نائبة رئيس معرض فرانكفورت للكتاب: الذكاء الاصطناعي التحدي الأكبر حاليا لصناعة النشر.. وآثاره قيد الدراسة
آخر تحديث: السبت 26 أكتوبر 2024 - 12:18 م بتوقيت القاهرة
منى غنيم
• الأدب جسر للتواصل بين الثقافات.. والمعرض منظومة مكتملة لخلق مساحات الحوار
• قضايا حقوق الملكية وحقوق الطباعة والنشر أصبحت ذات أهمية أكثر من أى وقت مضى.. ويجب وضع لوائح تقلل من آثار الذكاء الاصطناعى الضارة المحتملة على قطاع النشر
شهدت مدينة فرانكفورت الألمانية فعاليات معرض فرانكفورت الدولى للكتاب لهذا العام وذلك فى الفترة ما بين السادس عشر وحتى العشرين من شهر أكتوبر الجارى.
ووفقًا لما ذكره المنظمون، حضر المعرض، الذى يعد الأكبر فى العالم لعرض الكتب، نحو 230 ألف زائر حتى اليوم مقارنة بـ 215 ألف زائر فى العام السابق. وخلال الأيام المخصصة للزوار المتخصصين فى الفترة بين يومى الأربعاء والجمعة قبل الماضيين، حضر 115 ألف شخص، مقابل 105 آلاف شخص فى العام السابق.
وجاء الزوار هذا العام من 153 دولة. وقال مدير المعرض، يورجن بوس: «العالمية هى علامتنا التجارية».
وفى نهاية فعاليات المعرض، قامت الدولة ضيف شرف هذا العام، وهى إيطاليا، بتسليم دور ضيف الشرف إلى ضيف شرف نسخة عام 2025، وهى الفلبين. وتعتزم هذه الدولة الجزرية عرض أدبها تحت شعار «الخيال يملأ الهواء».
وأعرب مدير المعرض بوس عن تطلعه إلى «التأثيرات المتنوعة لـ 183 لغة التى يجرى التحدث بها فى 7641 جزيرة من جزر الفلبين».
وفى مقابلة حصرية أجرتها وكالة أنباء «شينخوا» الصينية مع نائبة رئيس معرض فرانكفورت للكتاب، كلوديا كايزر، قالت إن العالم يحتاج إلى المزيد من التبادلات الثقافية ويمكن للأدب أن يعمل كجسر ممتاز لهذا الغرض.
وتساءلت «كايزر» مشيرة إلى أهمية بناء جسور التواصل بين الثقافات: «ما مصير المجتمعات إن لم نتمكن من فهم بعضنا البعض؟
كما شددت على أنه من الأهمية بمكان تعزيز التفاهم المتبادل، وعلى حقيقة أن للأدب دورًا حيويًا فى مساعدتنا على فهم الثقافات والأنظمة الاجتماعية المختلفة.
وأشارت إلى أن تعزيز التبادلات هو أحد الأهداف الرئيسية لمعرض فرانكفورت للكتاب الذى اختتم فعالياته لهذا العام فى العشرين من شهر أكتوبر الجارى.
وقالت: «إنه ليس مجرد معرض سنوى للكتاب، بل منظومة كاملة تخلق مساحات للحوار والتبادل، ونحن نهدف إلى جمع الجميع على تلك الطاولة»، وتابعت: «نحن مهتمون للغاية بتبادل الخبرات والتجارب وليس الطرق ذات الاتجاه الواحد».
وفى إطار النظر إلى المستقبل، أعربت «كايزر» عن تفاؤلها بمزيد من التعاون بين الثقافات، وقالت: «إذا تمكنا من دمج المزيد من الناشرين والمتحدثين من مختلف الثقافات فى برامجنا، وإذا ضم الناشرون من الدول المتفرقة المزيد من المتحدثين الأجانب فى مبادراتهم، فأعتقد أن هذا من شأنه أن يعزز التبادل بشكل أكبر».
وخلال المقابلة، شاركت «كايزر»، الخبيرة المخضرمة فى صناعة النشر، وجهات نظرها بشأن التحديات التى تواجه عالم النشر حاليًا.
وقالت: «التحدى الأكبر الذى يلوح فى الأفق أمامنا جميعًا هو الذكاء الاصطناعى»، مشيرة إلى آثاره التى لا تزال فى طور الدراسة على الصناعة والقوى العاملة والشركات، وخاصة بالنسبة للمترجمين.
وتوقعت أن القراء قد يطلبون قريبًا الوصول الفورى إلى الترجمات، وقالت فى هذا الصدد: «أعتقد أن القراء الآن يتوقعون ترجمة الكتب إلى 30 لغة فى وقت واحد حتى يتمكنوا من الضغط على زر والحصول عليها بلغتهم الخاصة، لا سيما مع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعى عبر العالم«، وأضافت: «لا يمكننا التنبؤ بالضبط بموعد حدوث ذلك ولكننى أعتقد أنه احتمال قائم بشكل كبير».
وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعى يوفر سبل الراحة، حذرت «كايزر» من آثاره الجانبية المحتملة، وخاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق النشر.
وقالت: «مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، نسمع باستمرار مناقشات حول حقوق الطبع والنشر، وقضايا مثل حقوق الملكية وحقوق الطباعة والنشر أصبحت ذات أهمية أكثر من أى وقت مضى».
وأضافت: «بات من الضرورى وضع لوائح تعزز النمو جنبًا إلى جنب مع تلك التكنولوجيا الضخمة من أجل تقليل الضرر المحتمل قطاع النشر قدر الإمكان»، وتابعت: «هناك تغييرات ضخمة قادمة، لكن لا أحد يعرف حقًا مدى تأثيرها على صناعة النشر».
وعلى هامش الفعاليات، اختتمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بنجاح مشاركتها هذ العام فى معرض فرانكفورت للكتاب 2024، وعرضت المؤسسة أحدث مشاريعها المعرفية والعلمية والأدبية خلال مشاركتها، وعلاوة على ذلك، استضافت المؤسسة العديد من الحلقات النقاشية وورش العمل مع التأكيد على جهودها ورسالتها لضمان نشر المعرفة بين المجتمعات.
كما تفاعلت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مع دور النشر الرائدة إقليميًا وعالميًا خلال فعاليات المعرض هذا العام؛ والتقى الرئيس التنفيذى لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، سعادة جمال بن حويرب، مع رئيس اتحاد الناشرين العرب؛ الدكتور محمد رشاد، ورئيس اتحاد الناشرين وبائعى الكتب اليونانيين (ENELVI)، نوبى تشاتزيجورجيو، ومدير معرض لندن للكتاب، آدم ريدجواى، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية فى اتحاد الناشرين الأتراك، محمد أغراكشة، بالإضافة إلى وفد من أكبر دور النشر الصينية، نقلًا عن منصة زاوية الإخبارية.