مصرف المحيط بالمنيا.. بؤرة تلوث تبدد الثروة السمكية بالنيل وتهدد حياة أهالي سمالوط

آخر تحديث: الإثنين 26 فبراير 2024 - 4:50 م بتوقيت القاهرة

ماهر عبدالصبور

يخترق مصرف المحيط، قرية إطسا في محافظة المنيا، بطول 3 كيلو مترات حتى يصب مياهه في نهر النيل، شريان الحياة في مصر، وبطول هذه المسافة تجد رائحة كريهة ومياه سوداء داكنة وحيوانات نافقة، حتى باتت القرية تشتهر بين المواطنين بالرائحة الكريهة.

ويواجه أهالي قرية إطسا التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، معاناة في ظل الآثار السلبية العديدة للمصرف الذي يخترق قريتهم، ويقول محمود الطواب، من أبناء أطسا، إن مصرف المحيط يعد كارثة بيئية وصحية تهدد مياه نهر النيل، فالمصرف ينقل المياه المحملة بمخلفات الصرف الزراعي والصناعي إلى نهر النيل مباشرة، وعلى بعد كيلو مترات من المصب تقع محطات لمياه الشرب ومنها عرب الزينة بسمالوط التي تغذي مركز سمالوط بمياه الشرب؛ الأمر الذي يسبب العديد من الأمراض بسبب تلوث المياه.

وأضاف: "قمنا بإرسال مئات الاستغاثات إلى جميع المسئولين لإنقاذنا وإنقاذ نهر النيل من التلوث، وتم عقد مئات الاجتماعات لحل الأزمة، دون جدوى".

فيما يقول عياد جاد، من أهالي قرية إطسا، "نتعرض للتنمر من كل من حولنا، فالقرية أصبحت تشتهر بالروائح الكريهة التي يسببها المصرف، كما أنها تقع على الطريق الزراعي السريع، والقطار يمر أمامها وجميع ركاب القطار يعرفون وصولهم إلى إطسا بسبب رائحة المصرف".

ويضيف شعبان حسين، 45 سنة، صياد بقرية أطسا، أن الآباء والأجداد كانوا يستخدمون مياه النيل في كل شيء، وكانوا يشربون الشاي من مياه النهر مباشرة دون تغيير في الطعم، لكن الآن تغير الحال، فالمصرف يطارد الأسماك ويهدد بالقضاء عليها، كما أنه يخترق آلاف الأفدنة الزراعية ويلقي بكميات كبيرة من المياه الملوثة والحيوانات النافقة التي تتعثر في شباك الصيادين بدلًا من الأسماك.

ويشتكي الصياد، من عدم وجود أسماك في منطقة إطسا بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، فضلًا عن كون الأسماك التى يتم صيدها قد تنقل أمراضا للإنسان.

ونبه، إبراهيم الحسيني، من أبناء قرية إطسا، أن المصرف يشكل خطرًا كبيرًا على صحة أبنائهم ويتسبب في انتشار الناموس والذباب والأوبئة في جميع القرى الواقعة، كما أن قرية إطسا تحديدًا تتعرض لمآسٍ لا حصر لها بسبب هذا المصرف، خاصة أنها تعد النقطة التى يتحول أمامها مجرى المصرف ناحية الشرق ليصب مباشرة في النيل، مؤكدا أن الأمراض والحشرات والذباب والناموس تحاصر الأهالي باستمرار بسبب هذا المصرف.

وكشف مجدي ملك، عضو مجلس النواب عن مركزي سمالوط ومطاي بالمنيا، ورئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، عن كارثة طبيعية تعيشها محافظة المنيا، حيث تختلط مياه نهر النيل بمياه الصرف عند قرية إطسا، مركز سمالوط.

وأوضح ملك، في تصريحات خاصة لـ "الشروق" أن مصرف المحيط بالمنيا، يعد المصرف الرئيسي بالمحافظة ويبلغ طوله 80 كيلو مترًا بدءا من مركز ديرمواس مرورا بمركز ملوي، وأبو قرقاص، ومركز المنيا، وينتهي في إطسا بمركز سمالوط، ويخدم 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية، إلا أنه رغم كل تلك الأهمية والمكانة فإنه يعاني الكثير من المشكلات، فالمصرف يشهد تلوثا ناتجا من الصرف الزراعي والصحي والصناعي الذي يلقى بمجراه، وفي النهاية يصب بكل هذه المخلفات في مياه نهر النيل، عند قرية إطسا، شمال المنيا بـ 15 كيلو مترا، حيث تختلط المياه الملوثة بالمياه النقية العذبة.

وأكد رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، أن كميات كبيرة تلقى يوميا من مياه الصرف الصحي ناتجة من محطة الصرف بمدينة المنيا والتي تلقى بها بالمصرف عند قرية تله والكمية الأخرى تأتي من الصرف الزراعي الذى يمثل 90%، وصرف مصنع سكر أبو قرقاص.

ومن جانبه أكد اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، أن هذه المشكلة خضعت للفحص، وأنها منذ سنوات، ولذلك أنشأت المحافظة محطة عملاقة للصرف الصحي بالظهير الصحراوي الغربي، بدلا من إلقاء مخلفات الصرف بمجرى مصرف المحيط بمركز ملوي وأبو قرقاص والمنيا، تصل تكلفتها إلى أكثر من نصف مليار جنيه، وإنشاء غابات شجرية على مساحة تصل إلى 1000 فدان.

ومن جانبها قالت المهندسة إيمان عبدالرازق رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا، إن المخطط العام لمحطة معالجة الصرف الصحي غرب المنيا، يتكون من محطة الرفع الرئيسية رقم "1" ومحطة الرفع المساعدة رقم"2" وكذلك محطة معالجة الظهير الصحراوي الغربي بطاقة 90 ألف متر مكعب/ يوم، وخط طرد بطول 22 كيلو متر، إلى جانب الغابات الشجرية المقامة على مساحة 450 فدانا.

وأضافت، أنه تم افتتاح عدد من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، للاستفادة منها في ري الغابات الشجرية، والمسطحات الخضراء بالمدينة، توفيرا للمياه النقية، مثل محطات معالجة ملوي وأبو قرقاص والبرجاية والمنيا الجديدة.

ومن جانبه كلف اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، الجهات المعنية بالإسراع في انتهاء الأعمال لإنجاز المحطة في أقرب وقت ممكن، مع دفع العمل لإنهاء الأعمال الخاصة بالغابة الشجرية للمحطة، حتى يتم بدء التشغيل والاستفادة من الاستثمارات التي تم ضخها بالمحطة ورفع مستوى أداء الخدمة المقدمة للمواطنين.

وأكد المحافظ على ضمان معالجة مياه الصرف الصحي بما يحقق الحفاظ على البيئة، موضحا أن مياه الشرب والصرف الصحي من المرافق والخدمات الأساسية التي يهتم بها ويتابع عملها بصفة مستمرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved