169 غريقا بـ«مأساة رشيد».. والأهالى: «ولادنا هربوا من الفقر والبطالة»
آخر تحديث: الأحد 25 سبتمبر 2016 - 8:55 م بتوقيت القاهرة
كتب ــ غادة الدسونسى وخميس البرعى وليلى عبدالباسط ويونس درويش ومحمد نصار:
- كفر الشيخ تنتظر جثامين 17 مفقودا.. وصديق مفقود بالغربية: «اتصل بى فى الخامسة صباحا وقال الحقونا بنموت».. وشباب يشعلون النيران فى محل شقيق أحد السماسرة بقرية الجزيرة الخضراء.. والنيابة تخلى سبيل صاحب «موكب الرسول 1».. وبعثة لـ«القومى لحقوق الإنسان» لمتابعة الحادث
ارتفع عدد ضحايا مركب «موكب الرسول 1» إلى 169 غريقا بعد انتشال جثتين لشخص أفريقى وشاب مصرى من محافظة الغربية، كما انخفض عدد الأهالى الموجودين على «رصيف البوغاز»، فى انتظار وصول أى جثامين جديدة تظهر على سطح البحر، أو يأتى بها أحد مراكب الصيد.
وتستعد الجهات المعنية إلى رفع المركب الغارق، حيث أعلن المتحدث الرسمى لمحافظة البحيرة وهدان السيد، عن البدء فى رفع مركب الهجرة غير الشرعية الغارق بساحل رشيد، والتى كان على متنها قرابة 400 شخص، مشيرا إلى دفع القوات البحرية بمعدات ثقيلة لرفع المركب والتأكد من عدم وجود جثث داخلها.
وأشار وهدان إلى وصول ونش يزن أكثر من 100 طن إلى مكان المركب الغارق وعلى متنه 11 غواصا محترفا، بالتنسيق مع القوات البحرية لبدء العمل.
من جهته، أعلن رئيس مدينة رشيد إبراهيم الشيمى، ارتفاع عدد ضحايا المركب إلى 169 غريقا بعد انتشال جثتين لشخص إفريقى وشاب مصرى من محافظة الغربية، وأن الإنقاذ البحرى تواصل جهودها لانتشال باقى الضحايا.
فى الوقت ذاته، شيع الآلاف من أهالى قرية الجزيرة الخضراء بمحافظة كفر الشيخ، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، جثمان الضحية محمود البغدادى، وسط انقطاع الكهرباء بقرى الجزيرة الخضراء.
وعقب الجنازة، أضرم العشرات من شباب القرية النيران فى محل أدوات كهربائية لشقيق «رمزى أبو ناصر»، أحد المتهمين بتهريب الشباب، كما اتجهوا لإشعال النيران فى منزل المهرب إلا أنهم فوجئوا بإطلاق أعيرة نارية فتراجعوا خشية إصابة أحدهم.
كما شيع الآلاف من أهالى مركز أبنوب بمحافظة أسيوط جثامين 3 شباب، كانوا قد عثروا عليهم بمستشفيات «دمنهور التعليمى والشاملة بكفر الدوار، ورشيد»، وهم: «عثمان محمد هلاوى ومايكل جمال، ونشأت مرزوق».
وخيم الحزن على مدينة أبنوب وقرية عرب العوامر لليوم الرابع على التوالى بسبب فقدان العشرات من أبنائهم، منتقدين تجاهل الحكومة فى محاسبة مافيا تجار البشر وتحميل المسئولية لأهلية المتوفين.
وقال والد الشاب المتوفى مايكل جمال، لـ«الشروق»، إن أبناءهم هربوا من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار فى بلد لا مجال للفقير العيش فيها، موضحا: «نجلى وزملاؤه المتوفون والمفقودون ضحوا بأرواحهم من أجل لقمة العيش فى بلد ثمن المواطن فيه أرخص من تليفون محمول حديث».
وأضاف محسون غيط ابن عم أحد المتوفين، أن تكرار غرق المصريين تتحمله الحكومة التى أهملت فى حق الشعب والشباب ولا تملك إلا تصريحات وهمية، مشيرا إلى أن مركز أبنوب والقرى التابعة بها أكثر من 10 آلاف شاب وخريج سافروا إلى دول أوروبا من أجل توفير حياة كريمة.
بينما يواصل أهالى 17 آخرين من بينهم: «أحمد منصور غيط، وعبدالظاهر أحمد حامد، ومصطفى محمد منصور محمود وأحمد خالد عمار، وعمر سيد حامد، وبسام محمد سلامة شحاتة»، البحث عنهم بين جثث المركب.
فى سياق موازٍ، قرر رئيس نيابة شمال دمنهور الكلية المستشار على حسن، إخلاء سبيل «حسن. ح. ر» صاحب مركب «موكب الرسول 1»، بعد ثبوت عدم تورطه فى حادث الهجرة برشيد.
وكشفت تحقيقات النيابة عدم تورط صاحب مركب «موكب الرسول 1» فى حادث الهجرة برشيد، لوجودها بمنياء دمياط حيث تحمل نفس اسم المركب الذى استخدمت فى الحادث.
ومن جهته، قال محمد عبادة، من قرية بنوفر التابعة لمركز كفر الزيات بالغربية، وصديق محمد على سليم، 23 عاما، أحد المفقودين: «محمد اتصل بى فى الساعة الخامسة صباحا وقال لى إن المركب بتغرق، واستغاث قائلا الحقونا بنموت، وأن لانش جاء لأخذ قائد المركب الذى هرب.. اتصلوا بالشرطة بنموت»، مضيفا أنه خرج من منزله منذ أسبوع، حيث كان يجلس بأحد المنازل المعدة لاستقبال المهاجرين الخاصة بالسماسرة بمدينة رشيد.
وأشار إلى أن أهالى الشباب يتفقون مع سماسرة الهجرة لدول أوروبا عن طريق توقيع إيصال أمانة للسمسار بمبلغ 30 ألف جنيه، وتسديدها فور وصول ابنهم إلى إيطاليا».
وقال محمود فتحى، صياد من برج مغيزل، إن المراكب التى تخرج فى رحلة صيد لمدة 15 يوما أو أكثر هى التى تنتظر القوارب الصغيرة التى تنقل الشباب المهاجرين من أمام القرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مثل الجزيرة الخضراء وبرج رشيد وبلطيم والمعدية وأبو قير، متابعا: «تلك المراكب الصغيرة بها معدات دفع تصل إلى بعد 15 كيلو مترا، حيث أماكن وقوف السفن الكبيرة، بعد الاتصالات مع السماسرة وتخزين المهاجرين على الشواطئ للهروب من حرس الحدود، فيما يتم ذلك فى أوقات تغيير الخدمة فى المساء»، موضحا أنه يتم حشر المهاجرين داخل الثلاجات، لعدم ظهورهم على سطح المركب الذى يقوم بعمليات الصيد، حتى لا يتم ضبطهم.
وكشفت عضو مجلس النواب بمحافظة كفر الشيخ الدكتورة هالة أبوالسعد، أنها تنسق مع محافظ الإقليم اللواء السيد نصر، لتأبين شهداء مركب رشيد، وإجراء مقابلات شخصية مع ذويهم فى منازلهم، إضافة إلى سرعة صرف التعويضات الرسمية، وإطلاق أسماء الشهداء على مدارس وميادين عامة.
ونوهت هالة فى بيان لها، إلى أنها أوشكت على الانتهاء من مشروع قانون للهجرة غير الشرعية، وستقدمه لمجلس النواب فى بداية دور الانعقاد الثانى، مطالبة بتغليظ العقوبة على سماسرة الموت، وتنمية المناطق المنكوبة فى قرى الجزيرة الخضراء «خان الجنى، وأبو خشبة، والجزيرة الخضراء، والسكرى، وبرج مغيزل».
فى سياق آخر، أوفد المجلس القومى لحقوق الانسان بعثة ميدانية لمتابعة أحداث غرق مركب رشيد، للتعرف على ملابسات الحادث منذ وقوعه من خلال لقاء أسر الناجين وأهالى الضحايا، وعدد من مسئولى محافظة البحيرة.
وأضاف المجلس فى بيان له، أن البعثة ستعد تقريرا مفصلا عن ملابسات الواقعة وأسبابها، وأهم التوصيات لعدم تكرار ذلك مستقبلا، فيما سيتولى المجلس إجراء الاتصالات مع جميع الجهات المعنية لتنفيذها.