بين الغربة واللغة.. هدى بركات تسرد حكاية الأدب والحنين

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025 - 7:06 م بتوقيت القاهرة

استضافت «القاعة الرئيسية»؛ بمعرض القاهرة للكتاب لقاءً مفتوحًا مع الكاتبة اللبنانية؛ هدى بركات، حيث أدار الحوار؛ الإعلامى الدكتور؛ خالد عاشور.

فى مستهل اللقاء، رحب الدكتور خالد عاشور؛ بالحضور؛ قائلاً: «باسم معرض الكتاب وباسم مصر، أرحب بالكاتبة هدى بركات، هذا الاسم المهم فى عالم الإبداع الأدبى، الذى يحمل على عاتقه أكثر من 35 عامًا من العطاء، منذ رواية - حجر الضحك - عام 1990 مرورًا بروايات مثل؛ -أهل الهوى-، -حارث المياه-، وصولاً إلى -بريد الليل-».

وأشار عاشور؛ إلى أن الكاتبة هدى بركات استطاعت أن تُشكل عالمًا روائيًا متفردًا، يعانى معظم شخوصه من الغربة، التمزق، والنفى، مما جعلها بلا منازع رائدة أدب الغربة والمنفى، لاسيما فى رواية «بريد الليل» التى اعتمدت فيها على تقنيات سردية فريدة ومبتكرة.

من جانبها، أعربت هدى بركات؛ عن سعادتها بحضورها فى القاهرة، مؤكدةً أن هذه المدينة تحتل مكانة خاصة فى قلبها؛ كما قدمت؛ الشكر؛ للهيئة العامة للكتاب؛ على تنظيم هذا اللقاء، قائلة: «أى دعوة إلى القاهرة لا يمكن أن أرفضها».

وأشارت إلى أنها جاءت للاحتفاء بروايتها الجديدة «هند» أو «أجمل امرأة فى العالم»، قائلة: «لم نستطع أن نحتفى بها فى معرض بيروت، فجئنا للاحتفال بها هنا فى القاهرة، لأنها أفضل رواية كتبتها».

وتحدثت «بركات»؛ عن تجربتها الأدبية قائلة: «لم تكن لدى خطة مسبقة لتناول قضية محددة أو الدفاع عنها، عندما صدرت روايتى الأولى «حجر الضحك» كنت مهاجرة فى باريس، ومع هذه الرواية بدأت أشعر بالغربة، وجدت نفسى أشبه تلك الحروب، والميليشيات، والأحزاب المتناحرة على الحكم؛ لم أكن أملك مشروعًا محددًا على المستوى الشخصى أو المهنى عندما غادرت إلى فرنسا، ولكن شيئًا فشيئًا طالت غربتى وأرجأت العودة، ليظل هذا الإحساس بالغربة يرافقنى».

وعند سؤالها إذا ما كانت تعتبر نفسها من أدباء المهجر، نفت «بركات» ذلك؛ موضحة أن مفهوم أدب المهجر تغيّر بمرور الوقت؛ وقالت: «المهجريّون الأوائل كانوا يحملون حنينًا كبيرًا إلى أوطانهم، ويتحدثون عنها باستمرار بسبب اختلاف ظروف سفرهم عن ظروفنا، وكذلك اختلاف الأدب الذى أنتجوه».

وعن اختيارها لشخصيات هامشية فى رواياتها، قالت: «منذ أن بدأت أكتب، كانت الشخصيات الهامشية تجذبنى بشدة، أؤمن أن المهمّشين هم مرآة الحقيقة، فهم الذين لا يُسمع صوتهم غالبًا، ليس من الضرورى أن نكتب عن أبطال خارقين؛ يجب أن يأتى الوقت الذى نتوقف فيه عن تمجيد الأبطال».

وأضافت: «رواياتى قد تُعتبر سياسية، ولكنها تعكس مفهوم السياسة بمعناها الأخلاقى النبيل، وليس بمعناها الفئوى أو الإيديولوجى».

كما أكدت بركات؛ أنها تكتب رواياتها باللغة العربية؛ رغم إتقانها اللغة الفرنسية، قائلة: «حبى للغة العربية وشوقى لها هما ما يدفعانى للكتابة بها؛ فاللغة العربية تحمل شحنة عاطفية كبيرة لا أريد أن أفرط فيها؛ حتى فى المناسبات، أُفضّل الحديث بالعربية على الفرنسية، لأننى أحسبها ما تبقّى لى فى الغربة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved