تعذيب قاس وضرب مبرح.. أسرى فلسطينيون يروون معاناتهم بسجون الاحتلال

آخر تحديث: الخميس 25 يوليه 2024 - 4:18 م بتوقيت القاهرة

وكالات

كشف أسرى فلسطينيون من قطاع غزة، أطلقت إسرائيل سراحهم، الخميس، عن ممارسات مروعة وأساليب تعذيب مختلفة تعرضوا لها في أقبية السجون الإسرائيلية.

وقال الأسرى المفرج عنهم أثناء تواجدهم داخل مستشفى «شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة لوكالة «الأناضول» إنهم «تعرضوا خلال فترة اعتقالهم لتعذيب وصعق بالكهرباء وتنكيل وتجويع».

وصباح الخميس، أفرجت إسرائيل عن 6 فلسطينيين بعد اعتقالهم من قطاع غزة خلال العمليات العسكرية البرية ضمن حربها المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إضافة إلى سيدتين من القطاع اعتقلتا خلال مرافقتهما لمرضى يخضعون للعلاج داخل إسرائيل.

ومن بين الأسرى الـ8، توجه 6 إلى مستشفى «شهداء الأقصى» لتلقي العلاج، بينما توجه الاثنان الآخران للبحث عن ذويهما، بحسب مراسل الأناضول.

وقال الفلسطيني المفرج عنه محمد يحيى اللوح للأناضول: «تعرضنا لتعذيب قاسٍ وضرب مبرح طوال فترة اعتقالنا، وكانت 30 يومًا من أصعب الأيام واللحظات التي عشتها في حياتي».

وأضاف: «منذ اللحظة الأولى لاعتقالنا تم تعصيب أعيننا وتكبيل أيدينا وأرجلنا، وبدأت جولات التحقيق والتعذيب على مدار الساعة، بما في ذلك الصعق بالكهرباء».

وتابع أن «الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من الجوع والعطش بسبب النقص الشديد في الطعام والمياه».

 


وبالنسبة لأساليب التعذيب يقول الأسير المفرج عنه محمد عادل أبو شعر: «أساليب التعذيب كانت غير إنسانية وقاسية، ولم تتوقف للحظة أثناء وجودنا داخل السجون الإسرائيلية».

وأضاف للأناضول، أن «الجيش الإسرائيلي كان يتعمد ضرب الأسرى على الظهر والعمود الفقري والبطن بالأسلحة والهروات، ووضع العصي الكهربائية في مناطق حساسة وداخل الفم، إلى جانب تكسير الأسنان من شدة الضرب على الوجه».

ويتابع: «تعرضنا أيضًا لتعذيب نفسي قاسٍ، وشبح من الأقدام أو الأيدي وهي مكبلة لساعات طويلة، وكان الجنود يتعمدون وضع أقدامهم فوق رؤوس الأسرى وهم ملقون على الأرض بشكل مهين».

فيما صرح المفرج عنه محمد الزعانين للأناضول: «جنود الاحتلال أطلقوا النار علينا بعد إطلاق سراحنا لمنعنا من التوقف عن الركض، رغم أننا مرهقون ولا نقوى على المشي».

وأكمل: «تعمد الجيش إطلاق الكلاب المتوحشة تجاهنا ضمن عمليات التعذيب المختلفة، وشاهدت أكثر من 150 أسيرًا تعرضوا لحالات بتر في الأطراف.. عشنا أوضاعًا مأساوية للغاية لا يمكن احتمالها، ولا يتصورها العقل البشري».

أما الفلسطينية فتحية أبو موسى، المفرج عنها، فقالت: «اعتقلت من داخل إسرائيل، حيث كنت مرافقة لأختي المريضة، وحكمت بالسجن 60 يوما».

واستطردت: «قضيت 45 يومًا عشت فيها حياة الذل والهوان داخل سجون الاحتلال، حيث لم يكن هناك حمامات نظيفة، ولا طعام كافٍ، ولا ملابس، ولا مواد تنظيف شخصية».

ونوهت أن «أسرى غزة يتعرضون لتعذيب مضاعف وعقوبات أشد قسوة من غيرهم في حال ارتكبوا أي خطأ».

وخلال الشهور الماضية، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية.

ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر الماضي، اعتقل الجيش آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.

وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض معتقلين فلسطينيين من غزة لتعذيب وإهمال طبي أودى بحياة العديد منهم في منشآت اعتقال إسرائيلية.

وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف جالانت؛ لمسئوليتهما عن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» في غزة.

وللعام الـ18، تحاصر تل أبيب قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved