في ذكرى رحيله.. إبداع بهاء طاهر الذي لا تغيب شمسه

آخر تحديث: الأحد 27 أكتوبر 2024 - 2:36 م بتوقيت القاهرة

محمود عماد

تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب والروائي الكبير بهاء طاهر، والذي ولد في 13 يناير من عام 1935، ورحل عن عالمنا في 27 أكتوبر من عام 2022 عن عمر يناهز الـ87 عاما.

-حياته العلمية والعملية

تخرج الروائي الكبير بهاء طاهر في كلية الآداب عام 1956، وعمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجا للدراما، ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 قضى فترة من حياته في إفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما، وعاش أيضا في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة، ثم عاد بعدها إلى مصر ولازمها إلى أن توفي بها.

-تيار الوعي في كتابة بهاء طاهر

بهاء طاهر ينتمي إلى جيل الستينيات، يعد من أكثر الكتاب الذين استخدموا تيار الوعي في كتاباته الروائية، واعتبره البعض مؤسس هذا التيار في الرواية المصرية.

-محطات إبداعية هامة

وطوال محطات رحلته الإبداعية التي بدأت عام 1962 أثرى بهاء طاهر الأدب العربي، بروائعه السردية، فمنذ صدور مجموعته الأولى "الخطوبة" 1972 وحتى صدور آخر إبداعاته المدهشة "واحة الغروب" في نوفمبر 2006.

وتقف أعماله شاهدة على تفرد الرؤية الإبداعية، وامتلاك حقيقي لكل أدوات التمكن اللغوي والسردي والفني في أعماله الهامة، مثل "خالتي صفية والدير، نقطة النور، واحة الغروب"، وهي نماذج لمجموعة من أنجح المؤلفات القيمة بين الأديب الراحل بهاء طاهر، مع دار الشروق، حيث ارتبط طاهر بعلاقة إبداعية وطيدة وقوية بالدار، لنكون بصدد أعمال خالدة مثل: "الخطوبة ــ أنا الملك جئت ــ بالأمس حلمت بك ــ وقالت ضحى ــ شرق النخيل ــ خالتي صفية والدير ــ الحب في المنفى ــ واحة الغروب ــ في مديح الرواية".

-التعاون مع دار الشروق

وحقق طاهر تعاونا ناجحا مع دار الشروق، في رواية "نقطة النور"، والذي بحث خلالها بلغته الشفافة وحكيه الانسيابي الجذاب عن "نقطة النور"، مع رواية "واحة الغروب" أحد أنجح تعاونات بهاء طاهر مع دار الشروق، والتي نجحت في حصد الجائزة العالمية للرواية العربية "جائزة البوكر" عام 2008، وطبع منها 3 طبعات مختلفة خلال عام واحد.


وضمن أحد أهم محطات التعاون الثنائية ذائعة الصيت والنجاح بين طاهر ودار الشروق، "خالتي صفية والدير"، والتي قال عنها الدكتور علي الراعي في مجلة المصور، إنها بمثابة رسالة حب عظيم للحياة والناس، ورواية بارعة الحُسن في بساطتها وعفويتها وسحرها الذي لا يقاوم، سواء تحدث الكاتب عن الصغار أم الكبار، عن النساء أم الرجال، عن العقلاء أم المجانين.

-الأسلوب الكتابي

وطوال مسيرته الإبداعية في الرواية والقصص، حافظ طاهر على استخدام وعاء لغوي لأعماله يميل إلى التوازن بين الشفافية والمجاز، حيث تفصح كتاباته عن أن الحالة السردية معه تصبح أكثر يسرا وتدفقا ذلك لأن الرؤية أصبحت أكثر اتساعا ورحابة، وانصرفت كتابة بهاء طاهر إلى التعبير عن مأزق الوجود الإنساني في العصر الحديث؛ مع حضور ملحوظ لمعطيات الواقع الصلب، وما يزاحمه من لمسة الفانتازيا والأحلام والأساطير وأشواق المتصوفة.

-أبرز الأعمال

بالطبع يعد بهاء طاهر من أبرز الكتاب المصريين بشكل عام، ومن أبرز أعماله الخالدة: "خالتي صفية والدير"، والتي تحولت إلى مسلسل تليفزيوني من بطولة ممدوح عبدالعليم وبوسي، "الحب في المنفى"، "واحة الغروب"، والتي حولت أيضا إلى مسلسل تليفزيوني من بطولة خالد النبوي ومنة شلبي.

-الجوائز

كما حصل طاهر على العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة، والتي كانت تقديرا لكتابته الأدبية المميزة، ومنها: "جائزة الدولة التقديرية في الآداب" عام 1998، جائزة "جوزيبي اكيربي" الإيطالية عام 2000 عن رواية "خالتي صفية والدير"، والجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عن رواية "واحة الغروب" عام 2008.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved