شومان لـ«الشروق»: حذفنا «العبيد» من مناهج الأزهر.. وتم عصرنة الجهاد

آخر تحديث: السبت 27 يونيو 2015 - 12:44 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ خالد موسى:

- تجديد الخطاب الدينى يتطلب استعادته من خاطفيه

- نحتاج مضاعفة وعاظ الأزهر عشر مرات لمحاربة التطرف داخليا وخارجيا

قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، إن مسألة تجديد الخطاب الدينى تتطلب عدة أمور أهمها، استعادة الخطاب من خاطفيه غير المؤهلين، «وهذه النوعية توجد فى المساجد والزوايا ويطلون على الناس عبر وسائل الإعلام».

وأضاف شومان فى حوار مع «الشروق» أن الأزهر يعانى نقصا كبيرا فى عدد الوعاظ، مشيرا إلى مضاعفة العدد الموجود لنشر الخطاب داخليا وخارجيا عشرة أضعاف».

وانتهى شومان متحدثا عن تطوير المناهج الأزهرية، قائلا: «تم تخليص المناهج من بعض الحشو، أو الاسترسال فى موضوعات لم تعد مرتبطة فى عصرنا منها، مسائل تتعلق بالعبيد، وتم عصرنة الجهاد».

• ماهى رؤيتكم لتجديد الخطاب الدينى؟

التجديد عند علماء الأزهر له معنى ثابت، وهو استعادة الخطاب الوسطى الذى أصلح به السابقون أحوال الأمة وجعل الناس أكثر استقامة على منهج الله، وأكثر موازنة بين أمور الدين والدنيا معا، حيث إن الأعمال كلها فى شريعتنا إما عبادة وطاعة وإما معصية وبعد عن طريق الحق.
وقبل الحديث عن تجديد يحقق مصالح الناس فى الدنيا ويضمن لهم سلامة الموقف فى الآخرة، فإن هذا الأمر من وجهة نظر الأزهر يحتاج إلى عدة أمور، منها أولا استعادة الخطاب الدينى من خاطفيه، فمشكلة الخطاب الدينى الكبرى تكمن فى اختطافه من غير المؤهلين أو الذين ينتهجون مسلك التشدد المقيت الذى يضيق على الناس وينفرهم فى الدين من الأساس.
وللأسف يوجد هذا النوع الأخير فى كثير من المساجد والزوايا، ويطلون على الناس من خلال وسائل الإعلام المختلفة، دون رادع يردعهم ويعيدهم إلى جادة الصواب.
كما يجب مراعاة أحوال الناس المخاطبين بهذا الخطاب، واختيار البديل المناسب من بدائل كثيرة فى شرعنا الحنيف، مع تجريد الخطاب الدينى من المؤثرات الخارجية والأهواء الشخصية، والبعد عن توجيهه لخدمة مصالح ضيقة، وذلك بتحميله ما لا يحتمله، فالمتصدى للخطاب الدينى يوجه ولا يوجهه أحد من الناس مهما علت منزلته ومهما كان المنصب الذى يشغله.

• وماذا عن جهود الأزهر لتطوير الخطاب الدينى وهل هى مقصورة على الأزهر فقط؟

بدأنا فى تكثيف القوافل الدعوية بالمساجد وانتقلنا الآن لمرحلة التجمعات خارج المسجد، ولكن لدينا مشكلة فى عدد الوعاظ، فعددهم 2150 واعظا فقط، ومطلوب من الأزهر فى الوقت نفسه نشر الخطاب الوسطى فى الداخل والخارج والتصدى للأفكار المنحرفة والشاذة، ولذا فهذا العدد يحتاج إلى أن يضاعف 10 مرات.

ولأن مسئولية تجديد الخطاب الدينى ليست مسئولية الأزهر وحده فنحن نتعاون الآن مع جميع الهيئات والوزارات فى الدولة، وعلى رأسها التعليم، والشباب، والثقافة، ونحاول استغلال مراكز الشباب وقصور الثقافة فى المحافظات المختلفة، ونحن نرحب بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات المعنية فى الداخل والخارج للعمل على وضع رؤية واحدة لتجديد الخطاب الدينى فى العالم العربى والإسلامى.
وأود أن أؤكد هنا أن موضوع تطوير الخطاب الدينى أو تجديده أمر ثابت على مر العصور، فلكل مقام مقال، وما يصلح لعصر قد لا يصلح لعصر آخر، لكن الأهم هو الحفاظ على الثوابت والأصول، ومن هذا المنطلق يستطيع العلماء مواجهة أى فكر ضال أو متطرف أو شاذ لأنهم يمتلكون حينئذ الدليل المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

• وماذا فعل الأزهر لتنقية المناهج التعليمية لمواجهة التشدد والتطرف؟

شكلنا لجنة لإصلاح مناهج التعليم الأزهرى فى مراحله قبل الجامعية، من أكثر من 100 خبير فى المناهج وطرق التدريس من جامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية ومن خارج الأزهر أيضا، وعملت هذه اللجنة لمدة سنة وثلاثة أشهر بشكل متواصل، حيث لم يتم إجراء تحديث أو تطوير على المناهج منذ فترة طويلة، وبعد استقرار اللجنة على الشكل النهائى لمناهج الأزهر بمراحله التعليمية قبل الجامعية تم عرضها وإقرارها من هيئات الأزهر المعنية، ومنها مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للأزهر، لإقرارها واعتمادها فى ثوبها الجديد شكلا ومضمونا، وقد انتهت اللجنة من تجديد وتحديث المناهج فى التعليم قبل الجامعى بالكامل وهى فى المطابع الآن لتكون بين أيدى الطلاب بداية العام الدراسى القادم مناسبة للعصر وخالية من الاستطرادات المهملة التى كانت فى الكتب القديمة التى تدرس حتى الآن.

• أذكر لنا بعض المفاهيم أو نماذج تم حذفها أو تصحيحها؟

تم تخليص المناهج من بعض الحشو، أو الاسترسال فى موضوعات لم تعد مرتبطة بالعصر منها على سبيل المثال مسائل تتعلق بالعبيد، وتم عصرنة الجهاد وبيان كيفيته فى الإسلام وأنه شُرع ليس بهدف الاعتداء على الناس، ولكن لرد الاعتداء، وهذا هو أصل الجهاد فى الإسلام، والتأكيد على أن كل ما ورد فى تراثنا لا يحث على الإرهاب أو العنف، وربطنا المناهج بالعصر الذى نحن فيه، وسيتم استحداث كتاب جديد يعالج الموضوعات والقضايا الجديدة التى ظهرت على الساحة الفكرية والثقافية، مثل ظاهرة الإلحاد، والتكفير، والإرهاب، ونظام الحكم، ويصحح المفاهيم التى حرفتها الجماعات المتطرفة مثل الخلافة الإسلامية، والدولة فى الإسلام.
وهذه المناهج طبقنا بعضها هذا العام على المرحلة الإعدادية، منها كتاب أصول الدين الذى دمجت فيه عدة مواد من باب التخفيف على الطلاب، وهذه المواد هى التفسير والحديث والسيرة والتوحيد.
والمنهج الآخر الذى تم تطبيقه هو منهج الفقه، حيث أصبحت كتب الفقه خالية تماما من الأمور التى تثير الجدل، وهى بالمناسبة ليس فيها شىء خاطئ كما يتصور البعض، ولكنها أمور لا ترتبط بالعصر، وجار إعداد الكتب الأزهرية بعد أن انتهت اللجنة من تجهيزها فى ثوبها الجديد الذى يناسب العصر والخالى من أى مدخل لإحداث فتنة هنا أو هناك، ونحن على يقين أن إصلاح المناهج التعليمية هو البداية الصحيحة لتجديد الخطاب الدينى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved