دراسة ترصد رحلة تكيف التماسيح على العيش بالمحيطات مع الحيتان

آخر تحديث: الأحد 26 أبريل 2020 - 2:51 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

قبل 400 مليون عام خرجت جميع كائنات الأرض من موطنها الأصلي في المحيطات لتعيش حياتها على اليابسة، ولكن فصائل من تلك الحيوانات لم تجد حظها في تجربة العيش على اليابسة بجانب الديناصورات الضخمة فقررت العودة للمحيط أشهرها حتى الآن الحيتان والدلافين، وأيضا الثالاتوسوكيات جدة التماسيح التي نعرفها اليوم.

وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن دراسة نشرت بدورية المتابعات الأكاديمية العلمية فإن أسلاف التماسيح من الثالاتوسوكيات عاشت وتكيفت في المحيطات المفتوحة على غرار الحيتان.

ويعتقد العلماء أن انتقال الثالاتوسوكيات إلى المحيط حدث قبل 180 مليون عامًا لتعيش بأجسام شبيهة بأجسام الحيتان وجلود ناعمة مثل الدلافين، ولكن بأنوف عادية دون خياشيم.

ولرسم صورة عن رحلة تلك الزواحف في المحيطات علمت باحثة الأحفوريات جوليا شواب، من جامعة أدينبرا الإسكتلندية لدراسة الأنظمة الحسية لتلك الزواحف وتحديدًا الأذن الداخلية في جهازها السمعي لما تحمله من تغيرات متكررة بناء على تغير وضع الحيوان.

وقارن فريق جوليا، نماذج من آذان 14 من الثالاتوسوكيات، مع 18 من التماسيح العادية؛ ليظهر أن القنوات السمعية للتماسيح القديمة كانت أسمك من مثيلتها للتماسيح العادية، وكذلك المتاهات العظمية في الأذن كانت أقوى لدى التماسيح القديمة، وذلك يرجح أنه تواجد فيها لتكيفها مع الغوص في المحيطات التي يكون ضغط المياه في أعماقها عاليًا.

ويقول أندريا كاو، الباحث بمجال حفريات الحيوانات الفقارية، إن التماسيح القديمة كيفت أجسادها أولًا على حياة المحيطات قبل أن تتكيف أعضائها الداخلية على المحيطات.

وأرجعت جوليا، تأخر الثالاتوسوكيات في التأقلم على المحيطات مقارنة بالحيتان التي كانت أسرع تأقلمًا لأن التماسيح تحتاج الصعود لليابسة كل فترة لوضع بيوضها ما لا تحتاج الحيتان الثديية فعله وبالتالي لا تتغير أجسام التماسيح تمامًا بما يتوافق مع المحيطات.

وتضيف أنه حتى بذلك الشأن إن الثالاتوسوكيات بدأت تظهر تغيرات في جزء الحوض لدى إناثها الذي بدأ بالاتساع مع الأجيال المتأخرة ما يعني أن تلك الزواحف بدأت تميل لتصبح حيوانات ودودة لا تحتاج ترك المياه لوضع البيض.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved