تزايد الاهتمام بالحديد الذي عُثر عليه في مقبرة توت عنخ آمون

آخر تحديث: السبت 26 يناير 2019 - 11:24 ص بتوقيت القاهرة

ماينز (ألمانيا) - د ب ا:

منذ أن تم اكتشاف مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون في وادي الملوك عام 1922، أثار القناع الجنائزي الذهبي الذي كانت ترتديه المومياء إعجاب المواطنين في أنحاء العالم. وكان القناع ضمن 5400 قطعة أثرية، معظمها مصنوع من الذهب، مدفونة مع الملك الشاب، الذي توفى عن عمر يناهز تقريبا 18 عاما.

ولكن الـ19 قطعة المصنوعة من الحديد، الذي كان أندر من الذهب أو القطع المرصعة بالأحجار الكريمة خلال عهد "الملك توت" في القرن الـ14 قبل الميلاد، حظيت باهتمام خاص، وجرى نشر النتائج في كتاب علمي شهير أصدره المعهد الروماني الألماني المركزي في ماينز بألمانيا.

وأشار الباحث في المعهد كريستيان إكمان، أحد الخمسة المشاركين في كتابة الكتاب في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، إلى أن "مجموعة القطع الأثرية المصنوعة من الحديد لم تخضع لدراسة علمية من قبل"، وأضاف: "من منظور تاريخي، فهي تثير أسئلة مهمة".

وبما أنه لا يوجد دليل على أنه جرى صهر الحديد في مصر حتى القرن الـ6 قبل الميلاد، فإن المصريين في أيام توت عنخ آمون استخدموا الحديد النيزكي، الذي يطلق عليه "حديد الجنة".

ويلمح اسم الكتاب لذلك، حيث يطلق عليه "أمر من الجنة! القطع الأثرية الحديدية من مقبرة توت عنخ آمون".

ومن ضمن أمور أخرى، قام اكمان وزملاؤه بفحص المكون الكيميائي للقطع الأثرية الحديدية باستخدام تحليل أشعة إكس الضوئية.

والسؤال الأساسي كان هو ما إذا كانت تحتوي على النيكل، وهو معدن ثقيل يمثل مؤشرا على وجود حديد نيزكي.

ويقول إكمان "أي معدن من هذه الحقبة يشتمل على محتوى نيكل بأكثر من 5% لا يمكن أن يكون مصدره الأرض".

وخلص الباحثون لوجود محتوى نيكل يتراوح ما بين 6% إلى 13% في 16 أداة منقوشة على شكل رمح الخشب و8% في تميمة صغيرة على شكل عين حورس، وهو رمز مصري قديم يمثل الحماية والصحة و8.8% في مسند رأس.

وبلغت نسبة النيكل في أكثر القطع الأثرية إثارة للإعجاب وتشمل خنجر ذو شفرة حديدية ومقبض ذهبي ورمانة كريستالية، 12.8%.

ويضيف إكمان: "كان الأمر سيكون رائعا إذا كشف التحليل عن وجود حديد منصهر"، وأوضح "كان سيتم إعادة كتابة تاريخ الآثار".

وقال إن اكتشاف وجود حديد نيزكي ليس أمرا محبطا. كما تمكن الباحثون من التوصل بصورة كبيرة إلى أن مقبض الخنجر كان مصنوعا من شفرة مختلفة، ربما ذهب أو برونز.

وأوضح إكمان: "سطح المقبض بالشفرة يبدو نوعا ما يعوزه الإتقان، مما يمثل دلالة واضحة على أن الشفرة لم تكن في الأصل جزءا من الخنجر" ولكن الشفرة "المقدسة" تجعل الخنجر أكثر تميزا.

ولم يتمكن الباحثون من توضيح سبب تسلح توت بأزاميل صغيرة لرحلته ما بعد الحياة.

ويقول إكمان: "بسبب صغرها وشكلها الذي لا يوصف، اجتذبت الـ16 قطعة ذات المقابض الخشبية جديدة الشكل اهتماما محدودا"، مضيفا: "تستطيع الإمساك بها لصورة مريحة في يدك ويبدو أنها تمثل أداة فعالة للنقش".

وافترض مكتشف مقبرة توت عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر أنها كانت أدوات تشكيل. وافترض آخرون أنه كان يتم استخدامها من أجل مراسم فتح الفم المصرية القديمة، حتى يمكن للمتوفى تناول الطعام والشراب ما بعد الحياة.

وقال إكمان: "لا نستطيع التوصل لإجابة حاسمة لهذا التساؤل". وأوضح أن فحص القطع الأثرية الحديدية جزء من مشروع أكبر للمعهد الروماني الألماني الذي يشمل دراسة وترميم قطع جلدية مزينة بأوراق الذهب كانت ضمن متعلقات تم العثور عليها في عربة في مقبرة توت. وأكمل: "من الطبيعي فحص الخنجر ذو الشفرة الحديدية وغيره من الأسلحة".

وكان المتخصصون في المعهد الذين كانوا يرممون عام 2015 القناع الجنائزي قد فحصوا أيضا مسند الرأس الحديدي. وقال اكمان: "كان هذا وراء إثارة فكرة أن يتم فحص القطع الأثرية الحديدية الأخرى من المقبرة بالتعاون مع زملائنا" في المتحف المصري بالقاهرة، حيث يتعاون مع المعهد منذ تسعينيات القرن الماضي، وتضم مقتنياته قناع توت.

ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع المتعلق بالمقتنيات الجلدية العام الحالي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved