ما حقيقة فيديو الرضيع الفلسطيني تحت الأنقاض؟

آخر تحديث: الأحد 27 أكتوبر 2024 - 3:22 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير لرضيع زعموا أنه فلسطيني يمكث تحت الانقاض بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة.

وأظهر مقطع الفيديو، طفلا رضيعا تم تصويره بواسطة كاميرا من خلف بناء خرساني به فتحة ضيقة تظهر وجه الطفل الذي شَب محاولا التواصل مع من يصوره من الجهة الأخرى للبناء.

وحصد مقطع الفيديو في صفحات عديدة على انتشارا واسعا خاصة مع إرفاق موسيقى أغنية "موطني"، حيث اعتبره النشطاء يجسد واحدا بالمئة مما يحدث لأطفال غزة ممن بترت أطرافهم واستشهدوا بلا رؤوس في حرب ضد الإنسانية.

• ما حقيقة الفيديو؟

بالبحث والتدقيق تبين أن الفيديو حصد 172 ألف إعجابا و28 ألف مشاركة، بعد نشره على منصة تيك توك، عبر حساب يدعى "الغيث" يحظى بمتابعة 15 ألف مستخدم.

لكن بالفحص تبين أن الفيديو ليس لطفل تحت الأنقاض في غزة، وإنما لطفلة سورية، يوثق أحد أفراد أسرتها لحظاتها المرحة داخل المنزل.

وقد نشر الحساب مقطع فيديو جديد للطفلة ظهر اليوم، وهي تلعب مشيرا إلى أنها في سوريا وليست في غزة، قائلا: "البنت مافيها شي وعم تلعب وتطلع من مصرف البيت وهي مو بغزة هي بسوريا، رجاءا لا بقى حدا ينشر فيديوهات أنها تحت الأنقاض، ما فيها شي الحمد لله".

وفي مقطع فيديو آخر مشابه، تم تصوير الطفلة من الجهة الأخرى المقابلة للفتحة الخرسانية وهي تلعب داخل منزلها، على أنغام أغنية للأطفال.

من جهة أخرى فإن الطفلة ظهرت في الفيديو وبيدها قلم رصاص ومستلقية على بطنها مما يؤكد على أنها كانت في وضع اللهو واللعب في مساحة واسعة تسمح لها بالتحرك، كمان أن مظهرها النظيف الخالي من الغبار جاء على عكس أطفال غزة الذين يتم انتشالها من تحت الانقاض يغطيهم التراب جراء القصف الإسرائيلي الوحشي.

أما عن المنشور المتداول على فيسبوك ويزعم إنقاذ الطفل ويحمل صورة رضيع مصاب في رأسه، فهو يعود لرضيعة لبنانية نجت من مجزرة ارتكبتها إسرائيل، الخميس الماضي، في بلدة الخضر شرقي بعلبك، بتدمير حي سكني على رؤوس ساكنيه فيما نجت الطفلة من المجزرة التقطت الصورة لها في مستشفى دار الأمل الجامعي هناك.

وقد أغلقت صاحبة المنشور التعليق عليه، ليلقى أكثر من ألف إعجاب و10 آلاف مشاركة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved