الفنانة الأفغانية الإيرانية فرشته حسيني تأمل أن تساعد السينما الإيرانية في إزالة مشاعر التحيز ضد المهاجرين الأفغان
آخر تحديث: الأربعاء 25 ديسمبر 2024 - 9:13 ص بتوقيت القاهرة
طهران - (د ب أ)
ولدت فرشته حسيني في إيران لأبوين مهاجرين من أفغانستان، وصعدت سلم الشهرة في صناعة السينما الإيرانية، بينما كانت تواجه تحديات الأعراف الاجتماعية المفروضة على النساء في هذا البلد.
خاضت فرشته معركة طويلة لكي تحظى بالتقدير، لتقفز فوق مرحلة الفقر التي شكلت نشأتها، وأن تتغلب على التحيزات التي عانى منها المهاجرون الأفغان في وطنها بالتبني.
تزوجت فرشته (27 عاما) زميلها النجم السينمائي الإيراني نويد محمد زاده، وترجع الفضل في مثابرتها في حياتها الفنية إلى دعم زوجها.
وهربت أسرة فرشته من أفغانستان منذ قرابة 30 عاما لتستقر في ضاحية بطهران حيث ولدت بعد ذلك هي وأخوتها السبعة .
وتقول فرشته إن أسرتي دعمت رغبتي في التمثيل بعد الاعتراض عليه في البداية.
ولم تكن أسرة فرشته هي الوحيدة التي تهاجر من أفغانستان إلى إيران، فشهدت إيران طوال عقود، موجات متتالية من هجرة الأفغان الذين فروا من الصراعات الداخلية، أو بحثا عن حياة أفضل.
وأدت الموجة الأخيرة من اللاجئين الأفغان، الذين وصلوا إلى إيران بعد تولي حركة طالبان الحكم، إلى زيادة مشاعر التحيز ضدهم، وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية في سبتمبر الماضي، عن خطط لترحيل مليوني أفغاني ليست لديهم تصاريح إقامة قانونية.
ولم تكن فرشته بمنأى عن مثل هذه التحيزات، وتوضح أنه بعد أن زادت شهرتها، أصبحت تواجه مشاعر متزايدة من الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي.
وحصلت فرشته على الجنسية الإيرانية بعد زواجها من محمد زاده، وهي خطوة ترى أنها شكلية فقط لأنها تعتبر إيران وطنا لها في الأساس.
وصار مجال السينما بالنسبة لها منصة تؤهلها على تحدي مشاعر العداء وتأكيد هويتها الخاصة. وتأمل في أن تساعد السينما الإيرانية، على إزالة مشاعر التحيز وتعزيز التعاطف.
وتشير إلى أن بعض المخرجين "عندما يريدون أن يخرجوا أفلاما عن الأفغان الذين يعيشون في إيران، فإنهم يفكرون في أسوأ القصص والأدوار التي تتعلق بهم."
وتقول فرشته إنه بدلا من النظر إلى المهاجرين على أنهم "الآخر الغريب" عن المجتمع، فإننا نريد تنمية المزيد من الفهم.
وفيما يتعلق بتمثيلها في أفلام أجنبية، تقول "على المرء أن يكون حذرا". وشاركت فرشته مؤخرا في الفيلم الصربي "السكنى بين الآلهة".
وتضيف إن كل شخصية تتقمصها وكل دور تقوم بتمثيله، يجب أن يلتزم بقواعد الملابس الصارمة للنساء في إيران، بما فيها ضرورة ارتداء الحجاب.
وتقول فرشته إنها اضطرت للتخلي عن أدوار كثيرة بسبب تلك القواعد.
وتزايدت التحديات التي تواجه الممثلات الإيرانيات، بعد مرور عامين على اندلاع الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الفتاة الكردية جينا ماهسا أميني، أثناء احتجاز الشرطة لها، وهي الاحتجاجات التي سرعان ما تطورت إلى مطالبة أوسع نطاقا بكفالة حقوق المرأة.
وتم منع بعض زملاء فرشته من العمل، بينما هرب عدد من مخرجي الأفلام المشهورين مثل محمد رسولوف، للعيش في المنفى بدول أوروبية.