باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحماس لـ«الشروق»: الحركة ستدير غزة لحين الاتفاق على بديل (حوار)

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025 - 7:09 م بتوقيت القاهرة

أجرى الحوار ــ محمد خيال:

شعبنا أفشل خطط التهجير والوطن البديل وسيُفشل خطة ترامب لتفريغ غزة
اتفاق وقف إطلاق النار لا يتضمن أى بنود تنص على تجريد المقاومة من سلاحها.. والربط بين سلاح المقاومة وإعادة الإعمار غير مقبول
لجنة الإسناد ستمضى فى كل الأحوال.. ومصر تراها الخيار الأمثل لسرعة إغاثة الناس فى غزة
المحاولات المصرية متواصلة لإقناع السلطة بلجنة الإسناد.. والقاهرة بذلت مجهودًا كبيرًا فى طرح الفكرة عربيًّا ودوليًّا
اتفاق وقف إطلاق النار لا يتضمن اقتطاع أى من أراضى غزة بدعوى المناطق العازلة أو أى مسمى آخر
سنطرح أسماء الرموز الفلسطينية فى المرحلة الثانية ولن نقبل بأى فيتو إسرائيلى على تحريرهم
معبر رفح سيفتح السبت المقبل لخروج الجرحى والمرضى وبعدها سيفتح فى اتجاه العائدين للقطاع
المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن تحرير 300 محكوم عليهم بالمؤبد و700 بأحكام عالية وألف غزاوى وتبييض السجون من نساء وأطفال غزة
إذا وصلنا لنهاية المرحلة الأولى دون اتفاق ستتواصل الهدنة بنفس الشروط لحين إنجاز التوافق
نتنياهو يفكر فى العودة للحرب لكننا سنعمل كل ما فى وسعنا لتجاوز أى عقبة تحول دون استمرار وقف إطلاق النار
لن نقبل بأى مشروع لإدارة غزة من الخارج سواء كان قوات مشتركة أو دولية
لدينا إشارات عديدة بأن الضيف لم يستشهد فى العدوان الإسرائيلى
كل الشكر والتقدير لمصر رئاسة وحكومة وشعبًا على الجهود المستمرة ليل نهار لوقف إطلاق النار على مدار 15 شهرًا

 

تساؤلات عديدة تصدرت المشهد الفلسطينى والإقليمى عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة ودخوله حيز التنفيذ، وسط غموض يحيط ببعض بنود الاتفاق وكيفية تنفيذ البعض الآخر منها بخلاف تساؤلات أخرى متعلقة بإدارة قطاع غزة سواء خلال مراحل الاتفاق أو فيما يعرف باليوم التالى، إضافة إلى العديد من المخاوف بشأن اقتطاع أجزاء من القطاع تحت مسمى المناطق العازلة، وكذلك مصير سلاح المقاومة وإعادة الإعمار وتصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتعلقة بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن.

كل تلك التساؤلات يجيب عنها الدكتور باسم نعيم رئيس الدائرة السياسية بحركة حماس وعضو المكتب السياسى للحركة فى غزة خلال حديث مستفيض..

وإلى نص الحوار…

كيف ترون تصريحات ترامب المتعلقة بمخططه لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.. وما هى فرص نجاح مثل تلك المخططات من وجهة نظركم؟

ــ شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة تحمل الموت والدمار على مدار ١٥ شهرًا فى أكبر جريمة تعرفها البشرية فى القرن الواحد والعشرين، على ألا يغادر أرضه ووطنه، ولذلك لن يقبل بأى عروض أو حلول، حتى لو كانت ظاهرها نوايا حسنة تحت عنوان إعادة الإعمار، كما أعلن عن مقترحات الرئيس الأمريكى ترامب.
شعبنا كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سيُفشل كذلك مثل هذه المشاريع، ونؤكد أن شعبنا وكل محبيه قادرعلى إعادة بناء غزة بشكل أجمل مما كانت بشرط رفع الحصار عن القطاع.

ما هو تقييمكم لفرص صمود اتفاق وقف إطلاق النار فى ظل تصاعد المخاوف من انقلاب نتنياهو عليه عقب استرداد الأسرى؟

ــ نحن معتادين على أن هذا العدو ينكس العهود والوعود، ولا يلتزم بتعهداته وخير مثال على ذلك ما نراه بشكل يومى فى جنوب لبنان وحتى اللحظة رغم أن المنظر العام أن الاتفاق فى غزة صامد ومستمر هناك حوالى 20 شهيدًا فى خروقات للاتفاق منذ اليوم الأول غالبيتهم فى رفح، لكن نحن من طرفنا ملتزمون بالاتفاق لأننا من البداية معنيين بإنهاء الحرب على أهلنا وإنهاء تواجد القوات الإسرائيلية داخل القطاع وعودة النازحين ولذلك سنعمل كل ما فى وسعنا لتجاوز أى عقبة يمكن أن تحول دون استمرار وقف إطلاق النار بالتعاون مع الوسطاء، وحتى اللحظة تسير الأمور بشكل جيد.
نحن نعتقد أن نتنياهو قد يفكر فى العودة للحرب لكن فى نفس الوقت هناك كثير من المتغيرات التى تحول دون ذلك أولها الفشل الذريع الذى منى به بعد 15 شهرًا من الحرب على غزة ولم يحقق تدمير المقاومة، ومشاهد الإفراج عن الأسرى والظهور المهيب للمقاومة هو خير دليل، وعودة النازحين بعد تعهده بتفريغ غزة من سكانها، وثالثًا تزايد الضغط فى المجتمع الإسرائيلى لصالح إتمام اتفاق وقف إطلاق النار، أيضا التغيرات على المستوى الدولى وخاصة الولايات المتحدة التى أعلن رئيسها الجديد، أنه معنى بوقف الحرب والذهاب للاستقرار والهدوء فى المنطقة، وبالتأكيد العودة للحرب لن تخدم هذه الرؤية.

ما هى طبيعة الضمانات التى حصلتم عليها خلال المفاوضات بشأن إنهاء الحرب والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من غزة؟

ــ الضمانات الأساسية التى حصلنا عليها هى ضمانات الوسطاء، الإخوة فى الجانبين المصرى والقطرى، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بأن تلتزم الأطراف بما تم الاتفاق عليه، إضافة إلى الواقع الميدانى، والتطورات السياسية أيضا يمكن أن تكون ضمن الضمانات، التى ستساعد على الالتزام بوقف إطلاق النار، لكن كما قلت بالتأكيد العدو قد يستغل أى فرصة للعودة للحرب، ولكننا من جانبنا ملتزمون بتنفيذ الاتفاق، أيضا نتمنى أن يساعد المجتمع الدولى بالضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق، من خلال تحويل هذا الاتفاق إلى جزء من قرار مجلس الأمن الدولى، بخصوص الحرب فى غزة.

هل تنحصر المدة الزمنية للاتفاق حال استكماله فى الـ126 يومًا مجموع المراحل الثلاث أم أن هناك استحقاقات سيستغرق تنفيذها مدى زمنى أبعد من ذلك؟

ــ المفاوضات على المرحلة الثانية ستبدأ فى اليوم السادس عشر من بدء تنفيذ الاتفاق، والذى بموجبه سيستمر التفاوض إلى نهاية المرحلة الأولى حول شروط واستحقاقات المرحلة الثانية ولكن هذا التفاوض سيستمر بشروط المرحلة الأولى إلى أن يصل الطرفان إلى الاتفاق برعاية الوسطاء، بمعنى أنه إذا لم نصل إلى اتفاق بنهاية اليوم الـ 42، فالمفروض حسب الاتفاق أن يتواصل التفاوض إلى أن يصل الطرفان لاتفاق بشروط المرحلة الأولى ذاتها، والتى أهمها وقف إطلاق النار والانسحاب، والمفروض أنه بعد إنهاء التفاوض بالمراحل الثلاثة وانتهاء الـ 126 يوما، أن تكون انتهت العملية التفاوضية وتم الاتفاق على كل المطلوب لإدارة المشهد فيما يخص العلاقة بين المقاومة والاحتلال.

منذ اللحظة الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.. تزايد الحديث عن اليوم التالى فى غزة، وهل يمكن القول أن كل المشروعات الأمريكية والإسرائيلية بشأن السيطرة على إدارة غزة وطرد أو إبعاد حماس قد فشلت؟

ــ الحديث حول اليوم التالى ليس جديدًا، فمنذ الأيام الأولى للحرب، وهناك حديث بشأن اليوم التالى، باعتبار أن الكيان الصهيونى وحلفاءه كانوا يعتقدون أن مهمتهم فى غزة ستكون نزهة، وسيتمكنوا من القضاء على المقاومة، والسيطرة على القطاع خلال أيام أو أسابيع قليلة، ولذلك، بدأوا يفكروا فيمن سيحكم غزة بعد القضاء على حماس، وكذلك فى إطار رؤية سياسية فى مستقبل هذا الصراع، وفى نفس الوقت كانت المقاومة أيضا، تفكر كيف سيدار قطاع غزة بعد الحرب، وكنا دائما نؤكد أن اليوم التالى سيكون فلسطينيا بامتياز، ولن نسمح لأحد أن يفرض علينا أى حلول، ولذلك فى حوارات مطولة مع الأطراف الفلسطينية، ومنها حركة فتح فى موسكو وبكين، كان التوافق على أن نذهب لتشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة مؤقتة تقوم بتشكيل مؤسسات وإعادة إعمار غزة والتحضير لانتخابات، ولكن تم تعطيل هذا الحلم من قبل السلطة فى رام الله، وذهبنا لقبول الخيار الذى قدمته مصر، بتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، من عدد من الغزيين التكنوقراط، لفترة محددة على أن تشكل هذه اللجنة بمرسوم رئاسى وتكون مرجعيتها الإدارية للحكومة فى رام الله، وتتمتع بنوع من الاستقلال المادى والإدارى، وهذا الخيار تم تعطيله من جانب السلطة فى رام الله كذلك، لكن ما يزال الحوار جاريًا مع الإخوة فى مصر، وأيضا مع بقية الأطراف الفلسطينية، للبحث فى كيفية إدارة قطاع غزة عقب انتهاء العدوان، ولكن بالتأكيد إذا لم يتحقق ذلك فسنتحمل مسئوليتنا ونستمر فى إدارة شئون قطاع غزة، بشكل مهنى ووطنى إلى أن نتفق على خيار بديل، لكن بالتأكيد، لن نقبل أى مشروع يفرض علينا كفلسطينيين من أى طرف، لا فى شكل إدارة أو فى شكل قوات مشتركة أو دولية، فكل هذه المشاريع لا يمكن أن تتحقق على الأرض الفلسطينية غصبا عن الفلسطينيين.

بشكل واضح من سيدير غزة خلال الفترة المقبلة؟

ــ إلى أن نتوافق على رؤية لإدارة غزة ضمن سياقها الفلسطينى العام، سنتحمل مسئوليتنا ولن نترك غزة للفراغ والفوضى، إلى أن نتفق على البديل.

هل توجد أية بنود أو نصوص ضمن اتفاق وقف إطلاق النار تنص على تجريد المقاومة من سلاحها أو جعل غزة منطقة منزوعة السلاح كشروط لبدء إعادة الإعمار؟

ــ الاتفاق لا يشمل أى بنود تتعلق بسلاح المقاومة، أو يربط بين سلاح المقاومة، وإغاثة الناس أو فك الحصار، وإعادة الإعمار، وبالتأكيد حتى لو طرح ذلك فلن نقبل بأن ما لم يتحقق بالحرب والتدمير أن يحققوه عبر الحصار والتجويع، لأن شعبنا الفلسطينى يقاوم منذ عقود من أجل العودة والحرية والاستقلال، وتحمل من أجل ذلك، الكثير من العنت ودفع الأثمان الغالية، ومن هنا أى ربط بين إعادة الإعمار، وسلاح المقاومة لن يكون مقبولاً بأى حال من الأحوال، لكن نحن كحركة، بالتأكيد فى إطار رؤية سياسية قدمناها فى الأسبوع الأول بعد الحرب، أكدنا أننا يمكن أن نضع خارطة طريق وطنية مشتركة، من ثلاث مراحل، الأولى وقف العدوان، وإغاثة السكان وإعادة الإعمار، والمرحلة الثانية، التوافق الوطنى الفلسطينى وإتمام الوحدة وإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإصلاح منظمة التحرير، والتوافق على مشروع فلسطينى جامع لإنهاء الاحتلال وإدارة الصراع معه، والمرحلة الثالثة، هى أن نذهب كفلسطين مجتمعين للمجتمع الدولى، بحل أو رؤية سياسية، جامعة تمثل الكل الفلسطينى وتنهى الاحتلال وتحقق طموحات شعبنا.

بعد أن هدأت أصوات المدافع.. تصاعدت التساؤلات بشأن مصير قائد كتائب القسام محمد الضيف وهل لا يزال على قيد الحياة أم استشهد خلال العمليات العسكرية فى القطاع؟

ــ بالنسبة للقائد محمد الضيف، فالعدو ادعى أنه قتل فى هجوم على منطقة المواصى بخانيونس، فى يوليو من العام الماضى، ولا أستطيع أن أؤكد أو أنفى، ولكن نحن لدينا العديد من الإشارات بإنه لم يستشهد فى ذلك العدوان، وبالتالى نحن ننتظر صوت المقاومة لتؤكد أو تنفى وهنا أؤكد أن الاحتلال واهم إذا كان يتصور أنه بقتل قائد سياسى أو عسكرى، ينهى هذا الصراع وهذا الالتزام من الشعب الفلسطينى بالمقاومة أو حقنا فى المقاومة من أجل الاستقلال، وحركة حماس وقبلها كل حركات التحرر تعرف جيدا أن مشروع الحرية معبد بالدماء لذلك استشهاد قائد هنا أو هناك لن يوقف تدفق الأجيال التى تحمل سلاحها نحو القدس.

وما هو مصير لجنة الإسناد المجتمعى بعد رفضها من جانب السلطة الفلسطينية وحركة فتح؟

ــ نحن تحاورنا مع حركة فتح بوساطة مصرية فى جلسات متتالية حول فكرة لجنة الإسناد، كبديل مؤقت عن حكومة وحدة وطنية لإدارة شئون غزة كافة، ولكنها تعطلت وما سمعناه من الأخوة فى الجانب المصرى أنهم يرون أن هذا هو الخيار الأمثل فى ظل هذه الظروف المعقدة، التى تحتاج لتحرك سريع لإنقاذ الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، وفهمنا أيضا أنهم لا يزالون يحاولون مع الأخوة فى فتح، للوصول لتوافق حول اللجنة، خاصة أن أبو مازن يعطل تشكيل حكومة الوحدة، وما سمعناه أيضا أن مصر ستمضى فى خيار لجنة الإسناد بفتح أو بدونها، إذا كان هذا سيؤدى لوقف الحرب وتأمين إغاثة الناس وإعادة الإعمار والدفع نحو الهدوء والاستقرار فى غزة وخارجها.
وبالمناسبة مصر بذلت جهودا كبيرة بالتوازى مع الحوار الفلسطينى الفلسطينى لشرح فكرة لجنة الإسناد، وتواصلت مع بعض الدول العربية، المنخرطة فى الحالة الفلسطينية، كما تم عرض الفكرة على القمة العربية التى انعقدت فى الرياض، والقمة بالإجماع شجعت الجهود المصرية لتشكيل اللجنة، كما تشاورت مصر مع بعض دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، وكانت هناك أجواء إيجابية فى موقف هذه الأطراف فى تشكيل اللجنة كحل مؤقت لإدارة شئون قطاع غزة.

هناك لغط كبير بشأن استئناف العمل بمعبر رفح.. بحكم اطلاعكم على تفاصيل المفاوضات ما هى الآلية التى سيعمل بها المعبر ومن سيتولى عملية التشغيل من الجانب الفلسطينى؟

ــ بالنسبة لإدارة المعابر، حسب الاتفاق فالمتوقع أن يفتح معبر رفح يوم السبت القادم عقب الانتهاء من تسليم المجندات الأسرى؛ حيث سيفتح الباب لسفر عدد من المرضى والجرحى مع مرافقين، ثم بعد ذلك يفتح فى الاتجاه الآخر للعائدين من الخارج إلى قطاع غزة، وكان حسب الاتفاق أن تقوم لجنة الإسناد المجتمعى بإدارة المعابر، لكن أما وأنه لم يحدث فقد تم التوافق أن تكون هناك إدارة فلسطينية عبارة عن أشخاص عملوا فى وقت سابق بإدارة المعبر أو على اتصال مع الهيئة العامة لإدارة المعابر فى السلطة الفلسطينية، وسيتم ذلك بالتنسيق مع كل الأطراف المعنية، وفى كل الأحوال معبر رفح، بالتأكيد وبالتعاون مع الجانب المصرى، لن يكون عائقا أمام تسهيل تنفيذ الاتفاق.

هناك مخاوف لدى البعض من استقطاع جيش الاحتلال منطقة عازلة تلتهم مساحات من القطاع تحت سمى مناطق عازلة.. فهل هناك أية تغييرات فى خرائط غزة ومساحتها التى كانت عليه قبل السابع من أكتوبر ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الأخيرة؟

ــ حسب الاتفاق الاحتلال سيعيد نشر قواته بمحازاة الحدود ويغادر كل مناطق قطاع غزة حسب الخرائط التى تم تسليمها للوسطاء ولنا، لكن أيضا حسب الاتفاق، مع بداية المرحلة الثانية سيغادر الاحتلال كل مناطق قطاع غزة إلى خارجها، وسيتم تثبيت وقف إطلاق نار دائم بين الطرفين، وبالتالى حسب الاتفاق لا يوجد أى اقتطاع لأى أراضى من قطاع غزة، وأيضا نحن لن نقبل باقتطاع أى أراضى من القطاع خلال هذا الاتفاق.

وضع الاحتلال فيتو على رموز المقاومة من أصحاب الأوزان القيادية الثقيلة وفى مقدمتهم مروان البرغوثى وأحمد سعدات وقيادات حماس مثل عبد الله البرغوثى وإبراهيم حامد وعباس السيد، فهل بات باب السجن مغلقا فى وجوههم أم هناك اتفاق على إطلاق سراحهم فى المراحل التالية؟

ــ نعم وضع الاحتلال فيتو على إطلاق سراح القيادات ذات الرمزية العالية، لكن هذا الأمر متعلق فقط بمفاوضات المرحلة الأولى، وفى المرحلة الثانية بالتأكيد سيتم طرح أسماء هؤلاء القادة من جديد، ولن نقبل أن يكون عليهم أى فيتو، وستسمر محاولات المقاومة لاستنقاذ كل الأسرى فى السجون إلى أن نصل لتبييض السجون بشكل كامل.

ما هو العدد الإجمالى أو التقريبى للأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم من سجون الاحتلال ضمن صفقة التبادل بالأسرى الإسرائيليين ضمن الاتفاق؟

ــ الأعداد النهائية للأسرى الذين سيخرجون من سجون الاحتلال ضمن الصفقة، فى المرحلة الأولى تقريبا حوالى 300 محكوم عليهم بالمؤبد، و700 محكوم عليهم بأحكام عالية، بالإضافة إلى ألف أسير ممن تم اختطافهم من غزة بعد السابع من أكتوبر، وعند تبادل الجثامين، سيتم الإفراج عن كل النساء والأطفال الذين تم اختطافهم من غزة بعد السابع من أكتوبر.

هل ثمة أدوار ميدانية أخرى للوسطاء فى مصر وقطر داخل القطاع بخلاف مراقبة عمليات عودة المواطنين من الجنوب إلى الشمال؟

ــ الإخوة فى مصر وقطر سيتواصل دورهم معنا فى متابعة تنفيذ هذا الاتفاق حتى نصل إلى نهايته، وكذلك متابعة العملية التفاوضية فى المرحلة القادمة، إضافة لجهود أخرى مثل دور الجانب المصرى فى الإشراف على معبر رفح وإدخال المساعدات، والتنسيق مع الجهات الدولية فى مصر وداخل قطاع غزة، والإشراف على عودة النازحين فى الجنوب، والإغاثة المباشرة فى الإغاثة وإعادة الإعمار.

ما هو تقييمكم للدور المصرى فى الوساطة طيلة الفترة الماضية؟

ــ نوجه كل الشكر والتقدير لمصر رئاسة وحكومة وشعبا، والطواقم الفنية التى التزمت على مدار 15 شهرا بالجهد المطلوب ليل نهار، للوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، وبالتأكيد هذا جهد مقدر عند كل أبناء شعبنا الفلسطينى وستحفظ الأجيال لمصر هذا الدور الذى ساهمت به، وعندما نتحدث عن الجهد المصرى فى هذه المرحلة، فهو جهد متصل، خلال عشرات السنوات التى التزمت فيها مصر كدولة بالقضية الفلسطينية سواء فى بعدها العام كقضية تمثل جزءا من الأمن القومى المصرى، أو فى إطار خصوصية قطاع غزة بحكم الموقع الجغرافى، والتداخل الاجتماعى بين الأسر المصرية والغزاوية، ونحن نعلم وندرك جيدا ونحفظ أسماء قادة وجنود مصريين، سقطوا على الأرض الفلسطينية أو من أجل فلسطين وأملنا أن يستمر هذا الدعم وأن تبقى مصر سندًا ودعمًا لكل قضايا أمتنا العربية وفى القلب منها قضية فلسطين.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved