أسئلة وجودية (5).. ما الدليل العلمي على وجود الله؟
آخر تحديث: الإثنين 27 مارس 2023 - 7:25 م بتوقيت القاهرة
بسنت الشرقاوي
يسأل البعض أسئلة وجودية، قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق، وأسرار الكون، والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا.
وتستعرض"الشروق"، لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، بالاستعانة بالأزهر الشريف.
ونقدم لكم في الحلقة الخامسة من سلسلة "أسئلة وجودية" الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية، وهو "ما الدليل العلمي على وجود الله؟".
• ما الدليل العلمي على وجود الله؟
نظرا للتقدم والتعليم المتطور، أصبح البشر يربطون وجود كل شيء بأسباب علمية مادية، ومن ثم يتساءل بعضهم عن الدليل العلمي لوجود الله" تعالى"، الذي لم يره بشر على الأرض.
1. (تعقل وفلسفة).. الخلق يشهد بوجود الله
قدمت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أدلة علمية على وجود الله "تعالى"، قائلة إنه مما اتفق عليه العقلاء كبديهيات، هو أن الأثر يدل على وجود المؤثر، وأن وراء كل حادث عللًا وأسبابًا ظاهرةً أو خفية، وهو شيء فطري استنتجه الإنسان بالعقل.
وأما من الناحية الفلسفية عن وجودية الله، أوضحت الإفتاء، أن أرسطو كبير فلاسفة اليونان أقر بوجود إله، عندما قال: "يوجد حتمًا ذاتٌ أزليةٌ قادرةٌ على إحداث التغييرات، إنه لا شيء يتحرك مصادفة، بل لابد من وجود سبب معين لحركته، إن الخشبة الغُفْل التي لم تدخلها صنعة لا تتحرك بنفسها، ولكن بصنعة النجار".
وكذلك حكيم الفلسفة اليوناني سقراط الذي قال: "من أين نشأ هذا النظام الكامل في تفرعاته، المحفوف بالعظمة والجلال؟ ليس من الممكن أن يحمل ذلك على المصادفة، فلو أمكننا أن نقول إنه نشأ من تلقاء نفسه".
2. (حقائق علمية).. ذكرها القرآن قبل اكتشافها بقرون دللت على وجود الله
تضمن القرآن الكريم، وهو في العقيدة الإسلامية كتاب رب العالمين إلى الناس أجمعين، آياتٍ تدعو الناسَ إلى النظر في الكون وعجائبه، والتفكر والتأمل فيه.
وكشف القرآن الكريم، عن أمور وحقائق كونية كانت بالنسبة للناس في زمن نزوله غيبٌ لم تصل البشرية إلى إدراكه ا. اكتشافه على النحو الذي يحدث حاليا، بفعل آلاتٍ رصدت أفلاكَ الفضاء والذرة.
وتحدث القرآن الكريم، عن اكتشافات فلكية توصل لها العلماء بعد نزول القرآن بقرون، فمثلا أقسم الله تعالى بموقع النجوم، ولم يقسم بالنجوم، في الآية الكريمة في سورة الواقعة التي تقول: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾، ليتكشف العلماء أن للنجم انعكاس وأنه قد يظهر النجم ويراه الناس واضحا بشدة ويكون ذلك انعكاس ضوءه وليس مكانه الحقيقي!.
وتحدث القرآن الكريم، عن السماوات والأرض والليل والنهار والرياح والسحاب، وعن تكون الأمطار وأطوار تكون الجنين، وغير ذلك مما هو خاف ومستتر، قبل اكتشافات العلم.
3. (المنهج العلمي الحديث).. يبطل نظرية المادية
أشارت الإفتاء، إلى أنه إذا كان الماديون ينكرون وجود الإله تحت دعوى أنه شيء وهمي لا يدخل تحت الحس والتجربة، فإن نظريات العلم الحديثة نفسها التي تلاحقت في القرنين الأخيرين جعلت العقل الحديث، لا يحصر دائرة العلم في الوقائع المادية الملموسة، وإنما تطور هذا المفهوم ليعتبر أن أي منطق حتى ولو كان غير ماديا ويستند إلى تجارب ومشاهدات غير مباشرة يمكنها أن تصبح حقيقةً علميةً بنفس درجة الحقائق العلمية المادية.
والدليل على أن العلم كسر فكرة المادية في اثبات كل شيء، هو ايمان العلماء ب (الإليكترون) كحقيقة علمية في الوقت الذي لم يتمكن أحد فيه من رؤيته بالعين المجردة ولا بالآلات التي عرفها العصر، (الإلكتروني هو جسيم كهربي مكون للذرة).
ودليل آخر على أبطال نظرية المادية، وهو عندما قبل الماديون فكرة تطور الكائنات لدارون، واعتبروها نظرية علمية تفسر كثيرًا من الغموض الذي يحيط بالكون، رغم أنه لا توجد للنظرية أي واقع محسوس تعتمد عليه، وإنما هي مجرد شواهد غير مباشرة واستدلالات وقرائن منطقية.
وهنا نصل لسؤالين هامين يدللان على وجود الله، الأول هو إذا كان العلم التجريبي نفسه الذي ينصب على الدلائل المادية المحسوسة يؤسس لنظريات غير مادية فلم لا يعتمد العقل على الدلائل غير المادية في التسليم بوجود الله تعالى؟!، والثاني هو إذا كان العلم نفسه يُخضع كل ظاهرة للتفسير، فلم يقف عند الظاهرة الكبرى، وهي العالم، ويرجع حدوثه وتكوينه للصدفة؟!.
إلى اللقاء في الحلقة السادسة..
أقرأ ايضا: