قبل غزة.. كيف ضربت المجاعات العالم على مر التاريخ ولم تسلم منها أي قارة؟‬

آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2024 - 9:53 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

دعت 70 منظمة حقوقية، في بيان مشترك، كافة الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة إلى إعلان المجاعة رسميًّا في قطاع غزة في ظل سرعة الانتشار الحالي للمجاعة ومعدلات سوء التغذية الحاد واتساع رقعتها جغرافيًّا وبين جميع الفئات، خاصة بين الأطفال.

ووفقا لما نقلته وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية، اليوم، فقد أبرزت المنظمات الموقعة على البيان، ومن بينها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن مستويات انعدام الأمن الغذائي تتفاقم بشكل مضطرد في جميع أنحاء القطاع نتيجة إصرار إسرائيل على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمتها الأشمل في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

قبل قطاع غزة، ووفقا لتقرير سابق أعدته موسوعة "الجزيرة"، شهد العالم عدة مجاعات، كان أكبرها في التاريخ المعاصر التي ضربت الصين في الفترة ما بين 1959 و1961، وأدت إلى وفاة ما بين 20 و30 مليون إنسان، وأخرى ضربت نيجيريا بين 1967 و1970 وأودت بحياة مليون شخص

ولكن، كيف ضربت المجاعات العالم على مر التاريخ؟
بجانب الصين ونيجيريا، عانت مناطق عديدة من العالم من مجاعات كبرى خلال القرن الماضي كما حصل في الاتحاد السوفيتي وإيران وكمبوديا وأفريقيا، وحتى أوروبا عرفت هي الأخرى مجاعات متعددة في القرون الوسطى وخلال الحربين العالميتين.

مجاعة تشاليسا.. عام 1783


تسببت تقلبات المناخ في الجفاف القاسي في مناطق شمالي الهند، أدت لذبول المحاصيل، وموت الماشية والحيونات بسبب النقص في الغذاء والماء، ونتج عن ذلك النقص وفاة 11 مليون شخص.

مجاعة أيرلندا الكبرى.. عام 1853


حدثت بسبب مرض قاتل أصاب محاصيل البطاطا، وكان ثلث الشعب الأيرلندي يعتمد على زراعة البطاطا مصدرا رئيسيا للرزق آنذاك، مما تسبب في مجاعة كارثية امتدت حتى عام 1854.

وعندما وقعت الأزمة، منعت المملكة البريطانية وصول المساعدات الخارجية إلى الأراضي الأيرلندية، وكانت بريطانيا تمنع الشعب الأيرلندي من تملك أو استئجار الأراضي، فكانت النتائج كارثية إلى درجة تراجع عدد سكان أيرلندا بنسبة 25%‏.

مجاعة الشام.. عام 1915


أثناء الحرب العالمية الأولى، ضربت مجاعة الشام مناطق واسعة من سوريا التي كانت تشمل ولاية حلب وولاية بيروت ومتصرفية جبل لبنان، حيث أصابت المجاعة هذه المناطق بسبب مصادرة الأملاك والمحاصيل من قبل الحكومة من أجل خدمة المجهود الحربي، وأيضاً فرار الكثير من المزارعين الشباب من أراضيهم هرباً من أداء الخدمة العسكرية خلال الحرب، إضافة إلى ظهور أسراب كبيرة من الجراد يقال إنها غطّت قرص الشمس.

كل تلك العوامل تسببت بوفاة الكثير من السكان، إذ يعتقد أن في مدينة حلب لوحدها توفي ما بين 60 إلى 80 ألف شخص، أما جبل لبنان فيعتقد أن ثلث سكانه قد توفوا.

مجاعة المغرب.. عام 1944


ضربت مجاعة المغرب أو كما تسمى بعام البون واستمرت عاما وتسببت بوفاة نحو 50 ألف شخص، حيث بدأت فترة المجاعة بالتزامن مع الاحتلال الفرنسي الذي فرض نظام الحماية على البلاد وأيضاً عندما تعرضت المنطقة إلى جفاف كبير نتيجة غياب الأمطار لسنوات عديدة فتسبب ذلك بقلة المواد الأساسية مثل القمح والشعير والشاي والخضار والفواكه.

وتوفي نحو 50 ألف شخص، وأكل الناس النباتات والأعشاب والحشائش والجراد وأصيب الكثيرون بالأمراض المرتبطة بقلة الأكل مثل السل والحصبة والزهري.

مجاعة فيتنام.. عام 1945


بعد دخول القوات اليابانية إلى فيتنام في الحرب العالمية الثانية، قامت بالاستيلاء على معظم المحاصيل الزراعية، وأجبرت المزارعين على العمل في إنتاج مواد يحتاجها الجيش الياباني كالمطاط.

وبجانب ذلك، سيطر جفاف لا يطاق على البلاد، ثم أتت الفيضانات الكارثية من بعده لتترك أغلب مناطق شمالي البلاد في مجاعة قاسية راح ضحيتها مليونا شخص.

مجاعة روسيا.. عام 1921


شهدت روسيا فترات مضطربة في أوائل القرن الـ20، فطوال فترة الحروب، أجبر الجنود البلاشفة الفلاحين على التضحية بمحاصيلهم لصالحهم مقابل القليل، ولهذا السبب توقف الكثير من الفلاحين عن زراعة المحاصيل، مما أدى إلى نقص كبير في المواد الغذائية والحبوب، ما أدى إلى موت 5 ملايين شخص مع حلول العام 1921.

مجاعة الاتحاد السوفييتي.. عام 1932


حدثت مجاعة تسببت بها سياسات جوزيف ستالين، بسبب الزراعة الجماعية المشتركة، التي تم من خلالها تحويل مساحات شاسعة من الأراضي إلى مزارع للعمل الجماعي.

وللوصول إلى هدفه، دمّر ستالين المزارع المملوكة للفلاحين، بالإضافة إلى إتلاف المحاصيل وسلب الأراضي بالقوة، مما تسبب في موت 10 ملايين شخص جوعا.

مجاعة البنغال.. عام 1770


تسببت فيها شركة الهند الشرقية البريطانية التي كانت فعليا المسيطرة على تلك المناطق، عندما تجاهلت الشركة التقارير التي تتحدث عن جفاف شديد وقلة الإنتاج الزراعي، واستمرت في زيادة الضرائب على السكان، فلم يعد باستطاعة المزارعين ممارسة عملهم الزراعي، ولم يعد بإمكانهم شراء حاجاتهم كذلك.

وكانت الشركة قد أجبرت المزارعين على زراعة الأفيون ونبات الصبغ النيلي لأنهما أكثر ربحا من الأرز، فكان مخزون الأرز قليلا، مما زاد الوضع سوءا، فكانت النتيجة وفاة 10 ملايين شخص، أي ثلث الشعب.

مجاعة الصين.. عام 1907


جاءت بسبب فيضانات قوية قضت على كل المحاصيل الزراعية في شرقي ووسط الصين، وأدى هذا إلى أعمال شغب ترافقت مع المجاعة، وتم التصدي لها بالقوة، لتخلف الكارثة حوالي 25 مليون قتيل.

وبحلول عام 1959 شهدت الصين فيضانات قوية سرعان ما انقلبت إلى جفاف قاسي في العام التالي، ووقعت مجاعة كمجاعة الاتحاد السوفيتي، تسبب بها حاكم البلاد الشيوعي ماوتسي تونغ ونتج عنها وفاة 43 مليون مواطن صيني جوعا.

مجاعة كوريا الشمالية.. عام 1994


عانت كوريا الشمالية من مجاعة قاسية امتدت حتى عام 1998، تسببت فيها أمطار غزيرة خلفت فيضانات كبيرة في المناطق الزراعية، مدمرةً بذلك حوالي 1.5 مليون طن من الحبوب والمحاصيل.

وبسبب سياسة الانعزال، لم تصل أي مساعدات خارجية إلى الشعب المنكوب، وخلفت هذه المجاعة ما بين 2.5 مليون و3 ملايين قتيل.

مجاعة الصومال.. عام 2011


أما القارة التي عرفت أكبر عدد من المجاعات خلال العقود الماضية فكانت القارة الأفريقية، حيث شهدت نيجيريا، نهاية ستينيات القرن الماضي ومطلع السبعينيات، وإثيوبيا، في الثمانينيات، مجاعات، وسجلت آخر مجاعة كبرى في الصومال، في عام 2011، راح ضحيتها نحو 260 ألف شخص.

مجاعة السودان.. عام 1998


بعد سنوات طويلة من بدء الحرب الأهلية السودانية الثانية تعرضت السودان إلى موجة جفاف قاسية تسببت بإحداث مجاعة في البلاد راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص.

وتفاقمت المجاعة بسبب تأخر وصول موسم الأمطار، وتسببت في وفاة أكثر من 70 ألف شخص ونزوح أكثر من 72 ألفا آخرين من المناطق الريفية.

سوريا.. عام 2014


نشرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية تقريرا عن النهج الذي تتبعه القوات السورية ضد المعارضين وفق إستراتيجية تعرف بـ"اخضعوا أو جوعوا".

وأكدت الصحيفة أن نظام الرئيس بشار الأسد يساوم سكان مدينة معضمية الشام -إحدى ضواحي ريف دمشق التي كانت في ذلك الوقت واقعة تحت سيطرة الثوارـ مقابل إدخال كمية محدودة من الطعام، حيث نددت لجنة أممية في تقرير أصدرته بلجوء النظام السوري إلى حصار المدن والتجويع كسلاح في مواجهة السكان المنتفضين عليه.

وحسب تقرير لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، فإن أكثر من 250 ألف شخص يخضعون للحصار في سوريا ويتعرضون بانتظام للقصف المدفعي والجوي، فيما قدرت الأمم المتحدة في وقت سابق عدد الذين هم بحاجة لمساعدة للبقاء أحياء بنحو 9.3 ملايين شخص، أي 40% من مجموع الشعب السوري.

مجاعة اليمن.. عام 2016


بدأت المجاعة في اليمن بعد عام واحد من بدء التدخل العسكري وفرض حصار جوي وبحري وبري عليها، وكان يموت طفل واحد كل 10 دقائق.

مجاعة جنوب السودان.. عام 2017


وأعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة جديدة في جنوب السودان، في فبراير 2017، هي الأولى منذ 6 سنوات، حيث يعاني منها نحو 100 ألف شخص.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved