الشركات المحلية تتجاهل تراجع أسعار السلع عالميا

آخر تحديث: الثلاثاء 26 يوليه 2022 - 8:53 م بتوقيت القاهرة

محمد فوزي

مسئول بالغرف التجارية: الاحتكار وراء ارتفاع الأسعار محليًا

المنوفى: الشركات ترفع الأسعار فور الزيادة العالمية ولا تخفضها مع التراجعات

بينما شهدت أسعار السلع الأساسية انخفاضات متفاوتة ومتتالية عالميا، لم تشهد السوق المحلية تراجعا فى الأسعار يضاهى هذا التراجع العالمى، فيما يرى عدد من التجار، أن هناك ارتفاعات غير مبررة بالمرة نتيجة بعض الممارسات الاحتكارية، وليس زيادة الأسعار العالمية.
قال حازم المنوفى، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة والعطارة بغرفة إسكندرية التجارية، إن أسعار السلع الأساسية تراجعت فى البورصات العالمية منذ نهاية الشهر الماضى وحتى الآن، ومع ذلك لم تتراجع الأسعار المحلية على الإطلاق.
وأشار المنوفى، إلى هبوط أسعار الزيوت العالمية بكل أنواعها مثل عباد الشمس والنخيل وزيوت الصويا، كما تراجعت أسعار القمح عالميا خلال الشهر الحالى إلى مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، ومع ذلك لم نشهد انخفاضا فى الأسعار المحلية للمستهلك النهائى حتى الآن.
وتساءل المنوفى: لماذا تم رفع الأسعار محليا، فور زيادة الأسعار العالمية عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وعندما تراجعت منذ نهاية شهر يونيو الماضى لم تنخفض الأسعار حتى الآن.
وبالرغم من توقعات غرفة الصناعات الغذائية بتراجع عالمى آخر فى سلع مثل القمح وزيت النخيل والذراء الصفراء، قال حازم المنوفى: «المفروض نرى تراجعا فى الأسعار المحلية يوازى الانخفاضات التى حدثت عالميا»، مقدرا الانخفاض العالمى فى أسعار الزيوت بانخفاض محلى يقدر مثلا بـ 10 جنيهات فى سعر زجاجة زيت العباد والنخيل، بالإضافة إلى تراجع المخبوزات والبسكويتات بأكثر من 20% على الأقل.
وطالب المنوفى، بتشديد دور الجهات الرقابية لحساب التكلفة على المنتجين وفقا للأسعار العالمية الجديدة، وتحديد هامش ربح مناسب، لتخفيف الضغط على المستهلك النهائى فى ظل الظروف الاقتصادية السيئة التى يمر بها العالم كله.
وكانت غرفة الصناعات الغذائية، التابعة لاتحاد الصناعات المصرية توقعت انخفاض الأسعار العالمية لـ٥ سلع استراتيجية خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر المقبلين، وهى السكر الأبيض والقمح وزيت النخيل والبن والكاكاو.
وتوقع التقرير الشهرى عن الأسعار العالمية لبعض السلع الاستراتيجية الصادر من منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، تراجع أسعار القمح عالميا بنسبة كبيرة تصل إلى 33%، فى شهر سبتمبر المقبل لتصل إلى 303 دولارات للطن الواحد، مقارنة بـ382 دولارا للطن فى يونيو الماضى، و404 دولارات فى أبريل السابق له، بالإضافة إلى هبوط أسعار زيت النخيل عالميا فى شهر أكتوبر المقبل بنحو 376 دولارا للطن ليصل إلى 887 دولارا مقابل 1263 دولارا فى مايو السابق له.
و قال عاصم عمر، مدير أسواق السلع الزراعية بإحدى شركات استيراد المحاصيل الزراعية، إنه من خلال متابعة أسعار السلع الزراعية فى البورصات العالمية، هناك انخفاضات كبيرة فى الأسعار بالأسواق العالمية، حيث تراجع سعر زيت الصويا بنسبة تقدر بنحو 23% خلال شهر يوليو الحالى مقارنة بشهر مارس الماضى بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فى 24 فبراير 2022.
وحسب عاصم، انخفض سعر القمح لأقل من 300 دولار للطن عائدا لمستوياته قبل الحرب الروسية الأوكرانية، كما انخفضت أسعار الذرة بنسبة 22% خلال الشهر الحالى مقارنة بأعلى مستوى لها فى شهر مارس، وهبط زيت الأولين المستخدم فى صناعة زيت الخليط «زيت القلية» بنسبة 46% ليسجل سعر الطن 975 دولارا مقارنة بـ 1794 دولارا فى شهر مارس الماضى.
وأرجع عاصم، تلك الانخفاضات لبدء موسم حصاد محاصيل تلك السلع فى العديد من الدول الأوروبية واللاتينية، بالإضافة إلى ضعف السيولة داخل الأسواق نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة حول العالم وزيادة مؤشر الدولار أمام العملات الأخرى، مشيرا إلى أن تلك التراجعات فى الأسعار تدل على بوادر للركود داخل الأسواق العالمية، ما قد يؤدى إلى انخفاضات أخرى خلال الأشهر القادمة.
وقال مصدر مسئول بالغرف التجارية، رفض نشر اسمه، إن هناك ممارسات احتكارية هى السبب فى ارتفاع الأسعار وليس الارتفاعات العالمية، التى حدثت بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وتساءل المصدر، لماذا ارتفعت أسعار الأرز وهو منتج محلى بالكامل ولا علاقة له بالأسعار العالمية، موضحا أن الأرز المتواجد فى الأسواق حاليا الذى يتجاوز سعره الـ 15 جنيها للكيلو المعبأ، هو نفسه الذى كان يتراوح بين 5 و8 جنيهات للكيلو فى عام 2021، أى أنه نفس المحصول الذى تم حصده فى أغسطس 2021 وتم شراؤه من الفلاحين بأسعار زهيدة، وتم تخزينه بطريقة معينة ليتم التحكم بالأسعار حتى موسم الحصاد القادم فى أغسطس.
وأضاف المصدر، أن أسعار الزيوت صعدت محليا فور ارتفاع أسعار الخامات فى البورصات العالمية، مشيرا إلى أن زجاجة الزيت التى كانت تسجل 28 جنيها قبل الحرب ارتفعت فى أقل من شهرين إلى 39 و40 جنيها، فى حين أن المصانع والشركات كان لديها مخزون يكفى لعدة أشهر قادمة، وفى ظل انخفاض أسعار الزيوت بنسبة كبيرة منذ نهاية الشهر الماضى، لم نشهد جنيها واحدا تراجعا حتى الآن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved