نصف الأحياء معرضة للتهجير.. هل تصبح بلدة سلوان «شيخ جراح» جديد؟

آخر تحديث: الأربعاء 26 مايو 2021 - 6:04 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

بينما تتعقد قضية تهجير الاحتلال لأهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، تنتظر أحياء أخرى في بلدة سلوان المقدسية نفس المصير، في محاولات مستمرة لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأحياء المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، ومحو الهوية الفلسطينية عنها.

وقررت المحكمة الإسرائيلية المركزية في القدس، اليوم الأربعاء، عدم إصدار حكم نهائي في قضية تهجير أهالي حي "بطن الهوى" في سلوان، بعد قبولها استئناف قدمته عائلات الحي ضد قرار سابق للمحكمة بطردهم من منازلهم لصالح توطين مستوطنين إسرائيليين.

* تظاهرات قبيل الحكم

قال زهير الرجبي، رئيس لجنة الدفاع عن أراضي بطن الهوى، إن عشرات المواطنين تظاهروا واعتصموا، أمس الثلاثاء، في "خيمة الصمود"، بالقرب من محكمة الاحتلال المركزية في القدس، استعدادا لحضور انعقاد المحكمة للنطق بالحكم، حسبما نقلته "وكالة القدس للأنباء"، فيما يقول بعض النشطاء إن التظاهر أجبر المحكمة على قبول الاستئناف وعدم إصدار حكم نهائي.

* نصف أحياء سلوان معرضة للتهجير

وتشهد أحياء كثيرة في مدينة القدس نكبة جديدة، بعدما أصبح أهالي 13 حيا مهددين بالتطهير العرقي، وخاصة أحياء بلدة سلوان، الأكبر كثافة سكانية للفلسطينيين، حيث تواجه 6 أحياء منها نفس المصير الذي لا يزال يواجهه حي الشيخ جرّاح، نتيجة حملة تهجير جديدة بحق السكان الأصليين.

ويشمل قرار هدم المنازل أو الاستيلاء عليها 6 أحياء بسلوان، هي: حي وادي حلوة الذي يعيش فيه 6000 نسمة، حي البستان 1550 نسمة، حي بطن الهوى 726 نسمة، وادي الربابة 1000 نسمة، واد ياصول 1000 نسمة، وحي عين اللوزة الذي يعيش فيه 5000 نسمة.

وقال نشطون فلسطينيون، إن قرار التهجير القسري الذي يواجهه سكان 6 أحياء في بلدة سلوان، يأتي بعد طلب قدمته بلدية القدس إلى محكمة الشؤون المحلية.

ويعد أكثر الأحياء التي تتعرض لخطر التهجير في الوقت الحالي هو حي بطن الهوى، الذي يضم 86 أسرة، بإجمالي حوالي 750 فردا، يعيشون في 15 بناية

* حشد إلكتروني لإنقاذ سلوان

تصدر وسم "أنقذوا حي سلوان"، معدلات الأكثر تداولا عبر موقع "تويتر"، أول أمس، بعد عمليات التهديد والتهجير التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الحي المقدسي، فيما ينذر باحتمالية شن حربا إلكترونية مستقبلية على الاحتلال كمثل التي حدثت مع حي الشيخ جراح.

وتفاعل الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب مع الوسم، للفت الرأي العام العربي لانتهاكات الاحتلال ضد الحي وتهجير السكان، فيما نشر أحد النشطاء الفلسطينيين فيديو للقوات الإسرائيلية وهي تمارس الانتهاكات ضد أبناء الحي، وتعتقل عددا من سكانه.

* اعتداءات وحشية من المستوطنين ضد أهالي سلوان

طالما يستخدم الاحتلال المستوطنين لتحقيق أهداف التهجير القسري لأهالي الأحياء المقدسيين، ففي الجمعة الماضية، قال المركز الفلسطيني للإعلام، إن مجموعة من المستوطنون اعتدوا على المواطنين في بلدة سلوان، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث رشقوا المنازل بالحجارة، وأطلقوا الرصاص عليها، وأحرقوا عددًا من السيارات.

وأضاف المركز أن عشرات المستوطنين، أطلقوا النار يوم الجمعة الماضية بحماية من جيش الاحتلال، وأحرقوا سيارات لفلسطينيين في سلوان، يقطنون قرب البؤر الاستيطانية في حي وادي حلوة.

وأشار المركز إلى أن اعتداء المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على المواطنين، يعد تطورًا لافتًا في عدوان المستوطنين، بعدما أقدموا على استهداف المنازل وإحراق السيارات تحت أعين قوات الاحتلال وحمايتها.

* ما نعرفه عن سلوان

سلوان تعتبر القرية أو البلدة الأكثر التصاقا بأسوار وأبواب مدينة القدس العتيقة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وتعتبر ضمن القرى الكبيرة في فلسطين، وأكثرها سكانا.

تضم سلوان عين ماء مشهورة تسمى "عين سلوان" وهي تضم مواقع تاريخية هامة، وكانت مصدر مياه البلدة القديمة في القدس عبر التاريخ، عبر قنوات بناها اليبوسيون، وهم بناة القدس الأصليون، وما زالت آثارها قائمة حتى الآن.

تبلغ مساحة أراضي سلوان 5421 دونما، ولها أراضي في الخان الأحمر يسمونها بأراضي السلاونة ومساحتها 65000 دونما، والتي صُدرت بعد حرب 67 وأقيمت عليها مستعمرة "معالي أدوميم"، أما الآن تقوم مجموعه من المؤسسات الاستيطانية الإسرائيلية ذات الأجندة السياسية اليمينية المتطرفة بمحاولة الاستيلاء على مساحات أخرى من البلدة.

وتجري محاولات الاستيطان تحت مظلة قانون العودة اليهودي العنصري، الذي يسمح بعودة اليهود الذين تواجدوا في فلسطين قبل احتلالها وحتى قبل الوجود الإسرائيلي، وقانون حرس أملاك الغائبين والذي ينص على فقدان ممتلكات ومنازل كل فلسطيني اضطر للخروج من فلسطين أو السفر خلال احتلال القدس عام 1967.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved