أطفال غزة إما مشوهون أو فزعون.. أطباء يكشفون الأوضاع داخل مستشفيات القطاع

آخر تحديث: الجمعة 27 أكتوبر 2023 - 9:31 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تنتشر آلاف الصور لأطفال غزة وهم خائفون ويرتجفون من القصف المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من أكتوبر، وللتعرف أكثر على حالة الأطفال في هذه الأوضاع القاسية، نسلط الضوء على مجموعة من التقارير والتصريحات التي تكشف بعضا من الدمار الجاري على أرض غزة وتأثيره على الأطفال.

أجساد الأطفال معرضة لتشوهات

استشهد ما لا يقل عن ألفي طفل في غزة خلال الأيام السبعة عشر الماضية، كما استشهد 27 طفلًا آخرين في الضفة الغربية، حيث أدت الغارات الجوية المستمرة إلى تحويل آلاف المباني في جميع أنحاء القطاع إلى أكوام من الأنقاض التي يتصاعد منها الدخان. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 27 طفلا آخرين قتلوا في إسرائيل، بحسب آخر تقديرات منظمة إنقاذ الطفولة.

وتعرضت آلاف المنازل وعشرات الملاعب والمدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد للأضرار أو دمرت في غزة، كما أصيب ما لا يقل عن 4,600 طفلا وفقًا لما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية، بعضهم مصاب بحروق قوية أو فقد أطرافه، وإصابات مروعة أخرى بسبب الانفجارات، وغير قادر على الحصول على الرعاية الكافية.

وذكرت أن الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية الصحية ونقص الإمدادات الطبية، يجبران الأطباء على اتخاذ خيارات مستحيلة مثل إجراء العمليات الجراحية على أرضيات المستشفيات، دون تخدير في كثير من الأحيان، ويعيق قدرتهم على علاج المرضى الذين يعانون من إصابات تغير حياتهم.

ونظرًا لأن قطاع غزة عبارة عن بيئة حضرية صغيرة مكتظة بالسكان، فإن الغارات الجوية المتواصلة مستمرة في قتل وإصابة الأطفال بشكل عشوائي، وهناك أكثر من مليون طفل محاصرون دون مكان آمن يذهبون إليه ولا طريق إلى بر الأمان، بحسب المصدر السابق.

وقال جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في بيان صدر في وقت سابق، إن أجساد الأطفال خاصة معرضة لتأثير الأسلحة المتفجرة، "لقد تناثرت أجسادهم بشكل مريع بسبب الانفجارات"، كما قال إن عظامهم تنحني أكثر، ما يزيد من فرص الإصابة بتشوهات طويلة الأمد مع فرصة ضئيلة للشفاء.

وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة، قدر الدكتور غسان أبو ستة، أن نصف المصابين تقريبًا هم من الأطفال، وأوضح أنه بينما كان يلف مريض بطبقات من الشاش: "معظم الإصابات إما أن تكون مثل هذه الإصابة، حيث يكون هناك انفجار مباشر يؤثر على أنسجة الجسم، أو يكون هناك حرق، ولا يزال المزيد من الأطفال المصابين مكتظين في أروقة المستشفى، في انتظار العلاج." بحسب شبكة nbc news الأمريكية.

الأطباء بين مواساة الأطفال ومحاولات الإنقاذ

لقد وصل الوضع الإنساني في غزة إلى نقطة غير مسبوقة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والكهرباء، وتعمل المستشفيات على آخر قطرة من الوقود، ووصفت وزارة الصحة في غزة، النظام الصحي بأنه "في حالة انهيار كامل".

ويكافح العاملون في المجال الطبي للتعامل مع مئات الإصابات التي تأتي عبر الأبواب كل يوم، والعديد منهم من الأطفال، ففي مستشفى ناصر بخان يونس، كان الدكتور أكرم العويني، يطمئن الطفلة زينة الأبرشلي، 6 أعوام، التي كانت تئن ويغطيها الرماد، وأخبرها أنها بخير، ولا داعي للخوف، وأنها ستعود إلى المنزل قريبًا، وقام الطاقم الطبي بفحصها بحثًا عن إصابات.

ونقل مراسل nbc news أن الطبيب "أمسك بقفاز لاتكس، نفخه مثل البالون، وسلمه لها" لكي تهدأ الطفلة، وقال العويني: "كان جرحها طفيفا، لكن حالتها النفسية كانت فظيعة".

وأضاف: "نفخت لها بالونا وحاولت اللعب معها لأؤكد لها أنها في أيدٍ أمينة في المستشفى قدر الإمكان، وهناك أمل".

وقال ناصر الدين أبو طه، ممرض الطوارئ في المستشفى، إن الزيادة في عدد المرضى كانت كبيرة للغاية، مضيفا أنه في بعض الأحيان "لا يكون لدينا حتى الوقت لمواساة الطفل أو تهدئته، نحن بحاجة إلى علاج أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وبأسرع ما يمكن".

ووضح أبو طه: "هناك الكثير من الناس يموتون، لذلك نكتب الاسم فقط حتى تتمكن أسرهم من التعرف عليهم، وعندما يكون وجه الطفل في حالة من الصعب النظر لها نتيجة للتفجيرات، فإننا لا نسمح للعائلات بالنظر إلى وجوه الأطفال لأنه سيكون أمر مؤلم جدا عليهم".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved