مخرجة «أوفسايد الخرطوم»: السودان بلد معقد للغاية.. ولم أقصد عرض الحياة الفقيرة لفتيات كرة القدم
آخر تحديث: الثلاثاء 26 نوفمبر 2019 - 6:49 م بتوقيت القاهرة
منة عصام
شرحت المخرجة المصرية مروى زين، مدى الصعوبات التي واجهتها ليخرج فيلم "أوفسايد الخرطوم" إلى النور، قائلة: "مع الأسف السودان بلد معقد للغاية، وليس لديهم توجه ناحية الثقافة، ولديهم خصوصية شديدة تجاه لعب المرأة أو وجود الكاميرات، ولذلك عندما بدأت في التصوير هناك تم إلقاء القبض عليّ أنا ومدير الإنتاج عبد الله عثمان، وكان مجرد تصوير الفتيات وهن يلعب كرة القدم أمر مستحيل ولكني تغلبت عليه كليًا".
الفيلم يروي وثائقيًا جهود عدد من الفتيات السودانيات كي يؤسسن أول فريق كرة قدم نسوية بل ومحاولتهن أن يكن منتخبًا وطنيًا، وهو أمر يواجه برفض شديد من جانب المجتمع على المستويات الدينية والسياسية والثقافية وحتى العادات والتقاليد.
وقالت المخرجة مروى زين، في ندوة أعقبت عرض الفيلم "فكرة الفيلم بدأت بمكالمة تليفون من صديقة في السودان أسست مع رفيقاتها منظمة اسمها رؤية ورغبوا في عمل فيلم مدته 5 دقائق عن كرة القدم النسوية، ووجهوا لي الدعوة للسفر إلى السودان لمدة أسبوع، وبالفعل سافرت ولكن الأمر جذبني للغاية وقررت تقديم هذا الفيلم الذي استغرق تقريبًا 4 سنوات ونصف".
وأضافت: "الصعوبات لم تكن على مستوى التصوير فحسب، ولكن على مستوى الدعم أيضًا، فمع الأسف في السودان لا توجد أي جهات ثقافية أو تدعم الثقافة أصلًا، ولذلك حاولت إيجاد عائلة دولية لمساندتي وبالفعل توجهت لمهرجان الأفلام الوثائقية في أمستردام الذي حاولوا دعمي بشكل أو بآخر، فضلًا عن جهات أخرى دعمتني ولكن بميزانيات منخفضة للغاية، ولكن قررت في النهاية أن أنتج النسبة الغالبة على نفقتي الشخصية لأني أردت الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لي".
وعللت سبب عدم استعانتها بمدير تصوير، بقولها "الفيلم خاص جدًا، وكان يستلزم مني العيش مع هؤلاء الفتيات في بيئاتهن الطبيعية، ولذلك قررت تصوير الفيلم وإخراجه بنفسي بدون مدير تصوير".
وعبرت عن امتنانها لعرض الفيلم في مهرجان القاهرة ليكون العرض العالمي الأول له وتحمس إدارته لقضايا مماثلة ومهمة.
وظهرت أثناء عرض الفيلم حياة هؤلاء الفتيات اللاتي يطمحن لتكوين فريق كرة قدم نسوية، مشاهد فقيرة وبسيطة للغاية عن حياة الناس على أطراف العاصمة الخرطوم، ودافعت المخرجة مروى زين عن هذا العرض وأكدت أنها لم تقصده أبدًا بقولها "السودان بلد مختلف كليًا عن مصر، فهي بلد معقد وكانت من أكبر الدول الإفريقية قبل الانفصال وأكثر غنى وثروات طبيعية لا حصر لها، وللعلم فإن السودان يشهد غلبة الطبائع والصراعات القبلية، وهذه الصراعات جعلت بعض القبائل أغنى من نظيراتها، وأنا بشكل غير مقصود وجدت نفسي منجذبة للفتيات القادمات من أماكن نزاع مثل دارفور والنوبة وواحدة منهن تعتبر مقسمة بين الشمال والجنوب، وهؤلاء الفتيات اضطررن بسبب ظروفهن أن يعشن على أطراف الخرطوم ومن هنا جاء اسم الفيلم أوفسايد".
وأضافت: "رغم بيئاتهن الفقيرة وظروفهن الصعبة إلا أن لديهن أمل ورغبة في الحياة وتحقيق حلمهن، فالهامش دوماً أقل حظاً من الوسط سواء في الخدمات أو الرعاية أو مستوى المعيشة، ولم أقصد إطلاقًا عرض الفقر أو الحياة البسيطة التي ظهرت ولكني أردت إيضاح مدى التناقض بين المستوى المنخفض للمعيشة والسقف العالي للطموح وتكسير كل العقبات والأعراف الخاطئة، فهن في الحقيقة مقاتلات".
وأكدت في حديثها أن الفتيات بالفعل الآن أصبحن يلعبن بشكل رسمي في السودان ولكن لم يكونوا منتخبًا وطنيًا بعد.
وعبرت عن امتنانها للنجاح الذي حققته السينما السودانية مؤخرًا خصوصًا فيلمي "ستموت في العشرين" و"الحديث عن الأشجار".