رسائل القسام في مشاهد تسليم الأسرى.. موقع وصلته دبابات الاحتلال 3 مرات ويذكّر إسرائيل بصفعة 2014

آخر تحديث: الإثنين 27 نوفمبر 2023 - 6:44 ص بتوقيت القاهرة

أحمد علاء

في ساحة اسمها فلسطين، وموقع يتوسط مدينة غزة، وأرض عامرة بأهلها الصامدين ضد العدوان والمناضلين ضد التهجير، أرسلت كتائب القسام رسائل عدة، تفوق مُجرد ما ورد في بيانها أنها أطلقت سراح 13 أسيرا إسرائيليا وأربعة محتجزين أجانب، في دفعة هي الثالثة ضمن صفقة التبادل.
لم يكن من قبيل الصدفة، أن تختار كتائب القسام النقطة التي سلمت فيها الأسرى والمحتجزين في الدفعة الثالثة من الصفقة، فهذه النقطة كانت قد وطأت فيها دبابات والآليات الاحتلال ثلاث مرات، إلا أنّه في كل مرة كان تتقدم فيها قوات الاحتلال كانت تتكبد خسائر على يد مقاتلي القسام.
هذا السناريو الدقيق لا يمكن فصله عن تطور آخر في المشهد، وهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو كان قد تجوّل في شمال غزة، وتفقد قواته المتواجدة في هذه المناطق، فجاء الرد من المقاومة سريعا بأنها حاضرة وقوية والأهم من ذلك أنها مُسيطِرة على الأرض، بعدما ملأ الاحتلال العالم ضجيجا بأنه يُسيطر على مناطق شمال غزة في شائعة دحضها الواقع والأدلة.


رسائل القسام للاحتلال
"نحن هنا.. نتحرك على بعد كيلو مترات من دباباتكم، لم نخسر، وشعبنا لم يلفظنا".. تلك رسائل بعثت بها كتائب القسام وقد أفرجت عن الأسرى الفلسطينيين في وضح النهار ومن قلب مدينة غزة في شمال القطاع المنهار والمنكوب والمُحتلة بعض مناطقه.
القسام سلمت الدفعة الثالثة من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب للجنة الدولية للصليب الأحمر، في قلب مدينة غزة في مشهد جماهيري مهيب، تحول في أحد جوانبه إلى احتفاء بالمقاومة.
أكّدت هذه المشاهد أن حماس لا تزال حاضرة بقوة في شمال غزة وهي مناطق دخلها جيش الاحتلال بريا وادعى بسط سيطرته عليها، كما أن الاحتشاد الجماهيري وترديد هتافات من قبل المواطنين الفلسطينيين كان رسالة واضحة عن الدعم الشعبي للمقاومة.


حجم الاحتشاد الشعبي والجماهيري يؤكد أن مدينة غزة ومناطق الشمال لا تزال عامرة بسكانها، في مشهد جديد يؤكد صمود الغزّيين ورفضهم مخططات تهجيرهم قسرا.
ملابس مقاتلي القسام حملت دلالة لافتة، حيث خرجوا وهم يرتدون زيا عسكريا، ما يعني أنهم قادرون على الحركة والظهور بلباسهم العسكري حتى تحت تحليق طائرات الاحتلال في شمال القطاع.
وجاءت عملية التسليم بعد الرابعة عصرا، وهو الموعد المسموح فيه لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية للتحليق في مناطق شمال القطاع، في خطوة يمكن أن تفوق القدرة والتحدي وقد يعتبرها البعض مجازفة.
إشارة أخرى في هذا المشهد، وهو اختيار كتائب القسام تسليم الأسرى قرب تذكاري يظهر فيه قبضة يد تلتف حول سلسلة تحمل اسم الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون ورقمه العسكري.
هذا الجندي تم أسره من داخل دبابته في حي الشجاعية عام 2014 خلال اشتباكات بين القسام وجنود الاحتلال شرقي غزة.
صدمة في إسرائيل
هذه المشاهد كان لها أثر كبير على الإسرائيليين، حيث كشفت قناة كان العبرية إن إسرائيل أصيبت بالصدمة بعد مشاهدة المركبات العسكرية ومقاتلي القسام في شمال غزة خلال تسليمهم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر.
تفاعل كبير مع المشهد المهيب
هذه المشاهد أثارت تفاعلا بين محللين فلسطينيين، بينهم الكاتب رمضان الأخرس الذي قال: «مشهد تسليم مجاهدي كتائب القسام لأسرى الاحتلال وسط مدينة غزة مع حضور كبير للكتائب وهتاف الجماهير للمجاهدين، هو مشهد قوي وله دلالة مهمة، فقد كان الاحتلال يزعم بأن حماس فقدت السيطرة على المدينة ونزح الناس منها بالكامل».


وغرد الكاتب سمير العَركي: "ظهور كتائب القسام فجأة في مدينة غزة أثناء تسليم دفعة جديدة من المحتجزين إلى الصليب الأحمر، في تقديري أنه رد على ظهور نتنياهو اليوم في قطاع غزة والتقاط الصور بين جنود جيش الاحتلال.. كما أنه رد عملي على ادعاءات الصهاينة بالسيطرة على شمال القطاع".


العديد من الناشطين احتفوا كذلك بالرسائل التي بعثت بها القسام فيما يبدو أنها معركة سياسية ونفسية تديرها المقاومة بحكمة شديدة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved