جندي أمريكي يحرق نفسه دعما لغزة.. قصة الهاراكيري ودوافع العسكريين للانتحار من أجل الشرف
آخر تحديث: الإثنين 26 فبراير 2024 - 11:26 م بتوقيت القاهرة
محمد حسين
أعلنت السلطات الأمريكية وفاة جندي أمريكي بعد إشعاله النيران بجسده أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن؛ لدعم فلسطين وتنديدًا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بحسب ما أعلنته شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية.
وقال الرجل الذي كان يرتدي الزي العسكري في تسجيل مصور بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت: "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية".
وأضاف وهو في طريقه نحو مبنى السفارة الإسرائيلية: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم"، ثم أضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مراراً وتكراراً حتى توقف عن التنفس، وفقا لما نشرت سكاي نيوز.
* الهاراكيري.. موروث الانتحار من أجل الشرف
ويتخذ البعض الانتحار كوسيلة وفلسفة للتعبير عن قضاياهم وأفكارهم أو للدفاع عن كرامتهم وإنهاء الحياة في شجاعة وشرف.
ومن أبرز تلك الموروثات فلسفة "الهاراكيري"، هي قطع الفرد أحشائِه بخنجر، وذلك بشَقِّ بطنه بخطٍّ أفقي من الشمال إلى اليمين، ثم يواصل الشقَّ رأسيًّا إلى أسفلِ البطن، ولأن هذه الطريقة لا تُسبِّب الموت الفوري بل يظل المنتحر يُعاني من الآلام الرهيبة، فلا بد من وجود شخصٍ يقوم بقطع رقبته على الفَور حتى يُريحه من هذه الآلام.
ويُقال إن أول من أقدَم على الانتحار بطريقة «الهاراكيري» في اليابان هو المحارب «ميناموتو نو تاميموتو» في عام 1177 ميلاديًّا، وانتشرَت بعد ذلك بين الساموراي منذ ذلك العصر وحتى عصر انتهاء طبقة الساموراي بانتهاء الحكم العسكري وانتهاء المجتمع الطبقي في عصر ميجي.
فيما استمرَّت بعد ذلك أيضًا فرغم قلة نسبتُها ظلت طريقةً مفضَّلة للانتحار لدى بعض اليابانيين من العسكريين واليمينيين الذين يحنُّون إلى عصر الساموراي المجيد، وفقا لما ورد بكتاب "اليابان وجهة نظر شخصية: مقالات في الأدب والسياسة والثقافة والمجتمع الياباني" لميسرة عفيفي.
وتستعرض "الشروق"، في التقرير التالي حالات تاريخية للانتحار الجنود والقادة العسكريين:
* روميل
ومن الحالات التاريخية لانتحار القادة العسكريين، يأتي انتحار القائد الألماني روميل الذي يعد من أفضل القادة العسكريين الألمان إبان الحرب العالمية الثانية القوات الألمانية في شمال إفريقيا، حيث قاد روميل إحدى أشهر معارك الحرب العالمية، وواجه الحلفاء في موقعة العلمين بمصر.
وأُرغم رومل على الانتحار في 14 أكتوبر 1944، وهو في الثانية والخمسين بعد شكوك حول صلته بضباط تآمروا على أدولف هتلر.
* الحرب الروسية
انتحر عالم صواريخ روسي وموظف في أكبر شركة مصنعة للأسلحة في البلاد بعد أن أدى صاروخ، ساعد في إنتاجه، إلى مقتل جدته في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وفقاً لتقرير نشرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية.
كما كشفت رسالة عثر عليها بجانب جثة جندي روسي أقدم على الانتحار مؤخراً، أنه تعرض للتعذيب على أيدي قادته لرفضه القتال في أوكرانيا.
والجندي سيرجي جريدين البالغ من العمر 20 عاماً، كان يخدم في قاعدة عسكرية بالقرب من موسكو عندما شنق نفسه بحزام، حيث قالت عائلته إنه أخبرهم قبلها أن وحدته ستنتشر في أوكرانيا.
* قائد عسكري صيني
وفي نوفمبر 2017، أقدم مسئول عسكري صيني كبير متهم بالفساد على الانتحار، بحسب ما أفادت وكالة انباء الصين الجديدة.
واعتبر ذلك حادث نادر في صفوف القادة الصينيين منذ ان اطلق الرئيس الصيني شي جينبينج حملته المناهضة للفساد قبل خمسة أعوام.
وقال بيان أوردته الوكالة أن الجنرال جانجيانج عضو اللجنة العسكرية المركزية أقدم على شنق نفسه بمنزله، وذلك بعد تورطه في مخالفات خطيرة لقواعد الانضباط والقانون، ويشتبه بأنه تلقى رشاوى ولم يتمكن من توضيح مصدر ممتلكات باهظة الثمن.
* جيش الاحتلال
عقد رئيس القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يانيف عاشور، جلسة طارئة مع وحدة العلاج النفسي، في أعقاب الكشف عن الارتفاع الكبير في حالات الانتحار بصفوف الجيش الإسرائيلي؛ حيث أقدم 11 جندياً على وضع حد لحياتهم في النصف الأول من عام 2022.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الشرطة العسكرية تحقق في انتحار ثلاثة جنود من لواء "جفعاتي" أحد ألوية النخبة على خلفية مشاكل نفسية لها علاقة على ما يبدو باشتراكهم في العدوان على قطاع غزة في 2014، المعروف أن الانتحار ظاهرة قديمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ بلغ معدلها حوالي 30 جندياً في السنة.
وفي عام 2006، وضعت قيادة الجيش خطة لمواجهتها، فوسَّعت وحدة العلاج النفسي في الجيش، وأتاحت تسريح الجنود المكتئبين من الخدمة، وقلصت عدد قطع الأسلحة التي يسمح للجندي بحملها خارج خدمته العسكرية، وفقا لتقرير نشرته الشرق الأوسط اللندنية.
* غزو العراق
وبعد سنوات من الحرب في العراق، ضربت معدلات الانتحار وسط الجنود الأميركيين العائدين من هناك رقما قياسيا، لتصل إلى حالة انتحار واحدة يوميا، وتشكل حالات انتحار الجنود العائدين نحو 20 في المائة من مجمل عدد حالات الانتحار في الولايات المتحدة، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.