محمد عفيفي: رواية «سلام على إبراهيم» أظهرت المسكوت عنه في حياة إبراهيم باشا

آخر تحديث: الأحد 25 أغسطس 2024 - 6:22 م بتوقيت القاهرة

مي فهمي

• أحمد الباسوسي: محمد عفيفي كتب رواية "سلام على إبراهيم" بعقل المفكر مما جعلها غير نمطية وجمعت بين الثقافة والفكر.

نظم نادي القصة، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، ندوة لمناقشة رواية "سلام على إبراهيم" تأليف الكاتب والمؤرخ الكبير الدكتور محمد عفيفي، والصادرة عن دار الشروق، وذلك في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية.

أدار الندوة الدكتور أحمد الباسوسي، وناقش الرواية كل من محمد عبد الحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة، ودكتور خيري دومة أستاذ الأدب العربي الحديث.

استهل الندوة الدكتور أحمد الباسوسي بحديثه حول تعريف الرواية التاريخية، مشيراً إلى أنها موقف وحدث وقع بالفعل في الماضي أو التاريخ يستلهم منه الكاتب ما يريد أن يطرحه من أفكار، وليس من دوره التأريخ ولكنه يطرح وجه نظره بشكل مختلف، مضيفاً أن مع تعدد الوسائط في العصر الحالي أصبح هناك دائما تشكك في كل شئ بما فيها الأحداث التاريخية فهي قابلة للتأويل.

وأضاف الباسوسي أن الكاتب الدكتور محمد عفيفي كتب رواية "سلام على إبراهيم" بعقل المفكر مما جعلها غير نمطية وجمعت بين الثقافة والفكر.

من جانبه، تحدث الدكتور محمد عفيفي عن روايته "سلام على إبراهيم"، قائلاً إن موجة التاريخ الجديد أظهرت ما يعرف بالموضوعية النسبية، وإن النسبية هي السيد في الدراسات بشكل عام، والتاريخية على وجه الخصوص.

وأضاف أن العلاقة بين التاريخ والأدب وثيقة جداً والفصل بين التخصصات جاء من نشأة الدراسة الأكاديمية، إذ قرر المؤرخين الحديث عن توسيع الكتابة التاريخية والالتزام مع الأدب والسينما، ولذلك أصبح هناك مشكلة حول تعريف ما هي الرواية التاريخية.

وتابع أن التيار الجديد أكد أن الرواية التاريخية ليست مهمتها تقديم التاريخ لكن مهمتها تشويق الجمهور لقراءة التاريخ، وأن مهمتها أيضاً إبراز ما تم تهميشه في التاريخ، وما ذكر على عجل في التاريخ مثل ما حدث في روايتي "سلام على إبراهيم" والتي تحدثت حول المسكوت عنه في حقبة حكم إبراهيم باشا وعلاقته بوالده.

وعن رواية "سلام على إبراهيم"، تحدث الدكتور خيري دومة أستاذ الأدب العربي الحديث، مؤكداً أن الكاتب الدكتور محمد عفيفي أضاء من خلالها فكرة التاريخ الجديد، والطرق والوسائط الجديدة لكتابة التاريخ.

وأضاف دومة في مناقشته حول الرواية قائلاً: هي عبارة عن ٢٠ صورة متنوعة من حوارات لطيفة بين شخصيات، وإشارة سريعة لحوادث تاريخية، مضيفاً أن موضوع الرواية هو محاولة لكتابة فيلم عن إبراهيم باشا، ولكنه ليس حاضراً بشخصه ، لكن الموجود هو فكرة إبراهيم باشا، فالرواية عبارة عن لقطات لن تشبع نهمك للتاريخ لكنها تطرح أسئلة طول الوقت.

وأوضح أن الرواية كلها عبارة عن أسئلة مطروحة، وموضوعها عن كيفية قرأة التاريخ من جديد في فترة الأربعينيات عن حكم الملك فاروق وبداية مشكلة فلسطين ونشاة جامعة الدول العربية.

وفي نهاية حديثه، أشاد الدكتور خيري دومة باستخدام الحوار، مؤكداً أنه كان مميزاً في تأكيد، أنه لا يوجد تاريخ مطلق، ولا يوجد حكي للتاريخ، لكن يوجد خلاف داخل الرواية لطرح الأسئلة والتفكر، كما أعرب عن إعجابه بشخصية "يوسف وهبي" مشيراً أنه كان له لمسة السخرية داخل الأحداث.

وفي مناقشته لرواية "سلام على إبراهيم"، قال محمد عبد الحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة: إن للرواية هي لحظة تاريخية مفعمة بالأزمة، وتكمن صعوبة هذه المنطقة التي تدور حولها بأن الأزمة مستمرة باستمرار الدوافع.

وأضاف عبد الحافظ: الأزمة في كتابة التاريخ المعاصر أنه مربوطة بشكل وثيق بالسياسة، ومن يتصدى لكتابة التاريخ المعاصر هو يتصدى لجمرة نار، وعليه أن يدخل من مدخل مختلف وهو ما فعله محمد عفيفي، من خلال فكرة كتابة الرواية بشكل سيناريو أو فيلم عن إبراهيم أو محمد علي، موضحاً الأسباب حول ذلك وهو أزمات الملك فاروق في فترة حكمه ومحاولته لتحسين شكله من خلال تحسين شكل أجداده من العائلة العلوية.

وتابع: هذه التقنية في الكتابة استفاد منها الكاتب، فأصبح هناك سيناريو داخل النص الروائي بشكل مباشر، فصار لدية القدرة على توصيف الشكل والزمن الذي تدور في الأحداث مثل " ليل داخلي" أو "نهار خارجي".

واستطرد: الرواية تدور حول فكرة طرح الأسئلة من الراوي والمتلقي، وتتمير بالكتابة الدائرية في الكتابة، ويشعر القارئ انها مكتوبة بروح القصة القصيرة.

وأوضح أن هناك تناصين داخل الرواية التناص الأول في جملة "سلام على إبراهيم" والمشتق من الآية القرآنية، والتناقض الثاني داخل الرواية في جملة "اللهم لا تجعلنا في هذه التجربة" من الإنجيل ليؤكد على صعوبة كتابة العمل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved