التداوى بالغذاء.. رمضان جانا

آخر تحديث: السبت 27 مايو 2017 - 11:16 ص بتوقيت القاهرة

ليست تلك دعوة للتغاضى عن أطايب الطعام فى رمضان إنما هى قائمة لمجموعة من ألوان الطعام التى يشهد العلم لها بحسن السير والسلوك.
هى ألوان من الطعام إلى جانب الماء تضيف إلى جزاء أداء الفريضة فيئًا من صحة النفس والجسد.. فلنراجعها معا.

تبدأ أيام الشهر الفضيل.. نستعد جميعا لاستقبال المشقة بصدر رحب، فمن منا لا تهدأ نفسه وتهفو إلى رضا الله سبحانه وأداء عباداته، وأهمها الصوم، الذى خصه ــ جل جلاله ــ بمنزلة خاصة بين العبادات يجزى بها فضلا من عنده.
الصدوم هدنة للجسد من انتهاكات عديدة يتعرض لها عند من يتبعون سياسات غذائية خاطئة ينتقون من الطعام فيها ما قد يحقق متعة مؤقتة ويترك هلاكا يسرى وتداعيات تنذر بالخطر.
الصوم مع مراعاة قواعده الصحية والغذائية لا يقف عند حدود المتعة الروحية فقط إنما يتعداها أيضا إلى كونه يحفز أجهزة الجسم المختلفة على أداء مهامها فى إيقاع أعلى ويساعد على التخلص من السموم المتراكمة فى الجسم والتى تمنح الأمراض بيئة ملائمة تماما للانتعاش فترى العديد منها خاصة التهابات المفاصل وأمراض الحساسية وأمراض الجهاز الهضمى بل وارتفاع ضغط الدم وأمراض نقص المناعة، إلى جانب ما تسميه بظاهرة الإجهاد المستمر وهى الظاهرة التى تجمع العديد من عوارض التعب لأقل مجهود بصورة مزمنة والخمول واعتلال المزاج والصداع المستمر بلا سبب واضح بما يقلل من إقبال الإنسان على الحياة ويمنعه من ممارسة نشاطاته التى تعودها.
تخليص الجسم من السموم بصورة مستمرة يخفف العبء على أعضاء الجسم المختلفة ويمنح الإنسان فرصة العمل بهمة وحيوية قد يفتقدها إذا ما تراكمت تلك السموم كالصدأ على جدران شريايينه وفى أنسجته.
كثيرا ما تطالعنا الإعلانات عن مركبات تخلص الجسم من السموم أو تغسل الشرايين أو تنقى الدم. الواقع أنها كلها مركبات وإن كانت تحت مسميات براقة إلا أنها تقف عند حدود النوايا الحسنة إذا لم تنفع فإنها لن تضر. المفيد حقا هو الطرق الطبيعية التى تدعم عمل الكلى والكبد والقولون ولا يؤدى إلى استنفاد قواهم باختيار أنواع الطعام المختلفة التى تحمل الفائدة وتتفادى الضرر ومنها:

< الحبوب الكاملة: إذ تحتوى على مكونات مقاومة الجسم فى التخلص من فضلات التفاعلات الحيوية التى يجريها الجسم باستمرار لإنتاج الطاقة التى يستخدمها فى كل نشاطاته. أيضا لأهميتها فى تنظيم مستوى السكر فى الدم وتخصيص معدلات الكولستيرول العالية. كما أنها غنية بالألياف التى يقتصر وجودها على النباتات فقط ويرتبط اسمها بمقاومة السرطان خاصة سرطانات القولون والمستقيم وتأثيرها الخافض لمعدل الكولستيرول. المقصود بالحبوب الكاملة التى تحتوى على كامل أجزاء الحبة بما فيها القشور الغنية بالمعادن والفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة المختلفة ومنها القمح والشوفان والأرز الأسمر البرى أو منتجاتها.
النخالة أو الردة: متعددة الفوائد مرتفعة المحتوى من الألياف تساعد على تنظيف القولون من المواد التى قد تسبب السرطان وتمتص الدهون التى يدفعها القولون للخروج بها فى عملية الإخراج.
جنين القمح: محتواه العالى من مضادات الأكسدة يضعة على قائمة الأطعمة المهمة التى تحتاجها الخلايا لتجديد شبابها وعرقلة زحف الشيخوخة إلى جانب غناه بالأحماض الأمينية اللازمة لعمل المخ وسلامة الأعصاب فائدة الحبوب الكاملة والردة وجنين القمح لا تتحقق إلا بالحفاظ عليها أو تخزينها فى أماكن جيدة التهوية منخفضة الحرارة إذ إن الاحتفاظ بها لمدة طويلة فى أماكن رطبة أو سيئة التهوية يجعلها عرضة للإصابة بالفطريات السامة التى تشكل خطورة لمن يتناولها.

< المكسرات: اللوز والجوز والفستق وحتى بذور القرع العسلى رغم محتواها العالى من الدهون إلا أن إضافتها لنظام غذائى متوازن صمم خصيصا لتفادى ارتفاع نسبة الكولستيرول تفيد كثيرا فى نجاحه.
الفستق على سبيل المثال يعد ذا قيمة غذائية مرتفعة نظرا لما يحتويه من عناصر مهمة مضادة للأكسدة وخلوه من الكولستيرول إلى جانب أن ما يحتويه من دهون تعد دهونات ذات فائدة جمة. مادة الفيتوستيرول أيضا والتى توجد بسخاء فى الفستق لها علاقة لعمل المخ إلى جانب غناه بالألياف. مما يعلى بفائدته انخفاض مؤشر السكر فيه مما يجعله نافعا لمريض السكر أو من يبحث عن المتعة بأقل تكلفة من السعرات الحرارية.
أما الجوز فغناه بالمواد الدهنية يحمى القلب من مخاطر ترسب الكولستيرول الردىء على جدران الشرايين إذ إن أغلب دهونه أحماض دهنية وحيدة الإشباع التى تلعب دورا مهما فى الهبوط بمعدلات الكولستيرول الردىء كما أن احتواءه على الحامض الأمينى الأرجنين الذى يتحول لمادة أخرى لها أثر مماثل للنيتروجلسرين العامل الأشهر على توسيع الشرايين قد يقى الإنسان من جلطة قلبية محتملة.
الجوز أيضا غنى بفيتامين E ذو الأثر الذى يمثل الاسبرين فى التأثير على سيولة الدم إلى جانب غناه أيضا بمعدنى النحاس والماغنسيوم وكلاهما نافع لعمل القلب وكفاءته.

< اللبن الزبادى: يصنع من اللبن بعد إضافة الخميرة. من المعروف أن هناك أنواعا عديدة من الجراثيم الضارة والنافعة تعيش باستمرار فى أمعاء الإنسان المفيدة منها وبعضها مصدرا لفيتامينات مهمة تتغلب دائما على الضارة فى ميزان إذا اختل سبب المرض.
تناول اللبن الزبادى خاصة المدعم بجرعات إضافية من اللاكتوماسيلاس (البكتريا النافعة) يساهم بقوة فى تطهير الأمعاء ومقاومة التخمرات الضارة وتكوين الغازات وعلاج الإسهال.
كما أنه يدعم جهاز المناعة إذ ثبت علاقته بارتفاع مادة الإنتروفيرون التى تعلى من قدرة كرات الدم البيضاء على مقاومة الجراثيم الوافدة إلى الدم.
ومازالت الظواهر تربط تناول اللبن الزبادى بانتظام وظاهرة المعمرين خاصة فى الأقاليم الباردة كسيبيريا وسكان القطب الشمالى. وقد نال العالم الروسى إيليا ميتشينكوف عام ١٩٠٨ جائزة نوبل لأبحاثه التى تربط بين اللاكتوماسيلاس أو الميكروبات العضوية (التى تشبه العصى فى شكلها تحت الميكرسكوب) وسلامة الصحة وطول العمر.

< الفواكه والخضراوات: الفاكهة خاصة الحمضية منها مثل البرتقال واليوسفى والجريب فروت إلى جانب المشمس والخوخ والتفاح خاصة لها فاعلية قوية فى تنظيف وصيانة الجهاز الهضمى إلى جانب غناها بالألياف والمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
الخضراوات خاصة الكرنب والقرنبيط والبروكلى غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات ولها دورها الثابت حاليا فى مكافحة السرطان خاصة سرطانات القولون والجهاز الهضمى.
تتميز الخضراوات عامة بقلة محتواها فى الدهون رغم ارتفاع قيمتها الغذائية وانخفاض مستوى سعرات الحرارة فيها. فهى غذاء مثالى يجب أن ينال الإنسان منه قدرا يوميا كافيا. احتواؤها على الفيتامينات والمعادن والألياف بنوعيها وغياب الكولستيرول عنها يجعلها غذاء آمنا للسليم ومريض القلب والسكر معا.
كلما تنوعت ألوان الخضر كلما تميزت وعلا قدرها فاللون الأحمر الثانى فى الطماطم صغيرة الححم (الشيرى) يعلن عن مجموعة من مضادات الأكسدة عالية القيمة التى تقف لشيخوخة الخلايا بقوة محارب عنيد.

< الأسماك: تعد مصدرا مهما للبروتين إلى جانب احتوائها على فيتامين د ومعادن مهمة أولها السيلينوم. لكن المحتوى العالى من الدهون الجيدة والمسماة بالأوميجا 3 (Omega3) تعلب دورا مهما فى الوقاية من أمراض شرايين القلب التاجية. الحرص على سلامة الإنسان قد يستدعى بعض المحاذير التى يمكن أن تجعل الأسماك من طعام عالى القيمة إلى طعام من الخطورة تناوله التلوث البيئى قد يهدد سلامة الأسماك خاصة التى تربى فى المزارع إذا ما امتصت الأسماك بعضا من مركبات الزئبق أو الديوكسين أو البيفتولات الكلورية المتعددة. كلها مركبات سامة خاصة إذا ما طالت امرأة حامل فإن جنينها يتعرض لأخطار قد تؤدى لإصابة مخه بأضرار ينجم عنها إعاقة. لكن الواقع أن الأميجا ٣ لازمة لنمو مخ هذا الجنين وسلامة أدائه فيما بعد.
تناول أنواع مختلفة من الأسماك قد يجلب الفائدة ويتلاشى تلوث البعض منها لكن ذلك يتم فى حدود التلوث المحدود وليس الخطير منه.
وقد ربطت دراسة أمريكية حديثة بين تناول سمك التونة بانتظام وبين علاج حالات اعتلال المرح أو الاكتئاب. ومن الجدير بالذكر أن سمك التونة من أقل الأسماك تأثرا بالملوثات الكيميائية.

< الزيوت البناتية: منها يحصل الجسم على احتياجه من مركبات الأوميجا ٣، ٦، ٩ التى تدعم عمل الخلايا. زيوت الزيتون والذرة وعباد الشمس والكانولا كلها مصادر جيدة للدهون عالية القيمة خاصة إذا ما تم استخدامها بطريقة تضمن سلامتها. زيت الزيتون يؤتى كل فائدته إذا ما تم عصره على البارد وقلت نسبة الحموضة فيه عن.٨٪ وتم استخدامه فى تحضير أنواع السلطات المختلفة أو إضافته دون تعريضه للنار لأى مكونات الطعام أو تناوله مخلوطا بقليل من الخل البلزمى والزعتر. أما إذا كان من الضرورى استخدامه على النار فأقله يكفى دون تعريضه لفترة طويلة لنار عالية. زيت الذرة يصلح لقلى الأطعمة أيضا عباد الشمس إذ أنه يحتمل درجات الحرارة العالية لفترة طويلة نسبيا وإلا تحول لمركب مختلف.

< عصير الخضراوات: من العادات الغذائية المهمة الصيام ليوم واحد فى الأسبوع لا يتناول من الإنسان إلا قدر استطاعته من الماء وعصير باقة من الخضراوات كيفما يتراءى له تضم الجزر والبقدونس والكرفس والفاصوليا الخضراء والطماطم والخيار وقد يضاف إليه بعضا من عصير الليمون أو البرتقال لتحسين الطعم. إنه يوم من الراحة للأنسجة والدعم للأجهزة التى تعمل على تنقية الدم بلا كلل طول رحلة عمر الإنسان.

عملها يجعلنا أحرص ما نكون على الحصول عليها قبل تدميرها أو سلبها بطريقة أو أخرى

العوامل التى تسلب الطعام محتواه من الفيتامينات
الحرارة الهواء الماء الدهون
فيتامين أ <<
فيتامين د <
فيتامين هـ < < <
فيتامين جـ < < <
الفيتامين (ب١) < <
الرايبوقلاقين <
ب٦ < < <
حامض الفوليك < < <
ب١٢ < <
البايوتين <
حامض البانتونيك <
البوتاسيوم <

إذا أردت الحفاظ على الفيتامينات الطبيعية فى طعامك فاحرص على طهيه بالطريقة التى تلائمه:
< للحفاظ على فيتامين أ. د. هـ اطهى طعامك بالقليل من الزيوت والدهون مثلا إذا أردت أن تطهو شريحة من الكبد الغنى بفيتامين أ استخدم أقل القليل من زيت الزيتون أو قم بشيها دون اللجوء للدهون.
< غسيل الأرز أو نقعه يذهب بمعظم محتواه من التيامين فلا تلجأ إلى غسله إذا لم تكن هناك توجيهات بذلك.
< للحفاظ على مستوى فيتامين جـ فى الخضر والفاكهة اطهوها فى أقل كمية ماء ممكنة وأعمل على تقديمها مباشرة إذ إنها تفقد محتواها منه مع الوقت بالتدريج.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved