مهرجان لندن يداعب أحلام العرب والمسلمين بأفلام عن البسطاء

آخر تحديث: الأحد 25 سبتمبر 2011 - 11:15 ص بتوقيت القاهرة

رشا عبد الحميد

يلقى مهرجان لندن السينمائى، فى دورته الخامسة والستين والتى تقام خلال الفترة من 12 إلى 27 أكتوبر المقبل، الضوء على كثير من القضايا التى تقترب إلى حد كبير من المجتمعين العربى والإسلامى وربما أحلام البسطاء منه وهو ما لفت اليه الانتباه بشدة قبيل انطلاقه بأيام.

 

وتجىء المشاركة المصرية فى المهرجان بفيلم واحد فقط هو «أسماء» للمخرج عمرو سلامة والذى يدور حول أرملة مصرية مصابة بالإيدز وتحارب من أجل أن تعيش حياتها بشكل طبيعى بين الناس وأن تحصل على العلاج الذى تحتاجه ويقوم بالبطولة هند صبرى، ماجد الكدوانى وهانى عادل وإخراج عمرو سلامة.

 

وفى مقدمة الدول التى تشارك فى الحدث السينمائى البارز تأتى إيران بفيلم «وداعا» الذى يطرح فكرة الشعور بعدم الانتماء إلى وطنك أو بشكل أدق أن تشعر أن وطنك لا يريدك أن تنتمى اليه.. فهل يكون هذا هو وقت الرحيل؟!.

 

وكما اعتدنا فى الأفلام الإيرانية التركيز على المرأة وتصوير ما تتعرض له من قمع فالفيلم يسير على نفس النهج متمثلا فى نورا المحامية الحامل التى تعيش فى طهران ولكن تم إلغاء رخصتها، كما تم رفض طلبها للحصول على فيزا.

 

وزوجها اعتبرت كتابته استفزازية وتم نفيه إلى الصحراء لينتهى الأمر بنورا وحيدة تشعر بالحيرة والارتباك، تتعرض للمضايقات من قبل السلطة ولا يساعدها الأطباء وتحصل على ما تحتاجه من نصائح ومساعدة من الأصدقاء والمعارف حتى أصبحت يائسة من مغادرة البلاد، كما أجبرت على اتخاذ إجراءات جذرية فى حياتها.

 

أخرج الفيلم محمد رسولوف، وهو مؤلفه أيضا، وهو المخرج المحكوم عليه بالسجن فى بلاده لأنه يقدم أفلاما مناهضة للنظام والحكومة وغير مسموح له بمغادرة البلاد.

 

وتشارك إيران بفيلم آخر وهو «الحداد» للمخرج مرتضى فارشباف ويدور حول طفل إيرانى يذهب فى رحلة على الطريق مع أقاربه بعد أن غادر والديه فى منتصف الليل بطريقة غامضة وقتلوا فى حادث ويطرح الفيلم الكثير من الألغاز بطريقة رائعة ومنها لماذا يترك الأبوان ابنهما ويرحلان فى منتصف الليل وهم ضيوف فى منزل أقاربهما وغيرها من الألغاز التى أبدع المخرج فى تصويرها.

 

ولم يغب المخرج جعفر بناهى عن المهرجان ولكنه يشارك بفيلمه «هذا ليس فيلما» على الرغم من الحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات ومنعه من تقديم أى عمل سينمائى لمدة عشرين عاما، وقد صور هذا الفيلم فى منزله يتحدث فيه عن موقفه ووضعه الجديد ومشروعه الذى رفضته الدولة وتعترض عليه، كما يوجه حديثه إلى زملائه ويقرأ السيناريوهات ليخرج العمل فى النهاية ليس فيلما ولكنه عمل بطولى منه، يتحدى به السلطات ليضع اسمه عليه دون خوف مما قد يحدث له.

 

وتشارك الهند بفيلم «أبو، ابن، آدم» للمخرج ساليم أحمد والذى يهتم بأحلام العجائز وهو جانب جديد فى الموضوعات السينمائية لم يكن يلتفت اليه أحد حيث إن أغلبية الموضوعات تركز على الشباب ومشاكلهم ولا تهتم بما يفكر فيه أو يحلم به شيوخ وعجائز هذا المجتمع على الرغم من بساطة أحلامهم فشخصية «ابو» التى يدور حولها العمل هو رجل أوشك على إنهاء حياته العملية ويعيش مع زوجته ايسا فى منزل ريفى صغير وفجأة يفكر ويقرر أن يحقق حلمه وهو أن يسافر للحج.

 

ولكنه عندما يذهب إلى وكيل السفر المحلى فى المدينة يكتشف أن صلته بالعالم الحديث مقطوعة وأنه ليس لديه جواز سفر وكل ما لديه من مال جمعه طوال سنوات عمره لا يكفى لهذه الرحلة حيث إن التكاليف أصبحت ضخمة تفوق قدرات الأسرة البسيطة، وهنا يدرك الزوجان أنه لكى يتحقق هذا الحلم يجب تقديم التضحيات.

 

ويطرح المخرج سومان جوش قضية أخرى فى فيلمه «لص جائزة نوبل» الذى تشارك به الهند أيضا فى المسابقة وهى التفرقة بين فقراء الريف وأغنياء المدن فى الهند بطريقة الكوميديا السوداء، فهو يدور حول رجل قروى ساذج من الفقراء يكتشف سرقة ميدالية جائزة نوبل الذهبية البنغالية من المتحف ويعرف مكانها ولكنه يقف بين أمرين إما أن يعيدها إلى مكانها ويكون بطل الساعة أو أن يبيعها ويساعد أسرته الجائعة.

 

وللسينما الأفريقية نصيب من المشاركة أيضا بمهرجان لندن من خلال أربعة أفلام هى «tinye so» من مالى، وفيلم «umkhungo» من جنوب أفريقيا، وتشترك زامبيا مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فى فيلم «mwansa the great».

 

وتشارك جنوب أفريقيا بفيلم آخر وهو «otelo burning» والذى يروى قصة ثلاثة أصدقاء يهربون من حياتهم بركوب الأمواج لينسوا أعمال العنف التى تحدث فى جنوب أفريقيا فى أواخر الثمانينيات، والفيلم من إخراج سارة بليشر.

 

كما تشارك إسرائيل ــ كعادتها فى أى مهرجان ــ بفيلم «رجل الشرطة» الذى يروى قصة عضو فى هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية تنقلب حياته رأسا على عقب عندما يصادف عملا من أعمال العنف المروعة من قبل جماعة يهودية متطرفة، وقد تدرب طيلة حياته على مواجهة أى تهديد خارجى أو داخلى من العرب العدو التقليدى وليس من اليهود أنفسهم.

 

ويخرج العمل ناداف لابيد وهو كاتبه أيضا، الغريب أن العمل يخلو من أى شخصيات عربية.

 

كل هذه الأفلام تعرض فى قسم واحد من أقسام المهرجان وهو قسم السينما العالمية، وهناك العديد من الأعمال السينمائية المتميزة المشاركة فى أقسام المهرجان الأخرى من السينما البريطانية، الفرنسية، والأوروبية.. هذا إلى جانب العديد من الأفلام التى اختيرت من الأرشيف لتعرض فى المهرجان ومن المتوقع أن تكون دورة هذا العام فرصة جيدة للنقاد لرؤية الكثير من الأعمال من مختلف أنحاء العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved