132 قتيلا و50 قرية مدمرة.. القصة الكاملة لانهيار سد أربعات السوداني جراء الفيضانات

آخر تحديث: الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 10:54 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

لقد دمرت الحرب السودان منذ أبريل 2023، عندما اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد نزح الملايين وتعرضوا للمجاعة نتيجة للصراع، فيما أصدر الخبراء إعلانًا نادرًا عن المجاعة في منطقة دارفور بالسودان هذا الشهر، لكن جاء فيضان كارثي ليخفف عنف الحرب قليلا.

وقُتل 132 شخصا على الأقل في السودان نتيجة السيول والأمطار الغزيرة، فيما أدى انهيار سد أربعات شمال مدينة بورتسودان إلى جرف 20 قرية بشكل كلي ودمّر 50 قرية جزئيا.

وقالت وزارة الصحة السودانية، في بيان أمس، إن "تقرير موسم الخريف كشف أن إجمالي الولايات المتأثرة 10 ولايات، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31 ألفا و666 أسرة، و129 ألفا و650 فردا".

فيما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وسائل إعلام محلية سودانية أفادت بوجود عشرات المفقودين، جراء انهيار السد الذي دمر شرق السودان.

-انهيار السد يدمر مجتمعات شرق السودان

تستمر الآثار الكارثية لسد أربعات الذي انهار بعد أيام من الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى مقتل قرويين وإغراق المجتمعات المحلية.

وقال مسئولون محليون ودوليون، إن انهيار سد في السودان بالقرب من البحر الأحمر الأحد الماضي أدى إلى غمر المجتمعات المحيطة بالمياه وتسبب في عدد غير معروف من القتلى والجرحى، وتسببت الكارثة في زيادة البؤس في بلد يعاني فيه الملايين بالفعل من الحرب والمجاعة.

وأوضحت وزارة الصحة الاتحادية، في بيان لها، أن سد أربعات أطلق طوفانًا من المياه على المنطقة المحيطة به، مما أدى إلى تقطع السبل بالقرويين .

ولم يتضح عدد القتلى في الكارثة التي وقعت بعد أيام من هطول أمطار غزيرة.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، في بيان أمس، إلى أن السلطات المحلية أكدت مقتل 30 شخصا لكنها أضافت أن العدد من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

وذكرت وكالة أنباء محلية، أن أكثر من 10 أشخاص لقوا حتفهم.

وذكر تقرير مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، أن السد الذي يقع في منطقة نائية بالقرب من البحر الأحمر، كان المصدر الرئيسي للمياه العذبة لمدينة بورتسودان، عاصمة الحرب الفعلية للبلاد، على بعد حوالي 25 ميلاً إلى الجنوب الشرقي.

ويقع السد على بعد أكثر من 530 ميلاً من العاصمة الخرطوم، التي تقع في الداخل.

وبحسب التقارير الأولية الصادرة عن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، فإن انفجار السد تسبب في إفراغ خزانه بالكامل، مما أدى إلى إتلاف نحو 20 قرية تقع في اتجاه مجرى النهر.

وأفادت السلطات في السودان بأن ما يصل إلى 50 ألف شخص تضرروا إلى الغرب من السد.

وقال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، إن الأضرار التي لحقت بشبكات الاتصالات "جعلت من الصعب جمع معلومات أكثر دقة".

وانتشر أمس مقطع فيديو على موقع فيسبوك يظهر مياه الفيضانات المتدفقة من اتجاه سد أربعات، وقد حددت صحيفة نيويورك تايمز موقع الفيديو وأكدت أنه تم تصويره على بعد حوالي 2.5 ميل من السد.

كما أظهر مقطع منفصل من محطة إخبارية تلفزيونية محلية مركبات معطلة غارقة جزئيًا في الوحل العميق.

وأفاد تقرير منفصل لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، صدر الأحد الماضي، بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات أثرت على ما يقرب من 317 ألف شخص في 16 ولاية في السودان منذ يونيو الماضي، مع نزوح 118 ألف شخص.