هل يؤثر تمرير أمريكا لقرار وقف إطلاق النار في غزة على علاقتها مع الاحتلال؟

آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024 - 10:30 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بالرفض "فيتو" ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أفسح المجال لتمريره، الاثنين الماضي، بموافقة أغلب الأعضاء عليه، وبترحيب من مصر.

ويبقى قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في انتظار التطبيق لوقف شلال الدم المستمر بقطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.

ونصت أهم بنود مشروع القرار على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي لوقف دائم ومستدام، وبالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع بأكمله، ورفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديمها.

- مشروع أمريكي فاشل لوقف إطلاق النار

كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تقدمت قبل أيام بمشروع قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار بغزة، لكنه قوبل بالرفض من الصين وروسيا اللتان قالتا إن مصطلحات القرار غير واضحة وتعطي إسرائيل مهلة لارتكاب المزيد من المجازر بحق أهالي القطاع، فيما وافقتهما الخارجية المصرية نفس الرأي.

ونص مشروع القرار الأمريكي على تعبير "العمل على" وقف إطلاق النار ما يعني استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع رغم الموافقة على القرار من مجلس الأمن.

- هل يؤثر تمرير أمريكا لقرار وقف إطلاق النار بغزة على علاقتها مع إسرائيل؟

قالت حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث، إنه دائما ما كانت تخرج نسخ مختلفة سابقا لقرارات مجلس الأمن برؤى أمريكية وإسرائيلية، ولكن هذا القرار يختلف عما قبله، لأنه يمثل نقلة نوعية في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

وأوضحت أبو سكين في تصرحيات خاصة لـ"الشروق"، أن عدم عرقلة الولايات المتحدة قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار المؤقت بغزة يعتبر نقلة نوعية ولكن "عابرة" في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

وأكدت أن هذه التوترات بين إسرائيل وأمريكا تبقى زوبعة في فنجان، لأن إسرائيل تعتبر الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بناءً على إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الذي وقعه ترامب في عام 2022، والذي أشار إلى التحالف الاستراتيجي وضمانات استمرار التسليح والتفوق، بالإضافة لوجود اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

وأردفت سكين أن أمريكا كانت دائما ما تحاول عرقلة أي قرارات لمجلس الأمن لا تفيد بأن حماس حركة إرهابية، وهو ما يختلف عنه القرار الصادر الذي طالب بوقف إطلاق النار بدون شروط مع إطلاق الرهائن من الطرفين.

وتابعت أن التدخل الأمريكي لتمرير مشروع وقف إطلاق النار، والذي جاء في شكل عدم استخدامها "الفيتو"، كان حتميا بعد عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار، بسبب نوعية وعدد الأسرى الفلسطينيين التي تطالب حماس بالإفراج عنهم، لافتة إلى أن إسرائيل لديها فزاعة من الإفراج عن الأسرى بسبب القيادي السياسي بحماس "يحيى السنوار" الذي أفرجت عنه وأصبح يقالتها في الوقت الحالي، بالإضافة لتخوف حماس من إطلاق جميع الرهائن خشية قضاء إسرائيل عليها وعدم تطبيقها وقف إطلاق النار.

- كيف نقرأ الموقف الأمريكي بتمرير قرار وقف إطلاق النار؟

من ناحيتها ترى أبو سكين أنه يمكن تفسير الموقف الأمريكي بتمرير قرار وقف إطلاق، بأن الولايات المتحدة بدأت تدرك أنها دفعت ثمنا باهظا نتيجة انحيازها المطلق لصالح إسرائيل، كما أنها تريد الحفاظ على ما تبقى من صورتها حول العالم، وسط اتهامها بدعم الإبادة الإسرائيلية ضد المدنيين.

وبالنظر للداخل الأمريكي، أشارت سكين إلى أن جو بايدن يرغب في الفوز بالانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، لذلك سعى لكبح تعنت نتنياهو في استمرار الحرب.

وتابعت أبو سكين أن أمريكا تخوض مرحلة جديدة من التوتر مع إسرائيل بسبب تمريرها القرار، مشيرة إلى أن أقرب ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة على القرار كانت إلغاء نتنياهو زيارة الوفد الإسرائيلي رفيع المستوى الذي كان من المقرر سفره لأمريكا.

وأكدت أبو سكين أن التحولات بين أمريكا وإسرائيل ليست تحول مطلق، ولكن سيحدث تقارب مستقبلي نظرا للمصالح الاستراتيجية بينهما، وملف الاستيطان.

واستكملت أبو سكين أن انسياق نتنياهو لشركائه المتطرفين في الائتلاف الحكومي أدى إلى زيادة التوتر في علاقته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤكدة الرهان على استقرار العلاقات يتمثل في مدى التزام إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار، وكيفية الإفراج عن الأسرى من الجانبين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved