رمضان شهر الفتوحات (1) غزوة بدر: تحول تاريخي في الإسلام بمشاركة الملائكة

آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024 - 5:14 م بتوقيت القاهرة

يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام. عدد كبير من الأحداث الهامة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي وقعت خلال هذا الشهر مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.

ومن بين هذه الأحداث البارزة والتي تعد واحدة من الأحداث البارزة في تاريخ الإسلام، هي غزوة بدر، حيث أثرت بشكل كبير على مسار الإسلام، وأعطت الأمة الإسلامية قوة وثقة في ذاتها.

في هذه السلسة تستعرض الشروق انتصارات المسلمين في رمضان وأولها غزوة بدر.

متى وقعت؟

وقعت غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة، وتحديداً في يوم السبت، السابع عشر من شهر رمضان، حسب التقويم الهجري، الموافق للثاني عشر من مارس عام 624 ميلادي.

وتعتبر الغزوة من المعارك الفاصلة في الإسلام، وسميت بهذا الاسم، نسبة إلى بئر بدار التي وقعت بها الغزوة، بين مكة والمدينة المنورة.

ما أسباب الغزوة؟

وتعود أسباب غزوة بدر إلى ورود أخبار للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بقدوم قافلة تجارية لقبيلة قريش المكية من الشام، يقودها أبو سفيان، محملة بالبضائع وثروات.

على إثر ذلك، طلب النبي صلى الله عليه وسلم من مجموعة من المسلمين التوجه لاستهداف هذه القافلة، وذلك كبديل عن القافلة التجارية التي نهبها المشركين من المسلمين، عندما هاجروا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

كم كان عدد المسلمين؟

في غزوة بدر، كان عدد المسلمين الذين شاركوا في الغزوة، يتراوح بين 313 إلى 317 مسلمًا. كانوا مواجهين لجيش المشركين، الذي كان يتكون من حوالي 900 إلى 1000 مقاتل.

رغم أن العدد كان يصب في صالح مشركي قريش، إلا أن المسلمين حققوا النصر في تلك المعركة بفضل إيمانهم وثقتهم في الله.

وحضر كبار الصحابة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، من بينهم أبو بكر الصديق وحمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. وكان من بين المشركين الذين شهدوا المعركة أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف.

مشاركة الملائكة في غزة بدر

شاركت الملائكة في غزوة بدر، استجابةً لدعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يذكر القرآن الكريم أن الله أرسل الملائكة ليقاتلوا مع المسلمين في غزوة بدر، حيث يقول تعالى: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ" (آل عمران: 124). وبفضل هذا النصر الذي منحه الله، انتصر المسلمون في هذه المعركة.

وأنزل الله قرآنا، في أسرى غزوة بدر، يتحدث عن قضية أسرى الغزوة من المشركين، حيث قال الله تعالى: "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (الأنفال: 67-68).

وجاء ذلك، بعد استشارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه، أبو بكر وعلي وعمر، بشأن كيفية التعامل مع الأسرى، اقترح أبو بكر فكرة أخذ الفدية منهم، بينما اقترح عمر بن الخطاب أن تُضرب أعناقهم. وبعد مداولة، اتخذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قرارًا بموجب رأي أبي بكر، وقام بأخذ الفدية من الأسرى، فأنزل الله هذه الآية.

واستشهد 14 مسلمًا، بينما قتل من المشركين 70 وأُسر 70 آخرين. هذه النتائج أكدت نجاح المسلمين في تحقيق الانتصار في وجه المشركين، وكانت بداية لتأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved