زاهي حواس لـ الشروق: التشكيك في مصرية مومياوات أبو صير كلام فراغ

آخر تحديث: الثلاثاء 26 مارس 2024 - 6:46 م بتوقيت القاهرة

إسلام عبدالمعبود

سحر سليم خبيرة أشعة الآثار: دراسة أصول مومياوات أبو صير قديمة وليست موثقة أو دقيقة

ردا على ما نشر فى بعض وسائل الإعلام بخصوص تحليل «Dna» لـ90 مومياء مصرية فى منطقة أبو صير جنوب القاهرة، والقول بأن أصولها تعود لأصل الهلال الخصيب قال عالم المصريات المعروف ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهى حواس، إن هذه الدراسة الصادرة من المعهد الألمانى للآثار،«الكلام فارغ وليس دقيقا»، والعينات التى أخذوها من المومياوات الموجودة لديهم من الوارد جدًا أن تكون غير دقيقة، فسهل تلوثيها خاصة أنها تفاعلت مع عوامل خارجية.

وأضاف حواس، فى تصريحات لـ«الشروق»، أنه من المستحيل خروج عينات من مصر للخارج بعد فحصها من قبل الأجانب، وأن المومياوات التى قاموا بأخذ العينات منها موجودة لديهم، وهناك الآلاف من المومياوات المصرية موجودة بالخارج وخرجت من مصر فى عصور سابقة سواء بطرق غير شرعية أو عندما كان يسمح بخروج الآثار سابقًا.

وأشار حواس إلى أن المومياوات الملكية لا يمكن لأى شخص عمل دراسة عليها دون الرجوع للجنة الدائمة للآثار فى مصر، مؤكدًا على أنه يفترض الا يسمح بأخذ عينات من المومياوات المصرية للخارج.

وفي الموضوع نفسه قالت سحر سليم، خبيرة أشعة الآثار وفحص المومياوات، وأستاذة الأشعة بكلية طب جامعة القاهرة، إنالدراسة التي نشرت هذا الاستنتاج بأن أصول هذه المومياوات تعود لأصل الهلال الخصيب (العراق، وسوريا، وتركيا، ولبنان، وفلسطين)، هى دراسة قديمة أجريت عام 2017.

وتمت تلك الدراسة فى معهد علوم الآثار التابع لجامعـة توبنجن فى ألمانيا،وكان القائمون على الدراسة كل من «Verena J. Schuenemann»، و«Alexander Peltzer».
وأضافت خبيرة المومياوات، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الدراسات الجينية للمومياوات المصرية القديمة تُعد شيئا «نادرا»، بسبب التلوث المتوقع للعينات وحتمية اختلاطها وتلوثها بمواد جينية أخرى، مما أثار شكوك العلماء حول ما إذا كانت البيانات الجينية من المومياوات الخاصة بالحمض النووى ستكون موثوقا به أم لا.

وأكدت سليم، أن الدراسة التى يتم تداولها حاليا أجريت قبل سبع سنوات، من خلال 166 عينة مأخوذة من 155 فردا محنطا فى أبو صير، يمتد تاريخهم لـ1300 عام، لافتة النظر إلى زعم الدراسة اشتراك «المومياوات» من الدولة الحديثة إلى العصر الرومانى، فى الأصول مع الشرق الأدنى (منطقة بلاد الشام) أكثر من اشتراكها مع المصريين الحاليين فى عينة محدودة من 100 شخص مصرى معاصر.

وتابعت: هذه الدراسة محدودة القيمة لانها أجريت فى موقع واحد فى مصر، وهو أبوصير ولم تمتد إلى بقاع أخرى من مصر، وتمت على عدد محدود من المومياوات القديمة لا يتجاوز 155 عينة، وتمت المقارنة على عدد محدود جدا من المصريين المعاصرين لم يتجاوز الـ100 شخص، فلا يمكن تعميم مثل هذه النتائج على بلد كبير فى المساحة والسكان والتاريخ الطويل وحصر أصول مصر من خلال عينة محدودة.

وأكدت أن ذلك ليس علميًا وغير دقيق، مشيرة إلى أن مصر شهدت الكثير من المزاعم المشككة؛ إلا أن النسيج المصرى يظل هو الباقى، مؤكدة وجود دراسات حاليًا فى مصر عن الجينوم المصرى للرد على كل ما يثار فى هذا الشأن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved