أمريكا تسعى لحشد الجهود حول العالم لمساعدة هايتي

آخر تحديث: الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 11:45 ص بتوقيت القاهرة

ت ك أ- د ب أ

تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنها تلقت تعهدات من دول من أنحاء العالم، من أمريكا الجنوبية والكاريبي إلى آسيا وأفريقيا، للانضمام لقوة متعددة الجنسيات سوف يتم إرسالها إلى هايتي، انتظارا لقرار من مجلس الأمن الدولي.

وذكرت صحيفة ميامي هيرالد أن التعهدات مهمة للغاية لأن كينيا، التي تطوعت لقيادة المهمة لمساعدة قوات الشرطة المتعثرة في هايتي في مكافحة العصابات، ربطت مشاركتها بعدة عوامل. وتشمل موافقة مجلس الأمن الدولي وإرسال ما لا يقل عن ألفي شخص من أفراد قوات إنفاذ القانون، حيث سوف ترسل كينيا نفسها ألف شخص.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا جيه نولاند في وقت سابق، بعد لحظات من إنهاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن لاجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع الأمني في هايتي "لدينا دول من كل قارة على استعداد للمشاركة لمساعدة هايتي".

وقد اجتذب اجتماع بلينكين أكثر من 34 من السفراء ووزراء الخارجية وممثلين لدول، بعضها من الدول دائمة العضوية وغير دائمة العضوية في مجلس الأمن. وقالت نولاند إن بعض الدول طرحت عروضا حقيقية للدعم، قالت دول أخرى إنها سوف تتوصل لطريقة لدعم المهمة.

وأضافت في مؤتمر صحفي شارك فيه بريان نيكولس، مساعد وزير الخارجية لشئون النصف الغربي للكرة الأرضية" لقد كان هناك دعم قوي في الغرفة من الجميع لقرار من مجلس الأمن الدولي".

وقد صاغت كل من الولايات المتحدة والاكوادور مسودة قرار، تم تداوله بين الدول الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، من شأنه الموافقة على نشر قوة في هايتي بقيادة كينيا. وعلى الرغم من أن المسئولين الأمريكيين أعربوا عن تفاؤل حذر بشأن تمرير مسودة القرار، تعتبر الموافقة غير محسومة.

وقد طلبت الصين، التي أثارت تساؤلات بشأن القوة، وسبب الحاجة لقرار من شأنه إرسال قوات غير أممية من جانب دولة أخرى، وقف المفاوضات هذا الأسبوع، خلال الجلسة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت مصادر قريبة من المفاوضات لصحيفة ميامي هيرالد إن هناك بعض المخاوف بشأن التمويل، وقواعد الاشتباك، واستراتيجية الخروج بالنسبة للقوات الدولية، بالإضافة إلى أمور أخرى.

كما تريد دول أخرى رؤية المزيد من التقدم الذي يتم إحرازه على الجانب السياسي في هايتي، حيث توقفت جهود رئيس وزراء هايتي أرييل هنري والجماعات المعارضة وغير الحكومية.

واستمر المسؤولون الأمريكييون في الضغط للتوصل لاتفاق سياسي، حيث أعلنوا خمسة قيود إضافية على تأشيرات السفر "بالنسبة لخمسة مسئولين حاليين وسابقين في هايتي، قاموا بتأجيج العنف".

ويأتي إعلان أمريكا عن العقوبات بعدما أعلنت كندا عن فرض عقوبات على ثلاثة من أفراد النخبة الاقتصادية في هايتي.

وأشار بلينكين في بداية تصريحاته أمام مجلس الأمن إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودعمها الانساني لهايتي، حيث قال إن الولايات المتحدة مازالت أكبر دولة مانحة للمساعدات، بقيمة أكثر من 205 ملايين دولار خلال العامين الماضيين. كما قدمت أمريكا أكثر من 120 مليون دولار لدعم قوة الشرطة الوطنية في هايتي، وتعتزم توفير 65 مليون دولار إضافية.

وأشار بلينكين إلى أن الوضع في هايتي أصبح صعبا، مضيفا أن سبب دعم أمريكا لرؤية كينيا بشأن المهمة المؤلفة من ثلاثة أجزاء هو توفير أمن ثابت في مواقع البنية التحتية الرئيسية مثل المطار والميناء، وتوفير الدعم التشغيلي لشرطة هايتي الوطنية وتعزيزها في ظل سعيها لمكافحة العصابات.

وأوضح بلينكين أن توفير بيئة أمنية مستقرة يعد أمرا حاسما من أجل تدفق المساعدات وتحسن الأحوال، ولكي يصبح الحوار السياسي ممكنا.

وقال بلينكين "مساعدات الشركاء الدوليين يمكن أن تقوم بدور حاسم" مقدما الشكر للدول التي تقدمت لتقديم المساعدات". وأضاف "من خلال دعمكم، يمكن إرسال هذه المهمة خلال أشهر.. السلامة والأمن ومستقبل شعب هايتي والمواطنين في أنحاء المنطقة يعتمد على سرعة تحرك هذه الدول".

لكن ليس جميع مواطني هايتي يدعمون نشر مهمة متعددة الجنسيات، وقد بدأت بعض المنظمات الهايتيه في أمريكا تداول خطاب مفتوح إلى إدارة بايدن يعارض التدخل. وقد كتب الخطاب شبكة المسئولين الأمريكيين الهايتيين المنتخبين الوطنية وحركة شبكة عمل الأسرة ومقرها ميامي.

وجاء في الخطاب أنه "من المحتمل أن يفاقم أي تدخل عسكري يدعم النظام الفاسد والقمعي وغير المنتخب من الأزمة السياسية الحالية لتصبح كارثية. وهذا من شأنه ترسيخ النظام وتعميق الأزمة السياسية في هايتي، مما سوف يسفر عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين وضغط على الهجرة".

وأضاف الخطاب "إذا كانت أمريكا ترغب صدقا في العمل على استقرار الوضع السياسي لتجنب وقوع أزمة إنسانية كارثية في هايتي، فإنه يتعين عليها أن تبدأ بالتوقف عن دعم الحكومة الفاسدة والسماح بتشكيل حكومة انتقالية متوافق عليها تحظي بالشرعية التي تمكنها من تقرير كيف يمكن أن يساهم المجمتع الدولي في هايتي".

وأكد بلينكين، الذي كان جالسا بين رئيس وزراء هايتي أرييل هنري ووزير الخارجية الكيني الفريد موتوا، دعوة الادارة الأمريكية لمجلس الأمن الدولي لسرعة تمرير قرار بشأن المهمة، التي طلبتها هايتي منذ نحو عام.

وقال بلينكين "وقعت أكثر من 2000 حالة قتل خلال الستة أشهر الأولي من هذا العام، وأكثر من ألف حالة اختطاف خلال نفس الفترة، كما يحتاج أكثر من مليون مواطن في هايتي لمساعدة إنسانية عاجلة، كما يواجه عشرات الآلاف أزمة الجوع الكارثية، ويشتبه أن هناك نحو 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا، نصفها تقريبا بين الأطفال".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved