وزير الأوقاف: الانتماء إلى الوطن دين لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل
آخر تحديث: الخميس 25 يوليه 2024 - 3:05 م بتوقيت القاهرة
• نريد أن نقدم للبشرية كلها رؤية وفكرة نرسخ فيها معنى تعارف الحضارات بديلا عن فكرة صدام الحضارات
• نستهدف بناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق فهد أبو الفضل
قال وزير الأوقاف، الدكتور أسامة السيد الازهري، إن القرآن الكريم له مستويان من الهداية، هما: الهداية الخاصة والعامة، فالخاصة تخاطب المسلمين الذين آمنوا به، وتتمثل في كل آية في القرآن العظيم بدأت بقوله تعالى "يا أيها الذين أمنوا"، وهي ثمان وثمانون آية كما أحصاها الإمام فخر الدين الرازي، لكن الهداية العامة يخاطب به كل إنسان على ظهر الأرض آمن به أو لم يؤمن، وتتمثل في كل آية بدأها القرآن بقوله"يا أيها الناس"، أو بقوله تعالى "يا أيها الإنسان"، أو بقوله تعالى: "يا بني آدم"، وهي اثنتان وعشرون آية يمكن لنا نحن كمسلمين أن نصوغ منها ميثاقا معرفيا وأخلاقيا وروحانيا يخاطب كل إنسان.
جاء ذلك خلال كلمة الأزهري في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي الخامس، "طريق الحرير الروحي وأهمية القيم الدينية في منطقة أوراسيا الكبرى"، والذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية بمدينة قازان الروسية عاصمة جمهورية تتارستان بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في الفترة من 25 - 26 يوليو، وبالتعاون مع مفتي جمهورية تتارستان.
وأشار الأزهري إلى أن الهداية العامة هي ما ندور اليوم في فلكه، نريد كمسلمين أن نقدم للبشرية كلها رؤية وفكرة نرسخ فيها معنى تعارف الحضارات بديلا عن فكرة صدام الحضارات التي قدمها "صامويل هنتنجتون"، فنحن ضد كل فكر يدعو إلى الصدام والإرهاب والقتل والقطيعة بين الشعوب والأمم والحضارات والأديان، ونحن نريد في طريق الحرير الروحي أن نقدم للبشرية كلها خطابا قرآنيا يخاطب كل إنسان على ظهر الأرض بتعزيز القيم وبأمان الأوطان وباستقرار البلدان وبإكرام الإنسان وبصناعة الحضارة.
وأضاف الأزهري أن القيم الأخلاقية الكبرى تنقسم إلى قسمين، قيم تحافظ على البقاء والأمان والاستقرار للبلدان كالتعايش المشترك والمواطنة والوطنية والتعايش والتعارف هذه القيم تحافظ على دولنا وبلادنا، لكن طموحنا أكبر بكثير نحن لا نريد الوقوف عند قيم البقاء بل نريد التحول إلى قيم الانطلاق إلى المستقبل نريد أن نتحرك ببلادنا وأوطاننا إلى مستهدف أكبر وهو صناعة الحضارة نريد من كل أبناء الأمة الإسلامية أن يفرغوا سريعًا من مواجهة الإرهاب ومن الحفاظ على الأوطان وتعزيز قيم التعايش حتى ننطلق إلى الإبداع في العلوم والمعارف وحتى يعود المسلمون كسابق عصرهم أصحاب إبداع في علوم الفلك والطب والتشريح والهندسة وعلوم الحياة والحضارة والمدنية نريد عشرات ممن يحصلون على جائزة نوبل نريد عشرات ممن يسجلون براءة اكتشاف أو اختراع نريد عشرات ممن يبنون الجسور بين الأمم والحضارات نريد لنا جميعا كأمة إسلامية مع شركائنا من بقية الشعوب والأديان أن نقدم الخير والرخاء للبشرية جميعًا.
ولفت وزير الأوقاف إلى أن تيارات الإرهاب والتطرف القبيح على مدى عقود وسنوات مضت استهدفت فكرة الوطن بسيل وعدد كبير من الأفكار التي تشكك في قيمة الوطن وتقزم قيمة الوطن و تنتقص من قيمته، وقد جمعت هذه الأفكار المتطرفة وهي سبعة أفكار تهاجم مفهوم الوطن وقمت بتفكيكها وتفنيدها وإفحامها في كتاب سميته: الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين.
ووجه وزير الأوقاف وصيته إلى كل مسلم من أبناء جمهورية روسيا الاتحادية وبقية الدول الشريكة والمجاورة وإلى أمتنا العربية والإسلامية وكل إنسان مسلم على ظهر الأرض أن يكون في بلده مواطنا صالحا وفيا منتميا لبلده يسعى في عزة بلده ورفعة شأنه واستقراره وأمانه، مؤكدًا أن الانتماء إلى الوطن دين في رقابنا جميعًا لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل، وأن ما نطمح إليه جميعا في بلادنا أن يكون المسلم صاحب وفاء وصاحب بر وصاحب انتماء.
وأضاف وزير الأوقاف، أن المحاور التي تعمل الوزارة على تحقيقها هما: محاربة صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وإطفاء نيران كل صور التراجع في أهم القيم السلوكية والأخلاقية وتفكيك منطلقات الإلحاد ومواجهة الإدمان والانتحار واليأس والإحباط والحزن.
وتابع: " أننا نسعى لبناء الإنسان وهو الذي يحقق مستهدفات طريق الحرير الروحي، ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس، وصناعة الحضارة والابتكار في العلوم فيساهم المسلمون في هذا العالم الشديد التغير في عالم الذكاء الاصطناعي في اختراق أجواء الفضاء في ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان و للإجابة على الأسئلة الحائرة ودعا وزير الأوقاف لأشقائنا في فلسطين وغزة على وجه الخصوص أن يحفظهم الله تعالى من العدوان المجرم الذي حل بهم، مؤكدًا على موقف مصر الثابت المتضامن تضامنًا مطلقًا مع الأشقاء في فلسطين و في غزة على وجه الخصوص وفي حفظ حق أشقائنا في فلسطين في قيام دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا بكمال السداد والتوفيق للمؤتمر، وداعيا أيضا بكل التوفيق لمؤتمر قمة بريكس المزمع انعقاده في أكتوبر القادم بحضور رؤساء الدول في نفس المدينة قازان.