تجار وأهالى لم يزرهم رئيس الوزراء فتجاهلهم المسئولون

آخر تحديث: الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ عصام عامر وأحمد بدراوى:

برك المياه تتراكم داخل المحال والجراجات لليوم الثانى.. والأهالى يستعينون بماكينات الرى لشفطها
حمودة يخسر ربع مليون جنيه بعد تلف بضاعته.. والصعيدى يهرول لإنقاذ ممتلكاته.. ومرشحو الإعادة «لم يظهر أحد»

على الرغم من تسابق الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية، تدعمها الحماية المدنية التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية، لإزالة آثار الأمطار والسيول الثلجية، التى تسببت فيها «نوة الرياح الصليبية» من الكورنيش والمناطق الحيوية التى زارها رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، بعد كشفها عورة بنيتها التحتية، شكا سكان المناطق الشعبية فى المحافظة من تجاهلهم وإهمال مساعدتهم لتفادى خسائر الأمطار.

ورصدت «الشروق» استمرار برك المياه لليوم الثانى على التوالى، على طريق مصطفى كامل ــ الرأس السوداء، ومدخل كوبرى العوائد، ومدخل شارع أحمد عبدالوهاب بنهاية سور أرض المعارض، فضلا عن الجراجات العامة التى غمرتها السيارات، وفى هذا السياق علَّق المواطن محمد السيد قائلا: «محدش بيسأل فينا عشان إحنا بعيد عن العين، اهتموا بالبحر عشان رئيس الوزراء زاره، وإحنا عايشين فى البرك».

واستأجر الأهالى بماكينات رى الأراضى الزراعية لرفع المياه من الجراجات أسفل العقارات، خصوصا فى مناطق لوران، وبولكلى، وزيزينيا، وشارع أبو قير، فضلا عن منطقة المنشية، ويسأل أحد عن مناطق ريف الإسكندرية البعيدة عن أعين المسئولين.

وعلى بعد أمتار من مقر مجلس الوزراء فى منطقة رشدى شرق الإسكندرية، وقف شعبان سيد أحمد، ومحمد على حمودة، وعلاء الصعيد، وآخرون، ليتحسروا على حاجياتهم التى غرقت بفعل انسداد المواسير التى فشلت فى صرف مياه الأمطار بعدما ملأت محالهم التجارية.

وتحسر محمد حمودة، صاحب محال ملابس وأحذية، على بضاعته التى يصل سعرها لقرابة ربع مليون جنيه ــ وفق قوله، ولم يختلف الحال عند علاء الصعيدى صاحب محل قطع غيارات سيارات، حيث هرول جريا صباح يوم إجازته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وفى سياق متصل، قال أهالى بمنطقة محرم بك إن مرشحى جولة الإعادة بالدائرة لم يكلفون خاطرهم لمواساتهم فى مصابهم الأليم بوفاة الشاب إسلام زاهر متولى، والطفلين اللذين لقيا حتفهما صعقا بالكهرباء، بعد سقوط أسلاك كهرباء الترام عليهما.

وقالت سلوى عثمان معلقة على استقالة المحافظ، هانى المسيرى: «المشكلة ليست فى الأشخاص ــ بل فى منظومة عمل متكامل؛ بلدان العالم يحدث بها زلازل وأعاصير وفيضانات، ونحن فى حصن، لكن يجب أن نسأل أين إدارة حل الأزمات؟ أين الضمائر؟ وأين العمل؟».

وأضافت: «من الضرورى أن نضع أيدينا من الآن فصاعدا على الأشخاص الجديرين بإدارة المؤسسات، فالجميع شركاء فى الوطن والجميع مسئولون، لا داعى للصراخ والعويل، ولنبدأ بنفسنا حتى نكون قدوة للغير».

القبطان أحمد شرابية ـ زميل القبطان الذى وافته المنية فى سيارته ــ كتب قائلا: «اللى مفكر أن تغيير المحافظ حل مشاكل الإسكندرية للأسف موهوم، دى منظومة كلها فساد، تغيير المحافظ هو تغيير شخص الناس اعترضت عليه، لكن السوس اللى بينخر فى البلد لسه زى ما هو، والمنظومة الإدارية كلها بحاجة لتغيير».

وتساءل: «حد يعرف رؤساء الأحياء وشبكات المياه والمجارى والطرق والكبارى كيف يتم اختيارهم؟، وعلى أى أساس؟، حد يعرف ماهية القوانين الإدارية الحاكمة لعمل المدن والمحافظات؟، حد يعرف ميزانية المحافظة كام؟، أو الفرق بين دور المحافظة ورئيس الحى؟».

ونشرت صفحة «غرفة عمليات مرور الإسكندرية» اعتذارا للمقدم مصطفى مختار، على التعليقات التى وصفتها بـ«السخيفة» على صورة له انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعى، تهكم أشخاص فيها عليه؛ لوقوفه أمام بركة من مياه الأمطار، قائلين: «الراجل هيعمل إيه، شفط اللى يقدر عليه».

وقالت الصفحة إن الشرطى بذل جهدا كبيرا منذ السادسة والنصف صباح أمس الأول وحتى انتهاء الأزمة، حسب تأكيدها، وأوضحت أنه لم يتوان عن مساعدة المواطنين، ودفع السيارات الغارقة فى المياه بمنطقة المندرة بنفسه على الرغم من سوء حالته الصحية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved