مئوية هنري كيسنجر.. زعيم صنع السلام: كيف وصف الدبلوماسي الأمريكي الرئيس السادات؟

آخر تحديث: السبت 27 مايو 2023 - 10:32 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

 

يحتفل هنري كيسنجر اليوم 27 مايو بعيد ميلاده، ليكمل 100 عام من العمر، في حدث استثنائي وغير متكرر كثيرا في العصر الحديث.

وولد هنري كيسنجر في مايو 1923 بألمانيا، وشهدت السنوات الأولى من طفولته ومراهقته صعود النازيين، ما دفع عائلته اليهودية للهرب من اضطهاد هتلر، متجهين بالبداية إلى بريطانيا، ومنها إلى نيويورك، حيث استقر كيسنجر، وكان متفوق في دراسته، مندمجا في المجتمع والثقافة الأمريكية، ويحارب بعد ذلك بين صفوف جنوده بالحرب العالمية الثانية.

بدأ كيسنجر طريقه السياسي من الزاوية الأكاديمية، كأستاذ بارع بالسياسة والاسترايجية، ليصبح من بعدها محل ثقة الإدارات الأمريكية المختلفة في مراكز حساسة مع مجلس الأمن القومي الأمريكي، وبعدها توليه وزارة الخارجية في ظرف حساس بالشرق الأوسط، مع ذروة الصراع العربي - الإسرائيلي بمعركة أكتوبر 1973، والتي اقترب خلالها بشكل واضح من الرئيس الراحل أنور السادات، بغالبية مراحل التفاوض إلى التوصل لصيغة مهدت لعقد اتفاق بالسلام.

- السادات.. حاضرا في آخر كتبه
ظل كيسنجر متابعا للمشهد السياسي العالمي بشكل مستمر، فلم يعقه تقدم في العمر الذي بلغ القرن، أو أمراض الشيخوخة من ضعف البصر لدرجة كبيرة وصعوبة الحركة.

وفي العام الماضي، أصدر كيسنجر آخر كتبه الذي جاء بعنوان "القيادة: ست دراسات في الاستراتيجية العالمية"، والذي عرض من خلاله سيرة 6 قادة عالميين ممن حققوا إنجازات عظيمة في الداخل والخارج، وكان الرئيس السادات من بينهم.

- استراتيجية التجاوز
رأى كيسنجر بكتابه، أن السادات جسّد معنى القائد وخصائص عملية القيادة الناجحة في ظروف تبدو غير مواتية وسياقات تتسم بالاضطراب وعدم اليقين.

كما وصفه بموضع آخر، أنه الزعيم المصري الذي صنع السلام مع إسرائيل وفتح الطريق أمام كل نماذج التسويات في الصراع العربي - الإسرائيلي، حتى بعد رحيله بـ40 عاماً، وارتبط اسمه بـ"استراتيجية التجاوز".

- مصلحة مصر فقط
أشار كيسنجر، إلى جانب آخر من شخصية السادات، حيث إنه امتلك رؤية تمحورت حول الإيمان باستقلالية القرار المصري، وعدم الاستعداد المتأصل في الشخصية المصرية للخضوع للآخر، مع انعدام الرغبة في السيطرة عليه أيضاً.

ودلل كيسنجر على ذلك، بذكر واقعة جرت عندما التقى بعد تركه لمناصبه الرسمية مع الرئيس السادات، وقال له إن الولايات المتحدة تشعر بالامتنان لأن مصر في ظل قيادته ساعدت على تحسين صورتها كشريكة في صنع السلام أمام العالم في ظل قتامة هذه الصورة بسبب حرب فيتنام، وأجابه السادات بهدوء وبصراحة مطلقة بأنه لم يكن مهتماً بتحسين صورة الولايات المتحدة، بل بالبحث عن مصلحة مصر فقط.

- الاستعداد للمغامرة
ذكر كسينجر، أن السادات كان يجمع بين سمتين مهمتين، هما وضع القيم الأخلاقية والإنسانية في الاعتبار عند وضع السياسات، والثاني هو الاستعداد للمغامرة من أجل تحقيق أهداف تبدو مستحيلة، وبهذا المعنى، فإن فكرة السلام كهدف إنساني مطلق، هي فكرة أساسية في تكوين السادات الشخصي، خاصة أنه سبق له أن جرّب في شبابه تطبيق الأفكار الثورية والتي كان تأثيرها السلبي على تحقيق هدف استقلال مصر قبل ثورة 1952.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved