العميد سيد وهيبى: الكتيبة 43 صاعقة أسرت 37 إسرائيليًا أثناء تحرير بورتوفيق بالسويس

آخر تحديث: الأربعاء 26 أبريل 2017 - 12:05 م بتوقيت القاهرة

انضممت للكتيبة قبل الحرب بـ4 أيام.. والسرية والخداع وعنصر المفاجأة أهم عوامل النصر
على الشباب وأبناء الجيش الحفاظ على الوطن ومساندة الدولة فى الحرب ضد الإرهاب
«عرق التدريب فى السلم يوفر الدم فى الحرب»، هكذا قال العميد سيد وهيبى خليل، الذى اشترك فى حرب أكتوبر بعد شهرين فقط من تخرجه فى الكليه الحربية، مع زملائه فى الدفعة الملقبة بدفعة النصر، والتى استشهد منها 24 ضابطا خلال المعركة، من قوام 500 ضابط.
وقال وهيبى: «بعد تخرجى تم إلحاقى بقوات الصاعقة، ولم نستكمل فرقة الصاعقة المقرر لها 3 أشهر، حيث قضينا شهرين فقط، وتم ترحيلنا للانضمام لمشروع تدريب استراتيجى تعبوى كانت تقوم به القوات المسلحة كنوع من أنواع التدريب على خوض الحرب، وكانت التدريبات شاقة جدا ساعدت على تحمل الصعاب، وتعد أحد العوامل التى ساعدت فى نجاح الحرب، وتحقيق النصر خلال المعارك التى خاضتها القوات المسلحة».
وأضاف: «انضممت إلى الكتيبة 43 صاعقة قبل الحرب بـ4 أيام فقط، وشاركنا فى تحرير نقطة سان بورتوفيق بالسويس، إحدى النقاط القوية والحصينة للعدو، وتم أسر 37 جنديا منهم، وأعلن قائد الموقع الإسرائيلى آنذاك تسليم الموقع لقائد الكتيبة الرائد زغلول فتحى، بعد معركة دامية لم يستطع العدو الصمود حينها أمام بسالة الجنود المصريين».
وأكد أن السرية التامة التى تمت بها خطة الحرب، أهم عوامل النصر، بالإضافة إلى الأعمال الخداعية وعنصر المفاجأة، التى كانت لها الفضل الأول فى مباغتة العدو، وتذكر منها توجه وزير الخارجية، محمد حسن الزيات، إلى الولايات المتحدة الأمريكية يوم 5 أكتوبر لمقابلة نظيره الأمريكى هنرى كيسينجر، وعرض عليه طلب مصر بإجراء معاهدة سلام، والذى رفضها الأخير بحجة أن مصر الطرف الأضعف فى المعركة، وهذا بالإضافة إلى الإعلان عن فتح باب رحلات العمرة لضباط القوات المسلحة والجنود، وتنظيم دورات رياضية عسكرية، الأمر الذى يتنافى مع فكرة الاستعداد للحرب، بجانب الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك آنذاك إلى ليبيا يوم 5 أكتوبر، ثم تقرر تأجيلها لعصر اليوم التالى 6 أكتوبر 1973.
وبعينين تتخللهما الدموع تذكر وهيبى زملاءه الذين استشهدوا بجواره أثناء الحرب، ومنهم إبراهيم الشاهد ومصطفى عبدالسلام والنقيب محمد عبدالله الركايبى، الذى أصيب بطلق نارى فى الفخد اليمنى فى أثناء الاشتباكات وأصر على استكمال القتال حتى تم إجلاؤه لمستشفى السويس لتلقى العلاج، وكان من المفترض أن يتم نقله إلى القاهرة، إلا أنه أصر على العودة مرة أخرى إلى الجبهة، وفوجئ زملاؤه بوجوده بجوارهم بعد 24 ساعة فقط، وهو يربط فخده واستمر معهم فى مواجهة العدو حتى نال الشهادة.
كما تذكر وهيبى، أحد أبطال تحرير سيناء العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى، قائد الفرقة 39 قتال، قائلا: «كنا نلقبه بأمير الشعراء، فقد كان بطلا قدم روحه فداء للوطن، واستشهد أثناء محاولته صد هجمات العدو فى موقعة الثغرة بالدفرسوار بالاسماعيلية، حيث استقبل أوامر يوم 18 أكتوبر بقيام المجموعة 39 قتال بعملية جديدة، تتمثل فى تدمير الكوبرى الذى أنشأته القوات الإسرائيلية، وكان على المجموعة النزول والسباحة فى القناة ضد التيار، الذى كان شديدا فى تلك الليلة، لمسافة 4 كم، والغطس أسفل الكوبرى كى لا يراهم العدو، وتفجيره، وأصابت البطل شظايا من الخلف إثر انفجار قذيفة، وسقط على الأرض فى عزة وشموخ واستشهد وهو صائم قبل الوصول لمستشفى الاسماعيلية».
وأضاف وهيبى أن قيادة القوات المسلحة عندما بدأت تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين فى 5 أغسطس 1968 للقيام ببعض العمليات الخاصة بسيناء، باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع، كمحاولة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلى بالأمن، اختارت الشهيد الرفاعى لقيادة هذه المجموعة، وهى المجموعة 39 قتال، بأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية، اللواء محمد أحمد صادق.
وأوضح أن أولى عمليات المجموعة هى نسف قطار العدو عند مدينة الشيخ زويد، وتم نسف مليون صندوق ذخيرة، تركتها قواتنا عند الانسحاب أثناء نكسة 1967، كما تم تدمير 3 ناقلات محملة بالأسلحة والذخائر، وعقب القيام بهذه العملية أرسل وزير الحربية خطاب شكر إلى الرفاعى، على مجهوده فى قيادة المجموعة.
واختتم وهيبى حديثه بتوجيه رسالة إلى الشباب المصرى وأبناء القوات المسلحة فى سيناء، قائلا: «ما حدث فى حرب أكتوبر يدل على أن السقوط ليس هو نهاية المطاف، فعليهم بذل مزيد من الجهد للحفاظ على الوطن، وعلى أرض سيناء الغالية، التى ارتوت بدماء أبنائها وضرورة الصمود ومساندة الدولة فى حربها ضد الإرهاب».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved