تراث مصري (26).. شفيق منصور الذي رفض أن يصبح شاهد الملك الخائن

آخر تحديث: الأربعاء 26 مارس 2025 - 9:57 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

تواصل جريدة الشروق في شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري" المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، التي تسلط الضوء على الشخصيات والمعالم التي تركت بصمة في التاريخ المصري.

شفيق منصور، ابن المستشار منصور إسماعيل، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة ليون، وعندما عاد إلى مصر بدأ العمل في مجال المحاماة.

كما تم انتخابه نائبًا في البرلمان عن دائرة باب الشعرية، وكان من المهتمين بقضايا الوطن والحرية. في عام 1914، أثناء اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت السلطات الإنجليزية باعتقاله ونفيه إلى جزيرة مالطة لمدة خمس سنوات، حيث درس اللغتين الإيطالية والألمانية، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون الفرنسي.

بعد عودته إلى مصر، شارك شفيق منصور في عملية اغتيال السير لي ستاك باشا في عام 1924، بمساعدة آخرين.

ومع ذلك، تم القبض عليه بعد أن قام زميله نجيب الهلباوي بالوشاية به مقابل عشرة آلاف جنيه، مما جعل الصحافة تطلق عليه لقب "شاهد الملك"، ومن هنا نشأ المفهوم القانوني لهذا المصطلح.

رفض شفيق منصور أن يكون خائنًا مثل نجيب الهلباوي، ولم يقبل أن يصبح "شاهد الملك"، فظل في السجن لمدة عام كامل، تعرض فيه لأشد أنواع التعذيب.

وكان يستخدم الإضراب عن الطعام والإضراب عن ارتداء الملابس كوسيلة احتجاجية، حيث كان يصرخ عاريًا بينما الدماء تسيل من جسده بسبب التعذيب.

على الرغم من محاولات المحامي أحمد لطفي السيد في الدفاع عنه، والتي استمرت خمسة أيام، فإن المحكمة أصرت على حكم الإعدام بحق شفيق منصور وزملائه. وعندما تم تنفيذ حكم الإعدام، كان شفيق منصور يهتف بحرية مصر قائلاً: "تحيا مصر حرة".

إثر ذلك، أصيب والده بصدمة نفسية شديدة توفي على أثرها، بينما فرضت السلطات الإنجليزية إقامة إلزامية على والدته وأخته في منزل الأسرة، ومنعتهما من الزيارات أو استقبال الزيارات.

اقرأ أيضا
تراث مصري (25).. عريان يوسف سعد

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved