«الجيزة» في جولة الإعادة.. زحام الشوارع يخاصم اللجان «الخاوية»

آخر تحديث: الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 - 6:54 م بتوقيت القاهرة

إسماعيل الأشول

•  قاض في بولاق الدكرور يواجه «الفراغ» بمتابعة «الفيس بوك».. ويعلق على «الانتخابات»: «كله زي الفل»
• إحدى الناخبات تشير لأطفال يأكلون من القمامة: «هذا سبب من أسباب العزوف.. والمقاعد محجوزة»
• ناخب بعد إدلاءه بصوته: «الناس قرفانة وأوصيت أبنائي بالتصويت».. وناخبة بفيصل: «المياه مقطوعة منذ فترة والأسعار نار»
• صاحب «مخبز»: «لن أشارك.. والبلد كدة حلوة يمشيها السيسي زي ما هي ماشية»

من ميدان التحرير في سيارة نقل عام، مرورًا ببعض لجان دائرة الدقي والعجوزة، ومنها في سيارة أجرة صغيرة إلى دائرة بولاق الدكرور، وصولًا لدائرتي الطالبية والعمرانية عبر أكثر من «توك توك»، رصدت «الشروق»، أجواء اليوم الأول من مرحلة الإعادة ببعض مناطق محافظة الجيزة، التي بدا التناقض فيها واضحًا بين شوارع ومواصلات عامة «مزدحمة»، ولجان انتخابية «خاوية».

على مقعد خشبي، جلس رئيس اللجنة الفرعية رقم 134 بمدرسة صفية زغلول، في بولاق الدكرور، أمام مكتبه يتابع حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»، من خلال «لاب توب» احتل مساحة كبيرة من المكتب، وسط خلو اللجنة من الناخبين، واكتفى رئيس اللجنة في إجابته عن مجريات العملية الانتخابية، لـ«الشروق»: «كله زي الفل»، قالها وهو ينقر بسبابته اليمنى أسهم لوحة المفاتيح وعينيه على الشاشة تتابع آخر مشاركات الأصدقاء.

حتى عصر اليوم، لم يختلف الوضع كثيرًا باللجنة رقم 126 بالمدرسة ذاتها، إذ قال رئيس اللجنة: إن «عدد المصوتين لم يتجاوز 15 ناخبًا، من مجموع 2424 مقيدًا»، مشيرا إلى أن التصويت بالجولة الأولى في اللجنة بلغ 335 ناخبًا.

«الناس قرفانة وحالة البلد تعبانة»، هكذا فسر محمد محمد عيسى، (57 عامًا)، عدم إقبال الناخبين على التصويت، وقال لـ«الشروق» بعدما أدلى بصوته: «آمل أن تتحسن الأوضاع.. نصحت أولادي بالتصويت، وأتمنى أن تتحسن الأحوال، لدي مصنع للمسابح بخان الخليلي، لكننا في حالة ركود الآن؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية».

باللجنة رقم 167 بالدائرة ذاتها، ومقرها المركز الطبي الحضري بزنين، التف رئيس اللجنة والموظفين حول صندوق الاقتراع في حجرة صغيرة، وأمامهم أوراق الاقتراع في انتظار الناخبين، وقال رئيس اللجنة، إنها «تضم 2483 صوتا، حضر منها بالجولة الأولى 379 ناخبًا، وحضر حتى ظهر اليوم، نحو أربعين مصوتًا».

لم يختلف الوضع كثيرًا في عدد من لجان الدقي والعجوزة الواقعة بمدرسة الجيزة الثانوية، وبدا المشهد مكررًا بلجان الطالبية والعمرانية، كلجان مدرسة محمد محمود عبد العزيز، «أم الأبطال سابقا».

«أم اسلام»، (59 عامًا)، تلتحف عباءة سوداء وتغطي رأسها بحجاب من ذات اللون، قالت وهي تشير لأطفال يعبثون بالقمامة بحثًا عن طعام، بعدما ألقى أحد الأشخاص قفصًا مليئًا بحبات «جوافة فاسدة» على مقربة من جامع «السنية» بشارع ناهيا: «أنظر.. هذا سبب من أسباب أن الناس مش في بالها انتخابات.. احنا دايخين ورا لقمة العيش، ومش في بال الحكومة.. عشان كدة لا الحكومة في بالنا ولا انتخاباتها».

كانت «أم إسلام» في طريقها من «ناهيا» إلى شارع العشرين المؤدي لفيصل بالجيزة، صحبتها «الشروق» في رحلتها داخل «توك توك» سار بصعوبة في طرق غير ممهده تحيطها أكوام من القمامة، لتضيف «وعايزة أقول حاجة كمان.. الانتخابات كدة كدة هتتعمل وهتتم.. محجوزة يعني.. وسواء روحت أو مروحتش ملناش تأثير ومش فارقة معاهم».

وأشارت «السيدة»، إلى الطريق غير الممهد، وقالت: «بقالوا سنين من غير رصف»، فتدخل سائق «التوك التوك» وقال: «رصف.. هما بس يشيلوا الزبالة»، ويضيف «احنا في وادي وهما في وادي».

وأشار سائق «التوك توك»، إلى لافتة أحد المرشحين، متابعا «أهو الراجل ده بيترشح من عشرين سنة وبينجح ومعملناش حاجة»، و«فيه مرشح صغير أول مرة يترشح وبيشارك في الإعادة وهروح أنتخبه.. لكن اللي مش عارفه من الناس مبيروحش».

وعن الرشاوي الانتخابية زاد «الشاب» الذي كان يعمل بالسياحة قبل قيام الثورة: «طبعًا فيه ناس بتدفع وفيه ناس بتروح وتاخد الفلوس وتعمل اللي هما عايزينه.. بس في الآخر دي ما اسمهاش انتخابات».

وقالت «سيدة ثلاثينية» تحمل طفلًا على كتفها: «شوف أنا بس اللي رايحة الانتخابات من العمارة كلها.. الناس زهقت.. الأسعار نار والميه بتقطع علينا كتير في فيصل ومحدش بيحل.. ياريت المجلس اللي جاي يعمل حاجة».

من أمام مخبزه الذي ينتج خبزًا مدعمًا، وقف حمادة صلاح، (43 عامًا)، بحي بولاق الدكرور، واضعًا يده على صدره، وقال: «مش رايحين انتخابات.. اللي بينزلوا مبيساعدوش غير اللي ليهم.. أنا أصلًا مش عايزها وتفضل البلد ماشية زي ما ممشيها السيسي.. كدة حلو».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved