمكافحة الإيبولا دهشتنا وقلقنا فى آن واحد. هل ظهرت فى مصر حالات إيبولا؟ هل هناك بالفعل خطر يتهددنا؟ هل هناك احتمالات أن ينتقل إلينا الوباء وفى أى صورة؟ ماذا يمكن اتخاذه من احتياطات للوقاية منه؟ أرجو أن تنقل إلينا صورة حقيقية عن الأمر.
أحمد زين الدين الصعيدى

ما يمكنى الإجابة عنه هو ما أجيده وأعرفه: ما يتعلق بمرض الإيبولا أما زيارة السيد رئيس الوزراء لغينيا فأظنها كانت لأسباب أخرى أيضا منها المشاركة فى افتتاح معرض للمستلزمات الطبية والأدوية قد يكون منفذا لعرض الإنتاج الوطنى فى هذا المجال وربما كان أيضا فى مهمة أفريقية لذا لا أظن أن هناك أى داعٍ لا للدهشة ولا القلق.
لم يظهر فى مصر إلى حد علمى ووفقا لتقارير وزارة الصحة أى حالة إيبولا، وإن كانت كل إجراءات العزل الصحى وتدابير الوقاية قد روعيت وقت اندلاع الخطر فى غينيا وسيراليون وليبيريا.
حتى الآن لا خطر يتهددنا إذ إن الأحوال قد هدأت نسبيا، كما أن حركة السفر والتنقلات بين مصر والبلاد المصابة تحكمها ضوابط صحية، وأتمنى أن تكون إجراءات الوقاية مستمرة عند مداخل البلاد الإيبولا عدوى فيروس تتسبب فى الإصابة بحمى نزفية تقترن بأعراض مثل ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، الصداع، الوهن الشديد وآلام العضلات واضطرابات شديدة فى وظائف الكبد والكلى والنزيف الداخلى وتحت الجلد قد تصاحبها حالات الإسهال، التى تؤدى للجفاف. ينتقل فيروس الإيبولا من إنسان لآخر غير سوائل الجسم وإفرازاته، بينما ينتقل أيضا من ملامسة دم الحيونات البرية المصابة أو معايشة الخفافيش أو أكل الفاكهة الملوثة بإفرازاتها.
فيروس الإيبولا من أخطر أنواع الفيروسات فعدواه قاتلة على الأغلب ولا علاج له إنما كلها علاجات للأعراض. ولا لقاح للوقاية منه لذا يظل تهديدا للعالم. الوقاية تتمثل فى تفادى العدوى بأى صورة. فحمدا لله أننا بمنأى عنه حتى الآن وبعد زيارة السيد رئيس الوزراء أيضا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved